لم يمسح نظام المؤتمر الوطني،أو قل الجبهة الإسلامية،إحتفالات 21 أكتوبر من قائمة الأعياد الرسمية فقط،بل سمي تلك الحديقة الكائنة في بحري باسم (عبود)،تخليداً لذكراه كأول عسكري انقلب علي النظام التعددي المدني،وكأول حاكم سام الشعب صنوف القتل والعذاب. وسبب تكريم عبود،ومحاولة تبييض تاريخه الأسود،وتزييف التاريخ،يعود إلي أوجه الشبه الكثيرة بين عهد عبود،ونظام البشير،والتي تبدأ من التسلط والقهر،ولا تنتهي بالتفريط في السيادة الوطنية. نصب عبود المحاكم الصورية،للشرفاء من العسكريين والمدنيين وصدرت أحكام الإعدام،من محاكم صورية كانت قراراتها معدة سلفاً،ونصب نظام البشير المحاكم الصورية،التي أعدمت المدنيين والعسكريين بأحكام جاهزة سلفاً. فتحت السجون والمنافي أبوابها في عهد عبود،لكافة المعارضين،وكذا كان ولازال الحال في عهد البشير. إستعرت حرب الحنوب العنصرية في عهد عبود،وارتكبت قوات النظام مجازر جماعية آنذاك،وشن هذا النظام الحرب العنصرية الدينية ضد الجنوب حتي انتهت بفصله،وهي جريمة لن تنساها الأجيال المقبلة. عسكر عبود الخدمة المدنية،وصرف علي آلته القمعية ما صرف،وهاهو الحال يتكرر الآن،العسكرة شملت حتي الأندية الرياضية ناهيك عن الحكم المحلي والاتحادي،الأمر الذي جعل 75% من الميزانية تتوجه نحو الحرب وتداعياتها. باع عبود حلفا القديمة،بثمن بخس،وتم تهجير الحلفاويين بالقوة المسلحة،ويكرر التاريخ نفسه،والتهجير لا يشمل النوبة فحسب،بل المناصير وناس أمري،وأهالي النيل الأزرق بسبب تعلية الخزان،والمؤامرة لا تزال مستمرة بشأن أهالي كجبار،والشعار المرفوع تطفيش الأهالي وتوطين الأجانب. وفي عهد عبود قيدت الصحافة وكممت الأفواه،وطرد الشيوعيون من الخدمة العامة،ونظام البشير سار في الركاب،فهاهي الصحافة مقيدة،والتمكين يفعل فعله في الخدمة العامة،والحريات العامة غائبة وجهاز الأمن سيد الموقف. وغير هذه الأوجه من الشبه هنالك الكثير،مما يوحي أن قانون تطابق المثلثات ينطبق علي نظامي عبود والبشير،لهذا احتفت(الإنقاذ)بالسفاح عبود،ومن بعده النميري،بيد أنها تنسي حتي الآن الكيفية التي طرد بها(المخلوعان)من كراسي الحكم رغم البطش والقمع. هذه الكيفية بالذات هي سر الشعب السوداني وماركته المسجلة التي قلدتها شعوب أخري بعد ذلك فيما يعرف بالربيع العربي،فالإضراب السياسي والعصيان المدني،يجعل مدافع الكلاشنكوف وكأنها لعب أطفال خشبية،وقنابل البمبان،لا توقف الحشود المليونية،التي إن عزمت علي شئ فعلي العسكر السلام . لتهنأ الإنقاذ بعبود وتاريخ نظامه(الأسود)،ولتهنأ بالنميري كأول إمام للمسلمين(الفاسدين) في بلادنا،ولتهنأ الآن بحوارها مع نفسها،والأرزقية من السدنة والسادنات،الذين يأكلون ويشربون الآن في قاعة الصداقة علي حساب المال العام..لتهنأ بهذا الحلم(المزيف)كيما تصحو علي الحقيقة المرة،عندها سيقف التنابلة أمام محاكم الشعب،وهم يرتعدون،ولن يكون هنالك تحلل ولا يحزنون،إنتظرونا فالثورة في(الكانون)،يا أيها الكيزان والمتكوزنون. [email protected]