صبَّ الفاتح مختار محمد، (وكيل أول وزارة الأوقاف والإرشاد السودانية لشئون العلاقات الخارجية والتواصل)، جمّ غضبه على تقاعس الدول العربية عن القيام بدور قوي في الحفاظ على وحدة السودان، لافتًا إلى أن هناك دولًا تعاملت مع الأمر باستخفاف وأخرى تآمرت على وحدة البلاد، وحاكت المؤامرات لعدم استقراره، وثالثة حاولت المساهمة في صيانة الوحدة إلا أن ضغوطًا دولية أجبرتها على التراجع، رغم تأكيده على أن أضرار انفصال الجنوب لن تتوقف عند شمال السودان فحسب، بل ستسدد ضربة قاضية للأمن القومي العربي. وأقر المختار في حوار مع شبكة "الإسلام اليوم" بأن الحكومة السودانية بذلت جهودًا مضنية للحفاظ على وحدة السودان، غير أنها واجهت عراقيل عديدة، مثل تفجر الصراع في دارفور، وارتهان الميلشيات هناك لأجندات دولية، وتصميم اللوبي الانفصالي داخل الحركة الشعبية على تفتيت البلاد، فضلًا عن تزايد الضغوط الدولية بشكل أضعف قدرتها على التركيز، وجعل الوحدة الخيار الأول للجنوبيين، ومع هذا -والكلام مازال على لسان وكيل وزارة الأوقاف السودانية- فجهودها مستمرة حتى آخر لحظة لإنقاذ البلاد من شبح التقسيم. ولم يُخف تشاؤمه من تفجُّر شلالات الدماء في جنوب البلاد في حالة اقتراع الجنوبيين لصالح الانفصال في ظل الصراع الدائم بين قبيلة الدينكا من جانب وقبائل النوير والشلوك من جانب آخر، مدعومة من بعض الميلشيات الرافضة لهيمنة الدينكا، معتبرًا الانفصال مشروعًا نخبويًّا لبعض قادة الشعبية، وليس خيارًا لمواطني الجنوب. وعبّر عن أمله في نجاح حكومته في تسوية عدد من القضايا، مثل الحدود وآبيي والثروة النفطية وغيرها مع حكومة الجنوب قبل حلول موعد الاستفتاء، باعتبار أن مثل هذه القضايا تشكل قنابل موقوتة تهدد بعودة شبح الحرب للسودان، رغم تأكيده على حرص الحكومة السودانية وانعقاد الاستفتاء في موعده والقبول بنتائجه إذا كان شفافًا ونزيهًا ومعبرًا عن إرادة الجنوبيين.