المواطنة ماجدة عبد الوهاب صالح من مواليد 1966 من منطقة تنقستي الجزيرة تلقت تعليمها حتي الصف الثالث متوسط ثم تزوجت وانقطعت لرعاية اسرتها داخل السودان الي هنا وامر ماجدة عادي جدا غير ان اللافت هو الرغبة في العودة للتعليم التي ظلت تشكل هاجسا لماجدة التي ما انفكت تحن لايام التعليم وروائح الاحبار والكراريس حتي وهي ام .. سافرت ماجدة مرافقة لزوجها الذي يعمل بشرطه قطر حتي تاريخه ... كانت الزوجة كثيرا ما تصارح زوجها برغبتها العودة للمدرسة وكانت في كل مرة تجد الدعم من الزوج أحمد عبد الرحمن أحمد .. حتي جاءت الفرصة مواتية عندما حان امتحان ابنتها الاولي كوثر من الصف الثامن فقررت الام ان تمتحن من فصول اتحاد معلمين من ذات المدرسة التي امتحنت منها كوثر وهي مدرسة ام المؤمنين بالفتيحاب .. وكانت الام تتجه للمدرسة بعد الساعة الحادية عشرة اي بعد انتهائها من القيام ببعض واجباتها الاسرية ... تقول الابنة كوثر انها كثيرا ما تلتقي بوالدتها داخل حوش المدرسة اثناء اليوم الدراسي وبعد العودة للمنزل تقوم الام والابنة بمذاكرة دروسهما معا وجاءت نتيجة الامتحان بحصول الام علي «165» درجة من المجموع الكلي «250» درجة فيما حصلت الابنة علي «204» درجة . وتقديرا لظروف التلميذتين ماجدة و كوثر ودعما لموقفهما فقد قرر الاب الحضور للسودان والوقوف بجانبهما وكثيرا ما قام خلال ايام الامتحانات بكي مريلة الصغيرة « وعباية» امها حتي تلتفتا للمذاكره وعند التوزيع لمرحلة الثانوية فقد تم قبول الام تلميذة بمدرسة «15» الثانوية بالفتيحاب فيما وزعت الابنة كوثر بمدرسة الضو حجوج الثانوية . خلال دراستها بالصف الاول رزقت الام بابنها محمد فقررت تجميد الدراسة و تربية الصغير وفي العام 2003 قررت الام العودة للمدرسة مرة اخري وسجلت بالصف الثالث اتحاد المعلمين بذات مدرستها القديمة ... كانت الام تعمل لاجل دفع ابنتها للتحصيل فعمدت لمواصلة الدراسة بالصف الثالث ادبي فيما التحقت كوثر بالصف الثالث علمي لم تتجه التلميذتان للدروس الخاصة وكانتا تقومان بالتحصيل بمفردهما علي الام شرح دروس القرآن واللغة العربية بينما تقوم كوثر بدفع قدرات الام في الرياضيات والانجليزي وفي نهاية الامر التحقت الام بجامعة امدرمان الاسلامية فيما اعادت الابنه الجلوس للامتحان مرة اخري لتلتحق بكلية العلوم قسم الكيمياء بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا. تقول ماجدة عبدالوهاب صالح بعدم وجود ما يمنع الامهات من العودة للدراسة فقط المطلوب توفير الارادة والرغبة مشيرة لتجربتها التي تهديها لكل الامهات قائلة انه ورغم عدم وجود الزوج وما خلفه من مضاعفة الاعباء عليها اذ ظلت تقوم بدور الام والاب الا انها حققت تطلعاتها وحلم عمرها مشيدة بزوجها الرائع الذي وقف بجانبها ووفر لها مثل اي من اطفاله الرسوم الدراسية والمصاريف حتي الدفاتر والاقلام وامتدت حتي بعد تخرجها عندما اهداها لابتوب بمناسبة التخرج . وثمنت كوثر حرص والدتها علي التعليم بصورة حفزتها وشقيقتها الصغري علي التحصيل وقالت كوثر انها تري بان والدتها مكان فخرهما وهي مثلي الاعلي.