ما ان ينتهي موسم كروي او ينتصف الموسم الا وتسود لغة المليارات المهدرة فيما لا طائل منه, وكما يقول قانون الشيكات ويبقى السجين تحت الحبس لحين السداد وهو يوم لا يعرف ان كان سيأتي ومتى يأتي وهكذا يبقى سوق المليارات المهدرة في التسجيلات كما مهدرا بان يبقى بدون بطولة خارجية لحين السداد وهو يوم لا نحلم باننا سنشهده. اندية غافلة مشغولة بتبادل اللاعبين وبحشد الفاشلين من الاجانب تتحرك فيها المليارات في كل الاتجاهات لا ينتفع منها غير السماسرة الذين اصبحت سوقهم رائجة مثل الدولار, يحقق ولكن كيف لهذه الاندية ان تتجاهل عام 2012 وان ما تبقى من عام 2013 ستة اشهر فقط وان عام 2013 هو الموعد النهائي للحصول على رخصة الاندية وفق لائحة الكاف الصادرة بامر الفيفا. هل سألت هذه الاندية نفسها: ثم ماذا بعد نهاية هذا الموسم؟ وما هو مردود هذه المليارات اذا عجزت الاندية عن الحصول على الترخيص حتى على مستوى القمة بكل امكاناتها الكبيرة لانها حتى اليوم لم تدرس ماهو مطلوب منها لتستحق الترخيص. وهل تعلم ان على رأس شروط الترخيص الا يكون النادي مدينا لاي جهة حتى يستقر ماليا وفق شروط الترخيص وانديتنا تتراكم عليها الديون بدون ضوابط مالية, فكيف لهم اذن ان يصرفوا هذه المليارات التى تضاعف من مديونية الاندية ناهيك عن الجوانب الاصعب من شروط الترخيص. وهل شرع اي نادٍ فى دراسة موقفه وقدرته على استحقاق الترخيص خاصة فى فى الفئتين AوB حتى يتأهل النادي للمشاركات الخارجية. وهل وقفت هذه الاندية على شروط الترخيص والمعايير الواجب توفرها للحصول على الترخيص؟ واذا كان الاتحاد لا يعير هذا الامر اهتماما فمن هو الخاسر؟ هل هو الاتحاد ام الاندية؟ وهل وقفوا على معاييرالملكية والشئون القانونية والمالية ليقفوا على الحقيقة اين هم من هذه المتطلبات؟ وهل وقفوا على البرامج المحددة لتطوير الشباب وما يتبع ذلك من التزامات والتي تم تحديدها بتفاصيل دقيقة فى ثلاث صفحات كما جاءت فى المادة 8 وهل وقفوا على معايير البنية التحتية كما جاءت فى المادة 9 والتى تتضمن 17 شرطا واجب توفرها في هذه البنية التحتية؟ هل وقفوا على المادة 10 معايير الموظفين والاداريين؟ لو انهم وقفوا على القليل من هذه الشروط لما غمضت لهم عين ولما انصرفوا لاهدار المليارات فيما تبقى من شهور وهم مهددون بالحرمان من المشاركات الخارجية وهكذا حالنا, منتهى السلبية حتى يقع الفاس في الرأس. لن اسأل عن الاتحاد الذي ظل غائبا ومتجاهلا هذا الامر منذ دورته السابقة ناهيك عن دورته الحالية, ولكن السؤال الاكبر اين الدولة وكيف لها ان تتجاهل هذا الامر وهى المعنية اكثر بالامر؟ فغياب السودان عن الساحة الدولية مسئولية الدولة كما ان المطلوب منها اكثر اهمية لان الامر يتطلب اعادة النظر في هيكل الاتحاد اذا كان لابد للسودان ان يكون له وجود خارجي خاصة ولعلني هنا انعش ذاكرة السلطة المركزية انها وحسب دستور 2005 مسئولة عن الوجود الخارجي بعد اصبحت الرياضة المحلية شأن خاص بالولايات وهكذا يفترض ان يصبح الاتحاد العام مسئولا فقط عن المشاركات الخارجية والتي ستصبح الاندية حاملة الترخيص وحدها لا غير طالما ان النشاط المحلي للاندية بدون ترخيص, مسئولية الولايات مما يحتم اعادة النظر في الهيكل الرياضي وهذا دور السلطة وليس الاتحاد. فهل اهتمت الوزارة بدراسة هذا الوضع الذي يفرض نفسه بموجب الدستور والقانون. خارج النص: تابعت بكل اسف ما يشهده نادي الموردة من صراعات بين مجلس الادارة وبعض اعضائه الذين يرفضون بيع لاعبيهم ولكني ارى ان لكل منهما ما يستوجب التوضيح فاعضاء مجلس الادارة الذين يرفضون بيع اللاعبين, فهل يملكون البديل لتوفير المال حتى تصبح كلمتهم العليا؟ اما المجلس فان كان دافعه لبيع اللاعبين اهدار المال فى البدلاء من اللاعبين فانهم يحرثون فى البحر, اما ان كان دافعهم تحسين الوضع المالي بحثا عن تاهيل الموردة لنيل الترخيص فانهم يكونوا محقين في تصرفهم. كما انه لا بد من اشادة خاصة بواحد من شباب نادي بري الابن مختار حسن مختار الذي اهتم بتقديم دراسة لنادي بري تحث النادي على الاهتمام بدراسة الوفاء بمتطلبات الترخيص ومثل هذا الشاب عملة نادرة في زماننا هذا ويا ليت ادارة النادي تتولى ما طرحه بجدية ويا ليت شباب نادي التحرير وودنوباوي ان يلتفتوا لهذا الامر خاصة وانهم تتوفر لهم ظروف اكبر لو احسنوا دراستها فهم على الاقل يتمتعون ببنية تحتية يمكن تطويرها.