رسم مشاركون في اول مناظرة من نوعها حول الوحدة والانفصال صورة قاتمة حول مستقبل البلاد «في كل الاحوال» ، محذرين من نشوب حرب اكثر دموية مالم يتم تداركها منذ الان ، وبينما دعا رئيس حزب الامة الصادق المهدي الى التخلي ب»أوضح العبارات» عن وحدة هي بمثابة استمرار للفترة الانتقالية سيئة الصيت، والتخلي عن انفصال يؤدي لمواجهات ويكرس الوضع الحالي في الجنوب،اكد رائد المجلس التشريعي لجنوب السودان بشير باندي ان الانفصال صار واقعاً وهو خيار شعب الجنوب. واستعرض المهدي الذي كان يتحدث في مناظرة اعدتها المنظمة الوطنية لدعم الوحدة الطوعية مساء أمس، دعاوى الخيارين،وحدد إحدى عشر نقطة ،رأى انها حيثيات تدعم خيار الانفصال لدى الجنوبيين،ابرزها ان الشماليين اضطهدوا أهل الجنوب،وان أهل الجنوب مهمشون،وان العلاقات بين الشمال والجنوب لم تعرف سلاما إلا عقدا واحدا من الزمان، وأسباب متعلقة بالنظام الحاكم،وبالمقابل حدد رئيس حزب الامة «29» نقطة تدعم خيار الوحدة، ابرزها ان الدولة الوطنية هي الوحدة الدولية المقبولة عالميا وهي تقوم على هندسة بشرية تحقق الوحدة رغم التنوع ،إذ أن الاحتجاج بالتنافر والتنوع للانفصال يقوض غالبية دول العالم بما في ذلك دولة الجنوب المنشودة،وانه مهما كان من تظلم جنوبي فهو لا يبلغ معشار ما عاناه السودان في جنوب أفريقيا وفي أمريكا فصمدوا وناضلوا حتى تحققت المساواة،وان الحكم الأجنبي شرنق الجنوب بسياسة المناطق المقفولة وطالب المهدي بالانطلاق بمنطق قومي نحو وحدة قوامها العدل والمساواة لا في الإطار الشمالي الجنوبي وحده بل في إطار سلام عادل شامل وتحول ديمقراطي حقيقي وشراكة قومية في الشأن الوطني تضمن التحول من دولة الحزب إلى دولة الوطن وتنفيذ أسس الوحدة الوطنية التي يتفق عليها،كما دعا الى علاقة خاصة بين دولتين ك»أولاد علات أبوهما واحد وإن اختلفت الأمهات، أي وحدة عادلة أو انفصال موصول يمهد للدعوة لكنفدرالية عربية أفريقية تضم دول حوض النيل وجيرانهم». من ناحيته شدد باندي على ان شعب جنوب السودان حسم امر الاستفتاء ورتب لمره للانفصال ،معتبراً ان القضية اصبحت فقط مسألة وم يتبق سوي اعتماده مطلع العام المقبل ، مشكك في حديث الذين يعتبرون ان دولة الجنوب ستكون فاشلة ،ولفت الي ان الحديث تكرر عند رحيل زعيم الحركة وثبت انه ادعات واحلام . من جانبه رفض القيادي في المؤتمر الوطني ابراهيم غندور الاتهامات حول عدم التزام المؤتمر الوطني بعدم تنفيذ الاتفاقية، مشيرا الي انهم قاموا بتنفيذ كل البرتكولات ولم يتبقي سوى الاستفتاء ،مؤكدا عمله من اجل ان يبقى السودان موحدا وفي السياق قال القيادي في الحركة الشعبية لوكا بيونق ان الحركة مع وحدة البلاد على اسس جديدة داعيا الجميع الى العمل على انهم سودانيون ،وطالب شعب الجنوب بعدم التصويت على اسس نفسية ،واعتبار ان الشمال هو العدو، بل من اجل مصالحهم ، وطالب باتاحة الفرصة للجنوبين بالشمال والشماليين بالجنوب لتحديد خيارتهم في حال الانفصال.