بالرغم من ان السودان يأتي في المرتبة الثانية بين أكثر الاقتصاديات العربية جذبا للاستثمار، الا ان أثر هذا التدفق الاستثماري غير ملموس سواء في مجال مشروعات التنمية، أو في مجال القضية الاجتماعية. وباستثناء مساهمات الصناديق العربية في تمويل مشروع سد مروي، فإن المواطن البسيط لا يكاد يحس بما أوردته الوسائط الاجنبية من احتلال السودان لمرتبة متقدمة بين الاقتصاديات العربية الجاذبة للاستثمارات. وبالرغم من وجود بعض النماذج الناجحة، الا ان القائمين على أمر الاقتصاد الوطني فشلوا في توجيه تلك الرساميل الوافدة بطريقة تمكنها من المساهمة بقوة في تنفيذ وتمويل مشاريع ذات اثر ملموس، سواء في القضية الاجتماعية أو مضاعفة الانتاج، كما لم يستصحب القائمون اهمية قيام ما يُسمى بالمؤسسات المالية المشتركة على طريقة بنك فيصل الاسلامي. فإذا كانت شركة سكر كنانة من العلامات البارزة في الاستثمار العربي الناجح، فإن بنك فيصل يقف علامة بارزة كاستثمار مختلط اسهم بقوة في تمويل مشاريع ذات اثر مباشر على كافة الشرائح الاجتماعية. ويرى الدكتور بابكر محمد توم، الخبير الاقتصادي، ان مساهمات البنك في تمويل مشاريع البني التحتية والسلع الاستراتيجية ملموسة وذات اثر اقتصادي واجتماعي واضح، ففي العام المالي 2010 قام بنك فيصل بتوفير تمويل وزارة الزراعة الاتحادية للموسم 2010 بحوالي 100 مليون جنيه، كما قام المصرف بتوفير 31 مليون يورو لاستيراد التقاوي والبذور المحسنة والأسمدة والآليات، كما وفر المصرف تمويلا لقطاع الدواجن بولاية الخرطوم بقيمة 30 مليون دولار. وفي القطاع الصحي وفر البنك التمويل لمستشفى شرق النيل بقيمة 20 مليون يورو، وفي قطاع النقل وفر بنك فيصل الاسلامي 20 مليون يورو، لاستيراد 250 بصاً من الصين، وهناك دفعة أخرى تتكون من 350 بصاً تم فتح اعتماد بقيمة 23 مليون يورو. ولدعم صحة البيئة قام بنك فيصل الاسلامي بتوفير 6.5 مليون دولار و 4.5 مليون يورو لاستيراد آليات وعربات نظافة لادارات النظافة بالمحليات. وتمتد ذراع البنك لتمويل شرطة ولاية الخرطوم لاستيراد عربات متسوبيشي بقيمة 45 مليون درهم. كما قام المصرف بتمويل مطار الخرطوم بمبلغ 55 مليون. وفي مجال إعمار الشرق جاءت المساهمة بتمويل مشروعات البنى التحتية بولايات كسلا، والبحر الاحمر والقضارف، بمبلغ 80 مليون جنيه. كما اسهم المصرف في إعمار دارفور بمبلغ 70 مليون. كما قام بنك فيصل الاسلامي بتمويل هيئة الامدادات الطبية بمبلغ 56 مليون جنيه. وفي مجال المخزون الاستراتيجي من القمح فقد وفر المصرف التمويل بحوالى 200 مليون دولار، اضافة لتمويل مجمعات جياد الصناعية بحوالي 450 مليون جنيه .وهناك العشرات من المشاريع التي يقوم المصرف بتمويلها بالبلاد. من جانبه يذهب الدكتور محمد التجاني- اقتصادي- إلى ان المشروعات التي قام بتمويلها بنك فيصل الاسلامي السوداني، تعتبر أنموذجاً حياً في كيفية الاستفادة من رؤوس الأموال المشتركة في التنمية المستدامة وتشييد البنى التحتية والخدمات، وأشار التجاني إلى إمكانية الاستفادة من رأس المال العربي اذا تم وضع خارطة صحيحة راعت الحاجات الفعلية للمجتمع.