أيام قلائل تحدد مصير الجنوب .. الآلاف من الجنوبيين في الشمال ما بين مؤيد للعودة والبقاء في الشمال بانتظار ما ستؤول اليه الاحوال بعد نتائج الاستفتاء ( الصحافة ) وخلال اعياد الميلاد ورأس السنة التقت مجموعة من ابناء الولاياتالجنوبية واستفسرتهم عن كيفية ترتيب وتوفيق اوضاعهم لمرحلة ما بعد الاستفتاء ... مادلين شابة ابنوسية الملامح تقطن منطقة الفتيحاب حدثتني قائلة :- (لو جاءات نتائج الاستفتاء بخيار الانفصال لن اذهب الى الجنوب لانني بصراحة شديدة اخاف اندلاع الحرب الاهلية بين القبائل واذا كان لابد من الذهاب سأذهب في زيارة لا بقرض الاستقرار ) مادلين وفي آخر حديثها تمنت ان يصوت ابناء الجنوب لخيار الوحدة حتى يعم السلام ارجاء السودان .. وفي تجوالنا حول آراء ابناء الجنوب التقينا المواطن مطر الذي يسكن منطقة ودعجيب جنوبالخرطوم الذي لم يخفِ قلقه فيما سيكون عليه الامر بعد نتيجة الاستفتاء كما ابدى مخاوفه حيال مصيرهم كجنوبيين امام خياري البقاء و الرحيل .. مطر قال انه في حيرة من امره وقال :- (البجي من الله كلو كويس) ولم يك حديث مواطنته عواطف مختلفا عن حديثه في الحيرة غير ان عواطف شددت على انها لن تذهب وهذا يرجع الى انها متزوجة من شمالي وكانت آخر كلماتها امنياتها بان يأتي الاستفتاء داعما للوحدة والاستقرار... بمنطقة الشقلة بالفتيحاب التقينا مونيكا التي اشارت الى ان اسرتها قد حزمت امرها وانحازت للبقاء بالشمال و انهم لن يذهبوا الى الدولة الوليدة حال انفصالها لانهم تعودوا على الخرطوم وسهولة العيش ولم يلاقوا صعوبات في التعامل مع الشماليين .. مونيكا لم تخفِ تبرمها من الذين كانوا قائمين على امر التسجيل وذلك عندما قاموا بطردها من المركز عندما اجابتهم بانها سوف تصوت لصالح الوحدة في اجابة على استفسارها ان كانت ستصوت للوحدة ام الانفصال ؟ رجاء شابة جنوبية في التاسعة عشرة من عمرها تسكن الحاج يوسف بشرق النيل واجابت على سؤالنا في كلمات مختصرة قائلة انها لم تقرر بعد الذهاب او البقاء وانها في حيرة من امرها . وبينما لم تخفِ دورا التي تسكن الكلاكلة حرصها على شد الرحال من غير تردد واضافت دورا (اذا جاء خيار الاستفتاء لصالح الوحدة ايضا سوف ارحل ) وعن سبب هذا الحرص قالت دورا ان جميع اهلها ذهبوا .. كنت حريصة ان اسمع خيار دورا بين الوحدة والانفصال فقالت انها تتمنى الانفصال كي تتمكن من اخذ حقوقها كمواطنة جنوبية ..روجينا ايضا ذهبت الى خيار الرحيل .. شعرت من حديث الفتاة مرارات اكبر من عمرها قالت انها ظلت تشعر في الخرطوم بانها عنصر غير مرغوب فيه وتعاني من سوء المعاملة ما يدفعها لدعم خيار الانفصال والعودة . ناكول ربة منزل تقطن منطقة مايو جنوبيالخرطوم .. كانت بصحبة اطفالها ناكول حدثتني قائلة انهم باقون ايا كانت نتيجة الاستفتاء لانهم تعايشوا مع الشماليين ولم يحسوا بفرق في المعاملة وافقتها سيجينا من منطقة العزوزاب بالخرطوم والتي قالت بنبرات لا تخلو من حزن انها لن تذهب فسألتها عن سبب التمسك بالبقاء فتعللت بعدم وجود الامكانبات وابنائها في مراحل مختلفة من الدراسة وفي آخر مطافنا التقيت اليزا التي تسكن منطقة جبره التي قالت (( سأذهب لامحالة ) سألتها ان كانت تريد الانفصال ام الوحده فاجابت بعد برهة ( هذا سر لا يمكن البوح به ). مابين الرغبة في البقاء واللحاق بالسابقين رغم الخوف من القادم والجنوب يظل ابناء الجنوب في قلق دائم في انتظار ما تفصح عنه نتائج التاسع من يناير