دعا مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة، المسلمين للتكاتف ضد الجهل والتطرف والغلو وتجنب البعد عن السنة، مشيرا الي ان الاسلام نهي عن الغلو والتطرف، وعدّ صاحبه متنطعا .وقال جمعة، في ندوة «فقه الدولة المعاصرة في قضيتي الاقليات والغلو والتطرف» ، التي اقامها مجلس الدعوة التابع لوزارة التوجيه والاوقاف بولاية الخرطوم أمس الاول، ان دولة المدينة اعتمدت علي التعددية كنظام للدولة الاسلامية وكانت مثالا في التعايش الديني، وكانت المعاملة فيها بمبدأ العدل، وعومل فيها اليهود بالرفق، وقال:» بعد طرد اليهود كانت الغلبة للمسلمين، ولكن الدين حفظ حقوق الاقليات حيث اباح حرية الاعتقاد». وأكد مفتي مصر، ان الاسلام لم ينتشر بالسيف كما اشاع بعض اعداء الاسلام، وقال: انهم اطلقوا هذه الاكذوبة وصدقوها ليصدوا عن سبيل الله بغير علم. واستعرض جمعة نموذج الحبشة الذي اعتبره مجتمعا احتضن المسلمين واصحاب الديانات الاخري في توادد مشهود، مشيرا الي ان المسلمين الذين هاجروا للحبشة كانوا هم النواة الاولي لانتشار الاسلام في شرق افريقيا.وكشف جمعة ، ان الشيخ ابراهيم الباجوري في عهد الخديوي الاول رفض ان يفتي بطرد النصاري من مصر، وقال: «لن نطردهم لانهم اهل عهد»، مؤكدا ان للاقيات غير المسلمة في الدولة الاسلامية الحماية ولهم مالنا وعليهم ماعلينا. ودعا مفتي مصر الي احترام علماء المسلمين جميعا،مشيرا الي ان العصمة في الرجوع الي الدين الحنيف، وقال:» النظام الاسلامي جاء بنظام مفتوح يخاطب كل العالم، ومن تفكر في رسائل الرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم» للفرس والروم والنجاشي وغيرهم يجد أن الرسائل تتحدث بقوة وحزم وبدون خيارات للملوك، الا ان يدخلوا في دين الاسلام وينفذوا النظام الاسلامي مقابل سلطتهم وملكهم.