اثارت موجة العطش التي ضربت مشروع الجزيرة والتي امتدت الى اليوم في بعض التفاتيش حالة من الخوف والهلع غير ان الحال في تفتيش ام سنيطة بلغ درجة جعلت المزارع هناك يشعر ان فرصته للعيش في موطنه اصبحت اقل بكثير من ذي قبل بسبب الانتكاسات المتكررة بحكم موقع التفتيش في مؤخرة مشروع الجزيرة ،حيث ان هذا الموقع (المؤونة)؟؟؟ جعله دائما بين مخافتين العطش والغرق بتنامى هذه المهددات اصبحت الزراعة لديهم محفوفة بمخاطر فلقد ارهقهم الكدح بلا طائل وباتت اسر كانت ميسورة الحال الى وقت قريب تواجه الكثير من المشقة في الوفاء با?تزامات الحياة وتعلم الابناء ومداواة المرضى ويتوقف كسبها على الزراعة وليس هناك ثمة بديل عنها مما جعلهم يتوقفون بشدة لتدخل الاستاذ علي عثمان محمد طه شخصيا لمعالجة وضعهم هذا وان تولي الدولة مشكلتهم الانسانية نوعا من الاهتمام الذي يضع حدا لمعاناتهم المتطاولة والمتجددة، حيث يجمعون كل عام ما يوفرونه ويقترضونه لتمويل الموسم الزراعي الذي غالبا ما يفشل فهذا الفشل المتراكم اورثهم الفقر والبؤس كنتيجة طبيعية لفقدانهم المستمر لمدخراتهم عاما تلو الآخر فالمنطقة تسير نحو الفقر المدقع بسرعة رهيبة لأنها تتفوق ?لى بقية المناطق وتشذ لكونها دائما صاحبة النصيب الاوفر من الضرر الذي يلحق بالمشروع بسبب العطش تحديدا فان اهل هذا التفتيش يقابلون الخسارة النسبية بهدوء ويعقدون بشدة الرجاء على الموسم القادم وما وهكذا حال المزارعين غير ان الامر في هذا الموسم مختلف من حيث ارتفاع تكاليف الفلاحة والتسميد واصطدامهم المفاجيء بالعطش ،فهم يحاولون النجاح في ظل ظروف معاكسة حيث بلغت الرية الواحدة للحواشة بالمضخة اكثر من 400 جنيه فهذا السعي والمحاولات المتكررة ألحقت الاغنياء بالفقراء لأنهم في الغالب يتكفلون بتحضير اراضي الذرة وا?فول السوداني كتقليد وانتظار السداد دائما بعد حصاد المحاصيل فلا محاصيل تحصد هذا الموسم. وبلا مبالغة لقد رأيت نماذج من مزارعي مدينين لآخرين بمبالغ خرافية فالاعسار الذي بلغ هذا الحد بالتأكيد لن يستطيع فيه مزارع معدم تأمين اسباب حياته في حدودها الدنيا في ضوء انعدام خياراته ولا بدائل يملكها قد تعين في توفير قوت العام فالحاجة تقتضي معالجة الوضع الاجتماعي للمزارع نفسه ومن ثم الشروع على نحو جاد في علاج متلازمة العطش التي قضت مضاجع هؤلاء البؤساء ، فاتحاد المزارعين لا يملك برنامجا لمقابلة اوضاع حرجة قد ?نشأ جراء العطش مع انها امر محتمل ومتوقع فإن كان فقدان مساحات امرا حتميا فلا نريد ان نكون نحن دائما الضحايا كل ما جنيناه اننا نحتل مؤخرة المشروع فنحن نطمح لتقاسم الماء (رواءً وعطشا) مع سائر المزارعين في المشروع مع فارق الموقع ونرى لنا الحق في ذلك وينبغي ان نحظى باهتمام المسئولين بالدولة حتى يتماثل الحال لدينا مع اولئك الذين يحظون برعاية افضل ، فغياب تنظيم منحاز لمعالجة العطش وراء قضيتنا حيث كان بالامكان حل مشكلة العطش وتلافي آثارها من خلال توظيف المتوفر من الماء وتوجيهه للمناطق المتضررة حصريا?وذلك يضيق نطاق العطش ويحاصره وبالامكان الحصول على نتائج يوميا تشير الى انحسار العطش واختفائه. ونستطيع في ايام معدودة القضاء على ازمة العطش نهائيا لأننا على اقتناع لا يقبل الجدل ان المشكلة ليست نقصا في المياه بقدر ما هي سوء توظيف لهذه المياه في مثل هذه الظروف على وجه التحديد ولعل هذا السلوك فاقم المشكلة وجعلها اوسع نطاقا وفوق المقدرة والسيطرة. ولقد اعلن المتحدث باسم اتحاد المزارعين ان نسبة الضرر قد تصل الى 10% من اجمالي المساحة المزروعة فهذا اعتراف بأن ما لا يقل عن ثلاثة آلاف مزارع خسروا هذا الموسم فهذه كارثة بكل المقاييس.. فنحن نناشد الاخ علي عثمان شخصيا لبذل العون من اجل التغلب على تبعات ومضاعفات هذه المشكلة الخطيرة فإن لم نستطع انقاذ المحصول يمكن الاستفادة من العلف (القصب) بتوظيف عائده في توفير (المؤونة) لهذه الاسر التي تنتظر حصادا بلا غلة...!!