نحن بكل اسف وحزن ندين بشدة العدوان الاسرائيلي الامريكي على مصنع اليرموك، واسرائيل تلقت الضوء الاخضر من الولاياتالمتحدةالامريكية لضرب هذا المصنع، والولاياتالمتحدةالامريكية تقول في وقاحة: ان السودان يهدد امنها القومي..!! بينما هي لها قواعد عسكرية مجهزة بأحدث الاسلحة التدميرية في معظم دول العالم، ولكنها بكل اسف تجعل من نفسها شرطي العالم وتتحدث عن الديمقراطية التي لا تطبقها في خارجها بينما هي تعتقل وتسجن الآلاف من المواطنين الابرياء في غوانتنامو وابو غريب وتعد تقارير سرية لمعاقبة المفكرين المسلمين واساتذة الجامعات، ولا تسمح لهم بمعرفة الجرم الذي ارتكبوه، لا سيما وانهم يقدمون عصارة افكارهم للولايات المتحدة وجامعاتها، ونحن في السودان بكل اسف نضع ثقتنا في امريكا لا سيما وان السودان قدم خدمات جليلة للولايات المتحدةالامريكية في محاربة الارهاب ولكن نحن وبكل اسف نذل انفسنا ونستجدي امريكا لكي ترفع العقوبات الظالمة عن السودان.. ايها السادة، نحن لسنا في حاجة للولايات المتحدةالامريكية وغيرها من الدول الاوربية مثل المانيا التي ألغت المؤتمر الاقتصادي الذي كانت تنوي اقامته لدعم السودان. وقبل ان نلوم امريكا واسرائيل علينا ان نلوم انفسنا، نحن اضعنا وقتاً ثميناً بترديد عبارات ممجوجة مثل ان امريكا سترفع الحظر الاقتصادي عن السودان بينما هي مددت العقوبات لسنة اخرى.. ايها السادة منذ سنوات وأنا اردد وأكرر خطورة اسرائيل على الامن القومي السوداني في الحاضر والمستقبل، واصدرت كتاباً في سنة 1969م، وأهديت نسخة منه للدكتور حسن عبدالله الترابي حيث كان يشغل منصب النائب العام في وزارة العدل، بعنوان - الاعلام الاسرائيلي وكيفية مواجهته في جميع القارات - لأن دعايتها تختلف من قارة لأخرى، ولكن علينا حكومة وشعباً ان نتصل ونخاطب كافة المنظمات الدولية والاقليمية واولئك الذين يحبون السلام ليدينوا هذا الارهاب الامريكي ضرب (مصنع اليرموك) وأن نطالب بالتعويض العادل عن الخسائر التي لحقت بالمصنع ومبانيه واولئك الابرياء الذين استشهدوا... أليس من حق السودان ان يقيم مصانع الاسلحة وغيرها ويستعين بالدول الشقيقة التي لها باع في تصنيع الاسلحة لحمايته وهذا لا يتعارض مع القانون الدولي بينما اسرائيل تمتلك كافة اسلحة الدمار الشامل وترفض التوقيع علي معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية وتمنع المسلمين من ان يمتلكوا الذرة للأغراض السلمية. هذا الاعتداء ايها السادة يدل على بربرية الولاياتالمتحدةالامريكية وهذا ليس غريبا عليها لأنها ابادت الهنود الحمر واستخدمت القنابل الذرية لقتل الملايين من اليابانيين وشنت حربا اجرامية ضد الفيتناميين.. ونقول لأولئك الذين يطالبون بخليفة للأخ الرئيس عمر البشير -اطال الله في عمره- بينما ذكر هو -حفظه الله- بأنه لن يترشح مرة اخرى في الانتخابات القادمة، واطلق هؤلاء دعاية كاذبة وحاقدة بأنه حفظه الله مريض، والمرض ليس عيبا وكل البشر يتعرضون للمرض. بعض اعضاء المجلس الوطني يقومون بإعداد التوقيعات لإقالة السيد وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسن، ونسأل هل من المعقول في هذا الوقت الذي ندين فيه ضرب الصهيونية العالمية مصنع اليرموك ان نطالب السيد وزير الدفاع الذي كان يرأس وفد التفاوض في اديس ابابا بالتنحي؟. واذا نفذنا طلب بعض اعضاء المجلس الوطني الذين يقومون بجمع التوقيعات سيعملون على جمع التوقيعات لإقالة الرئيس وهذه سابقة خطيرة في تاريخ البرلمانات السودانية والعالمية لا سيما وانهما لم يرتكبا جريمة في حق السودان بل يدافعان بكل ما أوتيا من قوة في حماية السودان، وننسى الذي ذكر للولايات المتحدةالامريكية بعد ان دمرت مصنع الشفاء بأن هناك مصانع اخرى!!! ايها السادة يجب علينا ان نتقي الله.. احد الصحفيين ولا داعي لذكر اسمه ذكر ان الجنوبيين الذين يعملون في مصنع اليرموك هم الذين مدوا اسرائيل بالمعلومات وهو يريد من وراء ذكر هذا إلغاء الاتفاق الاطاري بين دولتي شمال وجنوب السودان، واتفاق الحريات الاربع..! وفيما يلي سنتحدث عن العنوان اعلاه كتبت هذا المقال في صحيفة الشرق الاوسط الدولية بتاريخ 12/8/2001م، العدد (8293): منذ سنوات طويلة وعبر تعليقاتي في صحيفة (الشرق الاوسط) ادعو السودانيين في الشمال والغرب والجنوب ان يعملوا من اجل الحفاظ على وحدة السودان.. وان ينسوا خلافاتهم في سبيل تقدم السودان في الصعد كافة، لكن بكل اسف في الوقت الذي يسعى فيه العالم من حولنا نحو تحقيق التلاحم والوحدة واقامة تكتلات اقتصادية وسياسية نحن نسعى لتحويل السودن الي كنتونات تحارب بعضها البعض، علي الرغم من القواسم المشتركة العديدة بين السودانيين بحجة تحقيق الديمقراطية التي لم نعمل علي تجذيرها وترسيخها وتجسيدها في حكمنا للبلاد والعباد.. لم نستفد من تجارب الشعوب الاخرى ولم نقلدها، لا سيما ان تقليد الجوانب الايجابية من تجارب الامم يعتبر من الاسس الجوهرية للتربية والتنمية والتطوير في الميادين كافة، فدول اوروبا الغربية نسيت خلافاتها وجراحاتها من اجل تحقيق الوحدة الاوروبية وتخلت عن عملاتها المحلية واتخذت عملة واحدة لها هي اليورو.. بينما اختفى من قاموسنا النقد الموضوعي الذي يهدف لكشف ومحاربة واستئصال السلبيات في حياتنا السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية والعسكرية والفنية. وقد شغلنا انفسنا شعبا وحكومة ومعارضة بموضوعات انصرافية مثل من اين دخل الاسلام في السودان..؟! امن الشرق او الشمال او الغرب، وننسى ان المهم ليس في الولاية التي دخل منها الاسلام للسودان، بل المهم الجوهري هو ان الاسلام قد حقق التآخي والتضامن والوحدة والسلام والانسجام والتسامح بين السودانيين، بل ان السودانيين قد حملوا لواء الاسلام لمختلف الدول الافريقية والآسيوية.. وفي هذا الاطار فإن النخب السودانية من المؤرخين والاتصاليين والمعلمين وقادة الاحزاب الكرتونية قد ساهموا في تجهيل الاجيال الجديدة فمعظم ابناء الجيل الجديد لا يعرفون من هو الحزب الذي سلم الحكم للفريق ابراهيم عبود في عام 1957م؟، ومن هو الحزب الذي ساند وأيد انقلاب مايو في عام 1969م؟، وفي اطار فلسفة تجهيل الرأي العام السوداني لم يسأل احد قادة الاحزاب الذين تولوا الحكم في السودان بعد سقوط الحكم المايوي، لماذا تخلت شركة شيفرون الامريكية عن تنقيب النفط في السودان، لا سيما انها هي من اكتشفت البترول في السودان وبكميات تجارية ونقلت آلياتها الى الكاميرون عن طريق كوستي..! ولماذا لم يعمل قادة الاحزاب في فترة الديمقراطية التي اعقبت الحكم المايوي على تكوين لجان لمعرفة اسباب توقف شركة شيفرون الامريكية عن الاستثمار في مجالات النفط في السودان؟! ولماذا لم يعملوا للتنقيب عن النفط في السوادن؟!! يلعب الدين دورا مهما في الولاياتالمتحدةالامريكية والدول الاوربية كافة والدولار الامريكي الذي اسميه (المستر كي) لقدرته على فتح ابواب وجيوب (رجال السياسة والمال) والذين يطالبون بتقسيم وحدة بلادهم تحت دعاوي مضللة.. يحمل في طياته عبارة: اتق الله الولاياتالمتحدة وهي اكبر دولة علمانية في الكرة الارضية يجد الكاثوليكي صعوبات جمة لكي يصل الي عتبة البيت الابيض، في ايطاليا البروستنتي يجد سدودا عالية ولا يستطيع ان يجتاز شارع قصر الرئاسة، بينما في السودان الدستور الانقاذي يمكن المسيحي سواء كان كاثوليكيا ام بروستانتيا من الوصول الي قصر الشعب علي ضفاف النيل الخالد.. وفي مقدوري ان اورد مئات الامثلة لكي اؤكد ان الاديان السماوية التي تدعو للتسامح والمحبة تلعب دورا روحيا بارزا في المجتمعات البشرية الى ان يرث الله الارض ومن عليها، وها هي روسيا بعد سبعين عاما من الالحاد ووصفها للأديان بأنها (أفيون الشعوب) تعود لحظيرة الدين وفي هذا الاطار فإن الدين الاسلامي لن يكون عقبة امام تحقيق السلام في السودان. صفوة القول: من اجل انقاذ السودان من التمزق يجب علينا ان نعمل بالسرعة المطلوبة على تنفيذ المبادرة الليبية المصرية اذا كنا نريد حقا وحدة السودان، اما الحديث عن مزج كيميائي للمبادرة المصرية الليبية وفصل الدين عن الدولة فمثل هذا الحديث لن يحل مشاكلنا لا سيما ان دول ايقاد فشلت منذ 12 عاما في تحقيق السلام في السودان.. خارج النص: في السنوات الاخيرة ظهرت بكل اسف ظاهرة سالبة وغير ايجابية وليست في صالح السوادن وقد تساءل البعض ما هي الظاهرة السالبة؟ عدد قليل من السودانيين الذين يزايدون في الاسلام يقومون بإرسال عدد من فلذات اكبادنا الذين نالوا تخصصات مختلفة الى دول مجاورة لا نود ذكرها فهي معروفة للكل ونحن بكل اسف لم نتعظ بما حصل لأولادنا الذين ذهبوا الي افغانستان وقد شجعتهم الولاياتالمتحدةالامريكية لكي يحاربوا الكفار (الروس) وكانت تسميهم المجاهدين، وبعد ان تم اخراج الروس من افغانستان اطلقت عليهم الولاياتالمتحدة لقب الافغان العرب واطلقت عليهم ايضا الارهابيين، وهي التي دعمت الشهيد بن لادن لكي يحارب الروس وانفق بن لادن امواله كلها تقريبا في محاربة الروس ولكن ماذا كانت النتيجة؟! فلقد زجت الولاياتالمتحدةالامريكية الذين كانت تسميهم بالمجاهدين وسجنتهم في سجون لم ترَ البشرية مثلها (سجن ابو غريب وغوانتمو) والسجون السرية في معظم دول العالم..! ايها السادة في سوداننا الحبيب، يجب ان نمنع اجيالنا من الذهاب للدفاع عن الدول المجاورة وغيرها ومن المنطق ان يحاربوا الذين يعملون من اجل تفتيت السودان وتحويله الى كنتونات تحارب بعضها البعض مثل اسرائيل وعملائها في الداخل..! فضيحة: دعا رئيس تحرير صحيفة المواطن اليومية بدولة الجنوب، المدعو الصهيوني نيال بول أكين، الى إلقاء القبض على الرئيس البشير استجابة الى قرار محكمة الجنايات الدولية وكتب نيال بول أكين في عموده اليومي نحن ما زلنا نتعافى من الجرائم البشعة التي ارتكبها نظام البشير ويجب علينا التضامن مع المجتمع الدولي سواء من خلال اعتقاله وتسليمه للمحكمة الجنائية او حرمانه من الوصول الى بلادنا المقدسة، واقول لهذا المتصهين الذي دخل عالم الصحافة من النافذة ولا يخجل هذا الحقير من ان يذكر .. نحن ما زلنا نتعافى من الجرائم البشعة التي ارتكبها نظام البشير.. نقول لهذا التافه ان المشير عمر البشير وافق على التنازل عن ثلث البلاد، وكان اول رئيس دولة يحضر احتفالات انفصال الجنوب ونقول لهذا العميل انا وحدوي ونطالب بالحريات الاربع ... السودان هو الدولة الوحيدة في افريقيا التي وافقت على انفصال الجنوب وبدلا من ان تشكر الرئيس عمر البشير تطالب بإلقاء القبض عليه وانت في رأيي لا تمثل اهلنا الجنوبيين بل تمثل الاستعماريين الذين لم يقدموا لجنوب السودان اي شيء،وطبقوا سياسة فرق تسد والحدود المغلقة .. ان مطالبة الرئيس عمر البشير بالمثول امام محكمة الجنايات الاستعمارية المسماة بالدولية اساءة للسودانيين جميعاً. * ماجستير ودكتوراة في فلسفة التربية بجامعة كنيدي ويسترن الامريكية