الخبر الذى اوردته جريدة «الاهرام اليوم» الصادرة يوم الاربعاء العاشر من ابريل جاء عنوانه «النفط: ما اصاب الغاز لا يعدو كونه سوء توزيع»، وقطعت وزارة النفط بعدم وجود ندرة فى غاز الطهى، واشارت الى ان موقف الامداد مطمئن، وان وكلاء الغاز تسلموا حصصهم المقررة من مستودعات الشجرة. واكد مصدر مسؤول بالنفط ل «ألاهرام اليوم» ان عمليات الشحن تجرى حسب الخطة الموضوعة، وانه لا يعدو ان يكون سوء توزيع ولا توجد بوادر ازمة. واضح جدا ان الازمة حدثت وان ما جرى للغاز فى الايام الفائتة كانت بوادر الازمة فعلاً التى لم تكن فى العاصمة الحضارية فقط، فلقد« ضربت» الازمة عاصمة الجزيرة الخضراء ود مدنى التى اتجه الناس فيها للبحث عن الغاز فى كل الشوارع والازقة وعند كل وكيل محدوف على شارع ناءٍ، وهذا ما يحدث اليوم فى الخرطوم التى دخلت يومها الرابع فى شح غاز الطهى الذى تلاشى تماماً من كل الامكنة التى يباع فيها، وصار الرد جاهزاً: «للأسف ما عندنا ولا تحاولى البحث عنه». ولأننا نتردد ونخاف من مثل هذا الرد الذى يؤكد الاختفاء التام لغاز الطهى، فإننا نقدم لأنفسنا احترازاً ونتبعه فى بيوتنا السودانية بمحاولات توفير اسطوانة غاز بديلة «بعد مجازفات شتى» الا انه ورغم ذلك نجد ان مسؤول النفط لا يعترف بالندرة او التلاشى التام للغاز، وربما لا يحسب لمجازفاتنا كذلك حساباً، فنحن نضع البديل «الابيض» للندرة والاختفاء «الاسود» والتى تعيشها الخرطوم اليوم، ولا يمكن ان تغطى عليها وزارة النفط «بشوية تصريحات « تعنى» سوء توزيع »!!! لو كان المحك هو سوء التوزيع لوجدنا غاز الطهى فى حى آخر وشارع مخلتف ووكيل غير الذى يجاور منزلنا، ولكشفنا بانفسنا عن مدى السوء الذى لازم التوزيع وجعل الناس تتدفق زرافات ووحدانا نحو الوكيل «سين» بينما «صاد» ينتظر الافراج عن حصته، ولكن ما شهدته انا شخصياً بعد طواف على اكثر من اربعة احياء حتى مساء الامس، منحنى الحقيقة التى لا يمكن «مداراتها» أبداً وتعليقها على شماعة سوء التوزيع وموحيات وفرة غاز الطهى. اذاً هناك ازمة ولا تنطبق عليها بادرة، بل ازمة حقيقية ملموسة لا يخطئها رب المنزل الذى يدور فى اكثر من شارع وحى يحاول الحصول على اسطوانة غاز ولو «مناصفة» مع الجار الجنب، فعندما عاد «أحمد» مثلاً من رحلة البحث المضنية تأكد له بما لا يدع مجالا للشك عن ان «القصة ما قصة توزيع» انما ازمة «عينك.. عينك» لكن لا تود وزارة النفط الاعتراف بها، ربما ريثما ترتب ناقلاتها المختلفة خلال ايام ما سمته هي سوء التوزيع، واستبعدت كلمة ندرة لتعود بعد ذلك بتصريحات جديدة تدعم اقوالها القديمة التى ذكرتها سابقا فكذبها مجتمع الخرطوم ومطابخ أسره. غاز الطهى لا يمكن الاستغناء عنه فى هذا الزمن المقلوب الذى جعل من الاسرة بكاملها «آلة» تبذل كل جهدها وطاقتها وكينونتها لتوفير لقمة العيش وتعزيز اندياح لك التحية الزميلة داليا الياس الحياة «المستورة» داخل المنزل الذى يواجه الغلاء الفاحش جداً فى الاسواق الذي لم تستطع «وزارات الانقاذ بأكملها» ان ترفع عبئه عن كاهل المواطن، فتركته يصارع «الحيتان والتماسيح» وحده فى سبيل الحصول على الابرة، وحتى غاز الطهى، ليأتى تنصل النفط عن سرد الازمة الموجودة الآن فى غاز الطهى. واعتراف «يوم» بأنه أزمة هذا «الأسبوع فقط» لا يقلل من قيمة الاجتهاد فى محاولة التوفير القادمة طالما الحقيقة مدعومة بالاعتراف، وجسور اللهث وراء توفيره من قبل جهات الاختصاص موجودة ب «نية» حل مشكلة المواطن، لكن التخفى وراء «تصنيفات» اخرى ما هي الا التفاف حول ما يعيشه المواطن الآن وما يعانيه من انعدام الغاز والبحث الشائك عنه فى دروب مستحيلة!! همسة: يا حازماً فى الليل أطراف الرحيل فلقد تنادى الناس للفجر الجديد لنافذة الخروج من قيد الزمان المر للأمل الوحيد