الولاية الشمالية.. هل من مغيث؟! يبدو أنه ليس لنا من ماضينا العريق لا التغني به والتباهي بامجاد الاسلاف ممن صنعوا أقدم حضارات الارض، والواقع الحاضر يبصم بالعشرة على ذلك، وكثيراً ما أفكر هل نحن حقاً احفاد بعانخي وترهاقا والكنداكة أولئك العظماء وامثالهم ممن سطروا اسماءهم باحرف من ذهب على صفحات التاريخ؟ نحن ايها الاعزاء نعايش في حاضرنا واقعاً مريراً وصراعات عقيمة على كراسي سلطة في ولاية كسيحة تنوء بحمل مشاكسات ومهاترات لمسؤولين ظلوا يتعاركون على ظهور قوم مجهدين انهكهم اللهث وراء لقمة العيش ورسوم الدراسة على كل مستوياتها، ومصاريف العلاج التي استعصت حتى على حبة البندول، ومن لم يدخل سوق دنقلا فليرمني بحبة باذنجان، وذلك ان استطاع شراءها. نحن ولاية الحضارة التي لا نعي منها إلا اسمها، وإلا فأين القرى السياحية والمواقع الأثرية والبنيات التحتية؟ وأين مقومات الجذب السياحي والثقافي؟ فهي لعمري طي ملفات ودفاتر تقبع في ادراج ترابيز وزارة الثقافة والاعلام والسياحة، وكم كنا نظن أن وزيرها الشاب الهمام الذي قدمته قيادة الاتحادي ليبعث الروح في اوصال ثقافتنا ويضخ الدماء في شراين فنوننا وينفض عن آثارنا وتراثنا ركام تراب السنين، ولكنه يقبع وراء مكتبه على كرسيه الوثير، وينفق جل وقته في برنامج في اذاعة دنقلا، ليصبح ويمسي شغله الشاغل. واين وكيف ومتي ولماذا اوقف هذا البرنامج، ويروح ليعقد له الاجتماعات ويفضها، وينادي ويستدعي ويستجدي ويأمر وينهى بضرورة إعادته لخريطة برامج الإذاعة، وهو يعلم تمام العلم أن البرنامج أوقف لأسباب تتعلق بالإساءة لشخصيات دستورية ومؤسسات عامة في الولاية، ولتجديف وقذف كان يستوجب المساءلة والمحاسبة لا الايقاف فقط، فقد تابعت وتابع كثيرون الموضوع الذي صار فيه مقدم البرنامج وهو متعاون ضحية لمؤامرة كونية وعسف وإقصاء وظلم بائن، والأمر مطروح حتى على بعض المواقع في الانترنت، وهو مثار تندر لدى كثيرين تساءلوا، ونحن معهم نتساءل.. «الناس في شنو وإنتو في شنو»؟ عادل عبد الله عمر صحافي دنقلا بين الدامروالخرطوم.. الطريق الدائري أشد إيلاماً للمسافرين لمن يهمه الأمر نقول إننا بصفتنا مواطنين بولاية نهر النيل، تضررنا ضرراً كبيراً من تحويل مسار البصات السفرية القادمة الى الخرطوم من الدامر او عطبرة او شندي، فدخول البصات بالطريق الدائري شرق مدينة الجيلي بعد المصفاة مباشرة يضاعف من متاعب السفر لدى كل راكب، ويضيع المزيد من الوقت المهدر أصلاً في طريق لا يصلح إلا ان يكون لاتجاه واحد وهو الطريق المعروف بطريق التحدي. فالزمن بالنسبة للمسافرين عامل مهم وكلهم يسابقونه، فالناس ما بين قادم الى الخرطوم لطلب العلاج او لقضاء مأمورية خاصة أو عامة مهمة تقتضي الوصول في وقت مبكر أو قبل انتهاء الدوام الرسمي، أو بين من يبحث عن قطع غيار لسيارة او آلية متعطلة، وكلهم مضطرون للحضور للخرطوم، والأمر يكلفهم الكثير، وهم ليسوا على استعداد لتبديد فترة زمنية أطول اذا أخذنا في الاعتبار ان هناك كباراً في السن. والحديث عن أن هذه الخطوة جاءت للحفاظ على سلامة المواطنين غير مقبول، لأن سلامة المواطنين في إحساس السائق بأن المكان الذي يقصده ليس بعيداً، وهذا لا يتوفر في الطريق الدائري، وإذا كان قرار تحويل مسار البصات السفرية خوفاً من الحوادث المرورية فإنها يمكن أن تحدث في الطريق الدائري الذي اصبح مزدحماً بالشاحنات، ولكن الغريب أن هناك مركبات كبيرة تمر بالطريق القديم غرب المصفاة مروراً بالكدرو والحلفايا. وعلى كل هذا القرار لم يراع مصلحة المواطن، فساكنو أم درمان كان الأفضل لهم المرور بالقرب من كوبري الحلفايا، وسكان بحري وشمال بحري وأم درمان ما ذنبهم حتى يقوموا بهذه الجولة الواسعة في شرق النيل والوادي الأخضر والحاج يوسف، والحاج يوسف هذه تعاني كذلك من تحويل مسار البصات السفرية فهي ليست بحاجة الى زحمة اضافية. ونشدد على أن الطريق الجديد أشد خطورة من القديم، وان كان لنا حق أو حقوق مواطنة، فإننا نطالب بإعادة خط السير القديم خدمةً لنا ورأفةً بنا.. أرحمونا يرحمكم الله. أحمد محمد الحسن عبد الكريم الدامر انعدام الخدمات بالأحياء الجديدة حي الدوحةبأم درمان.. المعاناة تمشي على الأرض أم درمان: الصحافة حي الدوحةبأم درمان من الأحياء الجديدة، ويقع شرق مدينة امبدة السبيل شمالي مقابر حمد النيل، ومعظم سكان الحي من ذوي الدخل الميسور بجانب عدد غير قليل من الطبقة الوسطى، وتطغى على الحي مساكن شيدت بالخرصانة في شكل مبانٍ متعددة الطوابق على نمط الشقق. بيد أن جمال عمران حي الدوحة الأنيق الذي يجذب انظار الناس من البعد، يخفي في داخله انعداماً تاماً للخدمات، إذ يخلو الحي من المنشآت الصحية وأماكن التسوق التي تخدم سكان الحي، وفي الغالب يلجأ قاطنو الدوحة إلى الأسواق البعيدة مثل سوقي بانت وأم درمان من أجل التزود بحاجاتهم اليومية من اللحوم والخضروات والخبز، وتزداد معاناة سكان الحي عند خروج الازواج والآباء الى العمل، فيقع عبء توفير تلك الاحتياجات على النسوة اللائي يضطررن الى ترك مهامهن اليومية من طهي ونظافة والسير مسافة بعيدة سعياً وراء بضع رغيفات من الخبز. ويشكو عوض الله سعيد الذي يناهز عمره خمسة وخمسين سنة، من عدم توفر أدنى الخدمات بالحي خاصة لمن تقدمت أعمارهم من أمثاله، وأبان عدم مقدرته على الذهاب الى سوق بانت او المحطة الوسطى ام درمان لبعدها عن مكان سكنه، وقال إن كبر عمره وبطء حركته يمنعانه من ركوب المواصلات العامة، مشيراً الى ان معاناته تتجسد في بعد المخابز والخدمات عموماً من مكان سكنه، وطالب سعيد الجهات المختصة بتوفير الخدمات الضرورية بالحي. وغير بعيد من إفادة عوض الله تقول علوية إن معاناتها تزداد بعد ذهاب الرجال الى أعمالهم، مشيرة إلى عدم وجود طفل يافع من الجيران يساعدها في قضاء احتياجاتها، وأبانت عدم توفر الخدمات الأساسية بحي الدوحة بالرغم من الأموال الطائلة التي أنفقوها من أجل السكنى به. وبالرغم من الدخل العالي لسكان الحي إلا أن ذلك لم يمنع تراكم كميات النفايات بأرجاء الحي، إذ ظلت النفايات تزداد يوماً إثر آخر رغم تعالي شكاوى سكان الحي من عدم حضور وانتظام عربات النفايات اليومية التي تحضر كيفما اتفق دون الالتزام بجدول الحضور. ويقول المعلم خالد علي محمد إن النفايات تتراكم أمام المنازل لفترة طويلة، لدرجة أنه بات يستحي من دعوة ضيوفه وزملائه إلى بيته جراء الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتنتقل رائحتها إلى داخل المنازل، وأضاف أن أكثر معاناة سكان الحي تأتي من انعدام المواصلات، إذ لا يوجد بالمنطقة خط مواصلات. ويقول الحاج رمضان انه يضطر للوقوف عدة ساعات يومياً انتظاراً لمركبة عامة تقله إلى الخرطوم، وأضاف أن حي الدوحة يعتبر مثالاً لانعدام الخدمات في الأحياء الجديدة التي تفتقر إلى الخدمات التي تسهل حياة الناس، وأكد أن واقع الحال الذي تعيشه الأحياء الجديدة يوضح أن السلطات المحلية تهتم فقط بتخطيط الأحياء دون أدنى توفير للخدمات بها، مما يجبرهم على البحث عنها خارج الأحياء، الأمر الذي يتطلب جهوداً وزمناً ونفقات إضافية لتأمين تلك الاحتياجات. ديم القراي.. الصحة والتعليم والتخطيط الخرطوم: الصحافة بالرغم من كبر مساحتها وما تتمتع به من عراقة، إلا أن منطقة ديم القراي ظلت تعاني من مشكلات كثيرة في جانب خدمات الصحة والتعليم، إذ على كبر مساحتها وكبر كثافتها السكانية يوجد بها مركز صحي واحد فقط يعجز عن تقديم وتوفير الخدمة لكل سكان المنطقة، مما يضطر معظم سكان ديم القراي الى التوجه الى مدينة شندي لتلقي العلاج، لجهة أن المركز يعمل لساعات فقط ولا يعمل على نمط «24» ساعة. ومع اتساع مساحة منطقة ديم القراي يبدو عدد المدارس غير متناسب مع حجم السكان واتساع المساحة، اذ يعاني التلاميذ من بعد مدارس الاساس التي يبلغ عددها ثلاث مدارس فقط، بجانب مدرسة ثانوية واحدة، ويضطر معظم التلاميذ الى التأخر عن الدروس. لكن معاناة سكان المنطقة تتجسد في مياه الشرب التي يحضرونها من الآبار، لكن معضلة المنطقة في طريقة عمل تلك الآبار، إذ تعمل الآبار لمدة ساعتين يومياً في اليوم، وتلك الطريقة في عمل الآبار تكون نتيجتها في الغالب العطش الشديد للسكان في معظم اوقات اليوم، وتزداد المعاناة مع فصل الصيف الساخن. كما تواجه منطقة ديم القراي معضلة التخطيط، ففي الحقيقة تشكو المنطقة من عدم التخطيط الذي يقود الى عدم توفير الخدمات التي تحتاج الى شوارع مخططة، على أن أكثر المشكلات الملحة التي تقض مضجع مواطني ديم القراي عدم توفر مركبات المواصلات من المنطقة إلى مدينة شندي التي تشكل عصب الحياة بالنسبة لديم القراي، ولا تتوفر المواصلات بشكل سلس إلا يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع . الأمطار تفضح سلطات محلية الدمازين الدمازين: مكي ماهل فصل الخريف من أجمل فصول السنة لدى كل السودانيين، لأنهم يعتمدون عليه كثيراً في الزراعة، وهو فصل الخير الغزير والرزق الوفير، ويمتاز بالدعاش والرذاذ والأمطار، وبه أحلى وأجمل الأجواء، غير أنه كثيراً ما يضر بعض القرى والمدن، خاصة تلك التي لم تتهيأ باكراً بفتح المجاري لتصريف المياه التي تكون راكدة، لتخلق واقعاً آخر يترك آثاراً سيئة. وتعتبر مدينة الدمازين واحدة من مدن السودان التي يبدأ فيها هطول الأمطار مع بداية شهر مايو، فيتغير هبوب الرياح وتبدأ السحب الماطرة في الظهور إعلاناً ببداية فصل الخريف، إلا أن مدينة الدمازين كعادتها لم تستعد إلا عندما فاجأها هطول الأمطار، مما قاد إلى ارتفاع تكلفة فاتورة فتح المصارف والمجاري، ولم تستفد هذه المدينة من العبر مطلقاً عندما تعرضت في الأعوام السابقة للسيول والأمطار التي هطلت بغزارة ودمرت ما دمرت وتركت ما تركت.. فما الذي يمنعنا تفادي آثار فصل الخريف كل عام؟ مع العلم التام بأن هنالك مواعيد لهطول الأمطار في ولاية النيل الأزرق، وهنالك دراية بما تخلفه الأمطار من آثار نتيجة إغلاق المصارف والمجاري.. واليوم مدينة الدمازين تسبح في الماء، حيث غدت بعض المصالح والمؤسسات الحكومية بركاً من الماء، وحتى تلفزيون الولاية لم يسلم من الماء الذي ملأ أركان حجراته المختلفة، مما حدا بالعاملين به لإخلاء بعض الغرف، كما لم يتمكن عدد من العاملين بالمصالح الحكومية من الحضور في الزمن المحدد للعمل نسبة لغزارة الأمطار التي هطلت، ومازالت المياه تحاصر المحال التجارية والشوارع والميادين، علاوة على انقطاع حركة المواصلات ببعض الأحياء التي لم يصلها طريق الأسفلت.. أما السوق فيكفي أن نقول عنه انه يحتاج لمراكب شراعية جراء الأمطار التي هطلت ولم تجد سبيلاً للتصريف.. وأكثر ما يبعث على الوجل أن هذه ضربة البداية لفصل الخريف التي استغرقت أربع ساعات متواصلة، مما يعد إنذاراً مبكراً لحكومة الولاية التي اعتادت على الرسوب في امتحان الخريف، حيث لم تفلح السلطات المعنية بأمر المدينة في إيجاد الحل الجذري لهذه المشكلة التي تتجدد كل عام.. ويكفي أن نقول للمسؤولين بمحلية الدمازين رفقا بمدينة الدمازين حاضرة المحلية والولاية.