يظل الدور الرقابي في بلادي مفقودا في اكثر الاحيان، فالمتابعة والمراقبة تندرجان دائما في ذيل القائمة. وبالرغم من معرفتنا أن (الوقاية خير من العلاج) لكن نحن ما نزال نرسخ لهذه المفاهيم الخاطئة في مجتمعنا واننا نحن السودانيين نؤكد على ما نتهم به دائما بالكسل، فهذا المفهوم الذي تجذر عند اغلب شعوب الدول العربية أن الشعب السوداني شعب كسول جدا فبعد ثورات الربيع العربي واثناء قيام المظهارات حول ارتفاع سعر المحروقات تندروا علينا قائلين (حتى في المظاهرات كسلانين آخر ناس تطلعوا مظاهرات) . لماذا يفاجئنا الخريف على قول رأي المحليات كأن الخريف يأتي فجأة وليس كما هو معروف؟! لنكن واقعيين فأغلب هذه التصريحات هي مجرد تبريرات لفشل هذه الجهات التي اوكلت لها المسؤولية، لماذا لا توجد حملات استباقية واستكشافية حتى لا نترك فرصة للجهات المستهدفة من الرقابة للهروب والتخفي؟ فهذه المحلات ما إن تذهب الجهات الرقابية وحملاتها حتى تعود المحلات العاملة من جديد لمزاولة عملها دون رقابة . ما قادني لهذه المقدمة الطويلة هو اثناء مروري بمنطقة الاستاد بالسوق العربي وجدت ضوضاء غير عادية وأكشاك المرطبات التي تعمل بالمنطقة والتي تصدر اصواتا عالية بالغناء و بالترويج للعصائر والسندوتشات، وجدتها مغلقة على غير العادة، وقد سمعت احد اصحاب المحلات يتحدث مع آخر قائلا "الليلة ما في طريقة نفتح، ناس الصحة لافين بالتراخيص حقتهم، حا نكون مراقبنهم لو مشوا نفتح تاني). يعني أن اغلب هذه المحلات تعمل دون ترخيص وزارة الصحة ورقابتها بالرغم من الوضع الحساس لمسألة الاكل والشرب والذي عن طريقها تنتشر اغلب الامراض، كيف يحدث ذلك في العاصمة الحضارية والمواطن المسكين يعتقد وهو يشرب العصير البارد او السندوتش ليسد جوعه أن الاكل او الشرب آمنان؟ فالمحل بالتأكيد مرخص له وقد اوفى شروط الترخيص والعمل وهو لا يعلم أن صاحب المحل يتحايل على الرخصة الصحية. يا وزارة الصحة أنا المواطن العادي محمد أحمد ده عايز اعرف شروط الرخصة الصحية شنو للمطاعم والاكشاك التي تقدم المأكولات؟ وهل هنالك حملات رقابة مفاجئة للمحلات حتى المرخص منها حتى لا تكون هنالك تجاوزات من صاحب المطعم او الكشك؟ ولماذا لا تضع الوزارة لائحة بالإرشادات التي يجب على صاحب المحل اتباعها حتى يعرفها المواطن ويحاسب صاحب المحل إن لم يلتزم بها؟ وكيف يتصرف المواطن اذا حدث له تسمسم او تناول اكلا فاسدا في مطعم؟ فالكثير من المطاعم اصبح لا يلتزم بالضوابط الصحية ودونكم ما نطالعه في الصحف عن لحوم الكلاب والحمير والفراخ النافق، اسئلة كثيرة نتمنى أن نجد له اجابات من الجهات الرقابية المسؤولة بوزارة الصحة. قاسم مختلف مطاعم ومحلات تبيع لزبائنها لحوما (ميتة) لفراخ واخرى تبيع لحوم كلاب وإن شئت قل لحوم حمير، اما في أطراف العاصمة فيمكن أن تأكل لحم انسان عديل كده، اها يا جماعة الخير الناس تاكل شنو طيب؟؟ عني شخصيا فقد قاطعت اكل اللحوم الا في مطعم له اسمه وسمعته. عزيزي المواطن.. إن داهمك الجوع ولم تستطع أن تصبر حتى تصل منزلك فكل فولاً أو طعمية أو عدساً (عِيبهُم لي.. فيتامينات وضمان من الهرمونات ..). بكري خليفة هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته