وجه الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل ممثل سلام الشرق الخطاب رقم : ج ق أ / م و /1 إلى المدير التنفيذي لصندوق الإعمار بتأريخ 31/12/2013م يطمئنه فيه على بقائه في المنصب ناسخاً بذلك تعيين مديرالصندوق وقتئذ وزيراً للشؤون الهندسية بولاية الخرطوم يشير الخطاب صراحة إلى أن مديرالصندوق تم إبقاؤه بناءً على رغبته في المنصب المتضامنة مع رغبة دكتور مصطفى!! الذي يقر ويكرس خطابه لمبدأ الكنكشة في المناصب بناءً على رغبة شاغليها!!؟ ولو كان الأمر كذلك نعتقد أنه لما غادر سعادته وزارة الخارجية بإرادته غير غاضب أو مغضوب عليه!! ولما آلت لغيره أو على الأقل لرجع إليها بعد انفصال الجنوب!! ونؤكد بأن قرار إبعاد مدير الصندوق وتوزيره بولاية الخرطوم جاء بعد رفع توصيات لجنة تقييم الأداء من داخل إدارة الصندوق وبرئاسة مدير المشروعات المعين من قبل المدير وليس من قبل جبهة الشرق! وقد ذكرت اللجنة في تقريرها ما يلي: (بأن المدير لم يسلمها حتي تأريخ 17 /9 /2013م وقائع قرارات لجان ترسية العطاءات منذ 2008م حتى تأريخه وتفاصيل أموال الدعم الاجتماعي وأموال الاحتياطي (10%) وأموال الإشراف(5%) وأوجه صرف كل تلك الأموال وتقاريرالمراجع العام) المرجع ص53 من تقرير اللجنة وهي وثائق في غاية الأهمية والحساسية لإرتباطها بمدى صحة الجوانب المالية والمقاولاتية لكونها عصب مهنية ومؤسسية الصندوق وعليه فإن حبسها عن اللجنة المكلفة يعتبر أمرا مثيرا للتساؤل لكل مراقب!!وكان دكتور مصطفى أولى بذلك من أي أحد آخر لهلامية الأداء!! وخلص التقرير إلى أن إدارة الصندوق لم تراع بدرجة كبيرة فيما يخص وضوح سياسة الصندوق وخططه التنموية وتحديد المحاور (الفقرة 2 صفحة 52 من التقرير) وبناءً على ما مضى من تقرير اللجنة الفنية المكلفة من مهنيي الصندوق كيف نفسر إصرار دكتور مصطفى على إبقاء المدير في موقعه رغم أنف التقرير السلبي الذي تم بعده إبعاد المدير عن الصندوق!!؟ ولماذا شكلت تلك اللجنة والتي كابدت مشاق السفر والتجوال والتقصي في فيافي الشرق لحوالي شهر في أهوال وأوحال الخريف وصرف عليها من أموال الصندوق إذا كان ليس هنالك إي اعتبار لتوصياتها مهما كان الخلل الذي اكتشفته عن أداء الإدارة!!؟. وفي الفقرة الثانية من خطاب د. مصطفى جاء ما يلي (إن التصريحات بانتقالكم من الصندوق أحدثت بلبلة للجهات المحلية والإقليمية التي يتعامل معها الصندوق) سبحان الله!! هل الصندوق مؤسسة محكومة بضوابط رسمية أم حاكورة رهينة بشخص مديرها التنفيذي لتحدث بلبلة لمجرد مغادرته!!؟ ولماذا لم تحدث بلبلة إقليمية ودولية عندما غادر د. مصطفى وزارة الخارجية!!؟ يا ترى ما هي الجهات المحلية التي أحدث لها قرار الانتقال بلبلة في تعاملها مع الصندوق!!؟ فمثلاً يعتبر المقاولون من أبرز الجهات المحلية المتعاملة مع الصندوق والتي حجبت وثائق معاملاتها عن لجنة التقييم وعليه إذا ضرب فايروس (البلبلة!!) القائمة (المحجوبة!!) فنعتقد أنه فايروس حميد لا ينبغي أن يكون حجة لتثبيت المدير في موقعه وإنما حجة عليه. وعليه نرى أن لسان حال مؤسسية لجنة التقرير يتساءل في حيرة: (هل د.مصطفى معانا أم مع الهلامية!!؟) وماذا يخشى دكتور مصطفى على الجهات (المحلية!!؟) لو جاء مدير آخر للصندوق وسلم لجنة التقييم المحبوس من (فورمات إستلام تسوية المقاولين لكل المشروعات ووقائع وقرارات لجان ترسية العطاءات منذ 2008م )!!؟ (المصدر التقرير الفقرات 5 و 6 صفحة 53) ثم يواصل دكتور مصطفى في خطابه لمدير الصندوق ذاكراً ما يلي : (وقد أكدت لكل الصناديق العربية منها مدير البنك الإسلامي للتنمية بجدة والدكتور عبد اللطيف الحمد مدير الصندوق العربي والدكتور عبدالوهاب البدر مدير الصندوق الكويتي للتنمية بأنك مستمر في موقعك وعليهم التواصل مباشرة معك والوفود التي تم تأجيلها نتيجة لهذه البلبلة أن يعاد جدولتها وحضورها للسودان فورا) وهي للأسف فقرة تقدح في مؤسسية الصندوق كجسم حكومي لا ينبغي تصويره في نظر الجهات الخارجية وكأنه رهين بشخص المدير عندما طمأن سعادته مدراء الصناديق العربية على بقاء المدير كأنهم لم يعتادوا على تغيير مدراء الجهات التي يتعاملون معها في مختلف الدول!! فأكد لهم بأن الدج مستمر في موقعه تجنباً (لبلبلة!!) يفهمها سعادة الدكتور لوحده!! يا ترى ماذا يضير أو يفيد الصناديق العربية من تغيير أو إبقاء مدير الصندوق!!؟ وما هي طبيعة البلبلة التي قد تصيبهم!!؟ ولماذا تتأجل زيارات الوفود الفنية المبتعثة من الصناديق العربية ما دامت تتعامل مع مؤسسة مهنية متخصصة وفق أسس وعقودات محددة!!؟ ولماذا خاطب سعادته تلك الجهات الإقليمية بهذه اللغة الغريبة وكأنها سوف تتنصل من إلتزاماتها في حال ذهاب المدير من المنصب!!؟ أليس هنالك سفارات سودانية ملمة بكل تفاصيل الملفات الاقتصادية التي تربطنا بتلك الدول وهي أقدر منه للإبانة الدبلوماسية وإجلاء أي بلبلة بدلاً عن اللغة المربوكة في اتصال الدكتور!!؟ أم أن سعادته ما زال يراوده الحنين لمهام وزارة الخارجية!!؟ وقد ذيل خطابه بمسمى (المنسق الأعلى بين الصندوق والجهات الأخرى) وهو لقب نعتقد أنه ناله عبر مجهوداته في مؤتمر المانحين بالكويت مستفيداً من مرجعياته الدبلوماسية السابقة إلا أننا نعتقد أنه لم تسعفه تلك الخلفية الدبلوماسية لأنه يكرس ضمناً لمفهوم سلبي في ذهنية الجهات الخارجية المتعاملة مع الصندوق بأن المؤسسات السودانية مرتبطة بشخوص مدرائها أكثر من ارتباطها بمنهج المؤسسية وخاصة عندما زعم سعادته اكتشاف تلك البلبلة من قبل الجهات الإقليمية!! رغم التوصيات الواضحة للجنة التقييم والتي أحدثت نتائجها بلبلة حقيقية وملموسة في الشرق خاصة ولدي الرأي العام السوداني وما زالت تتواتر وتتفاعل بصورة دائمة في مختلف المنابر التشريعية والإعلامية والإجتماعية وعليه نتساءل لماذا (يتبلبل!!) دكتورمصطفى عثمان إسماعيل في صندوق إعمار الشرق بصورة تخالف كل معطيات العقل والنقل والمؤسسية؟