خوف..أم عدم شخصية..أم مرض نفسي.؟ عندما تصبح جدران (الحمامات) ساحة للنقاش..!! الخرطوم : يوسف دوكة (بحبك موت...ناس سوسو بتحبو... لو عايزة العرس اتصلي على هذا الرقم...أذكرونى فإن الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان ، الاسعار في السماء نعمل شنو ..؟، لا تسرف في الماء يا.....)...هذه العبارات أو (الشخبطة) وغيرها نماذج من بعض العبارات التي توجد في جدران كثير من (الحمامات) ولا سيما (حمامات الجامعات) والاسواق والاماكن العامة...(السوداني) استطلعت مجموعة من المواطنين وتساءلت عن سبب تلك العبارات وما هو المقصود من تلك (الشخبطة)؟ فماذا قالوا...؟ مذكرات يومية: ويقول التاجر أحمد عبد الرحمن: (أضحت جدران الحمامات أشبه بالمذكرات اليومية التي يدون فيها الشباب سلسة الأحداث التي يمرون بها ولا يستطيعون البوح بها بسبب الخوف أو الخجل. واضاف:البعض يستخدم الكتابة للتجريح والسب وهذه مشكلة ناتجة عن عدم التربية الصحيحة واكثر الفئات العمرية (شخبطة ) على جدران الحمامات هم الشباب)..!! فضفضة شباب: ويقول الطالب الجامعي مصطفى عز الدين: "من يرد معرفة أهم القضايا التي تشغل أي مجتمع فعليه أن يخطف نفسه ويذهب إلى حمامات الجامعات، ففيها سيجدُ كل ما خفي واحتجب من (أتفه) القضايا وحتى أكبرها وأخطرها، وهذه ال(الشخبطة) ليس عدم موضوع ولكنها فضفضة يبوح بها الشباب بما في دواخلهم من اشياء صعب أن يتحدثوا عنها في الملأ، ويختارون جدران الحمامات متنفساً لهم". (سياسة) من داخل الحمام: الجدران دفاتر المجانين...بهذه العبارة ابتدر الموظف حسين يوسف حديثه معنا واضاف قائلا: (الذين يكتبون على (الحيطان) عموماً يعانون من نقص في فيتامين الشجاعة، على حد تعبيره لان الانسان العاقل لا يتصرف بتلك الطريقة. واضاف حسين :(توجد كثير من العبارات خادشة للحياء والبعض منهم يجعل الحمامات منبرا يعبر فيه عن آرائه السياسية ويشتم ويسب من يخالفه في الرأي). فيس بوك: اما محمد عثمان فيقول : (الكتابة على الجدران ظاهرة نفسية انفعالية وبعضهم يجعلها للفت نظر الآخرين للقضايا المسكوت عنها وانا استمتع جدا بقراءة ما يكتب في الجدران لان بعض الكتابة تكون لتخليد الذكرى للمكان المزار، ولكن كثيرا من الناس يجعلون من الجدران مساحة لتشويه سمعة الآخرين وسبهم وشتمهم ، واضاف محمد ضاحكا : (في احدى الحمامات لقيت واحد "كاتب عايز اتزوج هيفاء وهبي بدوني ليها ..؟")... وتحت هذا السؤال توجد مجموعة من التعليقات وهذا اشبه ب(حائط الفيس بوك) وفكرة (الفيس بوك) دي جات من الكتابة على الجدران، وهذا في نظري و(اي زول حر في نظرو)..!!! مرض نفسي: يعلق عدد من علماء علم النفس بأن موضوع الكتابة على الجدران ربما هو بداية لملامح مرض نفسي مبكر، منذ مرحلة الطفولة حيث يعمد الطفل للشخبطة على الجدران، وهو الامر الذى يستوجب توضيح خطأه للطفل لكيلا يتمادى، بالرغم من كثير احاديث تدور حول صحة ذلك وانه نبوغ مبكر، أما الذين يكتبون على جدران الحمامات والمرافق العامة وغيرها فهؤلاء مجموعة من عديمي الشخصية الذين يعبرون عن آرائهم في الظلام، وكذلك الذين يكتبون على ظهور مقاعد المواصلات العامة وكلها اسباب نفسية يستوجب علاجها.