، أحد الطرق التي يسلكها طالبي الهجرة غير الشرعية الى بعض الدول، ولهذا الطريق أهوال ومطبات وأمراض قد تُفقد بعض سالكيه أرجلهم نتيجة للبرودة الشديدة التي تصل الى حد تجمُّد الدم داخل أجسادهم للأسف.. الحاصل أننا استمعنا لحيثيات الحوار العاصف في ما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، فأدركنا مدى الهوة التي تواجه كثير من شبابنا الذين ساقتهم الأحلام نحو الآمال التي توهموا أنها تتحقق بمجرد وصولهم الى الدولة التي ظنوا أن بها المخرج والحل لكل مشاكلهم المادية، لتكون المفاجأة أهوال وظروف لم تكن في الحسبان، فيعود الحلم فقط أملاً في العودة الى أرض الوطن.. كان ذلك من خلال ورشة العمل التي نظمها اتحاد الشباب الوطني حول الهجرة غير الشرعية، حيث دار النقاش حول عدة محاور كان أولها فكرة إنتاج فيلم وثائقي يحكي مدى المعاناة التي يتعرَّض لها شبابنا في طريق الوصول الى الدول التي يستهدفونها، وفي الأوضاع المُذرية التي يعيشونها بعد الوصول. فكرة الفيلم وجدت التداول والحوار الذي ساقها نحو التطوير والى معالجات أكبر ووسائل أشمل تستهدف العلاج الجذري لهذه المشكلة، وإن أتت الإشادة بفكرة الفيلم كخطوة أولى في معالجة المشكلة.. الشاهد أن الأمر في جملته ظروف اقتصادية تضغط على الشباب نتيجة للذي يطرح على الساحة من ماديات لا يستطيعون الحصول عليها ولا يرتضوا الامتناع عنها، فهم يرونها من الضروريات التي من حقهم امتلاكها وتصنع لهم الاستقرار المادي والنفسي.. سبق أن أكدنا أن المطروح على الساحة من ماديات وبحكم الانفتاح الذي لازم العالم بأجمعه يصعب الوصول إليه بيُسر في ظل حجم الدخل المادي للفرد الذي لديه القناعة بأحقيته وامتلاكه له، ولا سبيل الى ذلك.. فحقيقة الأمر ثقافة تتطلب وعي يدرك حجم الممكن وغير الممكن، لذلك علينا مواجهة أمر الهجرة غير الشرعية بإشاعة الوعي وإدراك البُعد الفكري لدى الشباب الذي في استطاعته الاجتهاد ومحاولة التفكير في إيجاد مخرج لظروفه الاقتصادية في محيط الوطن وعدم التفكير في الإقدام على هذه الهجرة التي ليس بها ضمانات توجد له الاستقرار والأمان.. الحديث الذي أدلى به دكتور(شوقار) رئيس اتحاد الشباب من خلال معايشته في زيارته الأخيرة لإحدى الدول، حديثه هذا نبَّه وأكد مدى اهتمامه بالشأن الشبابي ووضع حجم المسؤولية على طاولة أوسع لتجلس عليها الكثير من الجهات التي من واجبها حماية شباب الوطن من التفلت والتعرض للإهانة والمذلة.. نحسب أن الأمر في غاية الخطورة ويتطلب التدخل السريع من الدولة للحد من هذه الظاهرة حتى لا نفقد كماً من الشباب يمكن أن يكون لهم دورهم الفاعل داخل الوطن. فالاتجاه الصائب وغير المعاكس هو إقناع هؤلاء الشباب بضرورة الاجتهاد داخلياً ومساعدتهم مع السعي الجاد منهم لإحداث الحد الأدنى من مطالبهم مع توفير الأجواء المغرية لهم. لذلك فالمساعي التي تحتاج لانتشار أكثر وإعلان وإعلام مكثف، هو ما يقدمه اتحاد الشباب من مشاريع استقرار وتمويل أصغر وانتشار لثقافة العمل الحُر وتلك المحاولات الجادة التي تأتي عبر مؤسسة تشغيل الشباب في كافة المجالات والتخصصات.. فالهجرة غير الشرعية خطر يهدد الشباب، وكثير من الحوادث ذكرت وانتشرت قصصها عبر المجالس والمجتمعات السودانية، كانت إفراز طبيعي يحكي عن خطورة هذه الهجرة.. فالورشة التي جاءت بهذه القضية كل المتحدثين وعبر تخصصهم شددوا على ضرورة الأخذ بحيثيات موضوعها نحو معالجات واقعية تتكامل فيها الأدوار ما بين الأسر ووزارة الخارجية وكل الجهات المسؤولة عبر علمية وحلول جذرية لمشكلة الهجرة غير الشرعية.