السكة حديد الهيئة التي أذلت ناصيتها حكومة الإنقاذ
أبتهل إلى الله تعالى أن يسبغ على هذه المؤسسة العريقة ثوب العافية ضافياً فضفاضاً، وأن تبدي حكومتنا المشبل طاعة وإذعاناً ، لحنين شعب يتوق إلى الخلاص من تلك الوسائل التي لها تبعات يعتمد عليها ما تبقى من (...)
توطئة
هناك بعض الأعمال الأدبية التي لا يتسنى لمن يطالعها أن ينتابه شعور بالضجر أو يخامره إحساس أن يزود تلك الكتب بالإعراض والإهمال ، ليس لأنها تمور بالأحداث وتضطرب برغائب الأنفس ولكن لاحتوائها لعامل الخيال الذي يومض العيون ويلهب الجوانح ويجعل الروح (...)
شمس أخرى لا تشرق وتغرب كما تشرق الشمس وتغرب ، وليل ونهار لا يختلفان كما يختلف الليل والنهار ، وبحر الليل البهيم صفواً رائقاً لا كدر فيه ولا غثاء ، بحر وديع صافي تمضي في عبابه دون أن تخشى عواقبه ، أو يدركك شيء من الإعياء والخمول ، بحر كل شيء فيه يدعو (...)
الشاعر الخنذيذ التجاني يوسف بشير رحمه الله كان بلا شك أنموذجاً متفرداً في رقته وشاعريته ، فديوانه الخالد «إشراقة» الذي اشتهر بضخامة المعاني ، ومتانة المباني ، اختلف النقاد حوله اختلافاً عظيماً ، واتجهوا في دراسته اتجاهات شتى ، ولعل الحفاوة التي لقي (...)
الودُّ الشفيف والحب الشديد الذي يُحظى به السوداني في كل صقع ووادٍ ، ليس مرده في وجهة نظري القاصرة ، حديثه الممتع الذي تتخلله الفُكاهة ، وتحيط به الدعابة ، أو لنضجه الذهنيط وثقافته المتعددة الجوانب ، بل لاستقامة خُلقِهِ ، ووضوح منهجهِ ،
وللكم الهائل (...)
سعت جاهدة بأن تخفف من حدة شوقها إلي رؤياه ، وكلفها بمقابلته ، فهي قلقة ما في ذلك شك من هذه المشاعر الغامضة التي تنتابها تجاه شخص تجهله كل الجهل ، ولا تظن أنه سيتاح لها أن تعرفه في يوم من الأيام ، لتمتع ناظريها من وسامته ونضارته وروائه ، ينبغي أن (...)
حديث ماتع مع الأستاذ بكري أبوالقاسم :
اللغة أوسع نطاقا من اللهجة وتتصف دائما اللغة التي تعارف على تراكيبها وألفاظها أكبر قدر من القبائل والأطياف بالجزالة والبعد عن الحشو والاسفاف .. أما اللهجة فمعانيها في القواميس ومعاجم اللغة العربية مرتبطة ارتباطا (...)
نكبة التعليم .. مقال يسلط الضوء على تدهور التعليم في عهد حكومة المشير عمر البشير
كان المعلم الذي تلقينا منه تأليف الجملة ، وتنسيق الفكرة ، وتلوين الصورة ، صاحب نبل في الأخلاق ، وسعة في الثقافة ، وعمق في الإدراك ، وبخت الرضا بالنيل الأبيض تلك المؤسسة (...)
لقد نجحت الطائفة المسيطرة على أمورنا في تحقيق هدفها الذي كانت تصبو إليه ، بعد أن صاغت أمالاً لا حد لها لساسة الجنوب ، ويأساً لا حد له لساسة الشمال الذين نعتقد أنهم فرطوا فيه ولم يسعوا أن يأخذوا منه بحظ ، فقضية تعلقهم به لم تكن خصبة إلى أقصى ما يمكن (...)
مما لا يند عن ذهن ، أويغيب على خاطر، أن الفكر الإسلامي المعاصر من أشد العراقيل التي تتكتنف سموه وتفرده هو ضمور روح النقد الذي برهن الكتاب الخاتم على شرعيته ، ولعل أقوى ما ورد في القرآن الكريم مما يبرهن على شرعية النقد إنشاءً وقبولاً من الآخر هو (...)
إن الإسلام لم يقتصر دوره على التهديد والوعيد بأن العقاب سوف ينال كل من أصاب حداً من حدود الله فى يوم يوم تقشعر فيه الأبدان وتشيب فيه الولدان وأن الطرد من رحمة الله ونعيمه هو مصير من يطلق العنان لشهواته ولذاته الفانية دون أن يتفكر فى المآل وسوء (...)
مقالات الأستاذ الطيب مصطفى- رحمه الله- التي كانت تجزع من هذا الشلل الذي دبّ في هذه الديار ، حتى شمل أطرافها ، والقنوط من بناء جدار الديمقراطية ، التي تصدعت حتى وسط أحزابها ، خليقة بالتمعن والتفكير ، فهي لعمري لم تلن بعد شدة ، أو تسكن بعد عنف ، (...)
كانت تربطه بتوماس وليم العالم الجهبذ الذي تشرئب لمقدمه الأعناق ، وتشخص لطلعته الأبصار ، علائق ود شفيف ، وصداقة تأكدت أسبابها على الخفض والشدة، ورسخت قواعدها على الإكبار والحب ، فلقد أقذيا أعينهم تحت أضواء المصابيح، في تلك المنارة السامقة التي لا تجد (...)
إنّ الدين الإسلامي الخالد الذي أقرّ التفاوت بين أخياف البشر في المعايش والأرزاق نتيجة للتفاوت في العلم والملكات ، والعزم والطاقات ، سعى جاهداً لتضييق الشقة بين من ترنو إليه المادة بطرف مريض الجفون ، وسنان النظر ، وبين من بعدت به الدار ، وشطّ به (...)
نريد أن نقول ونسرف في القول ، ونطلب ونلح في الطلب ، من السادة أقطاب الفضل الذين لا يداخلنا منهم ريب ، أو يخامرنا تجاههم شك في مدى حنوهم وشفقتهم ، أن تولي تلك الطائفة التي يعتقل لسانها من الخجل ، ويقطعها الحياء عن الكلام ، النزر القليل من الاهتمام ، (...)
لا أريد لمقالي هذا أن تتسق عباراته ، أو تنتظم ألفاظه ، أو تتحد فكرته ، بل أريده أن يكون صدى لما يجيش به خاطري الكسير وروحي المعذبة ونفسي الولهانة التواقة للخلاص ، تلك النفس التي يتهمها البعض بالغطرسة والاستعلاء ، انضمت كارهة للعصابة التي تقول بأن (...)
مقال مستل من أوراق قديمة
استتضافت الإعلامية هدى الصالح مقدمة برنامج "جماعات" على منصة العربية بودكاست ، قبل عدة أيام نفر من ممن تكاملت معرفتهم بالشأن السياسي السوداني، وتوثقت صلاتهم بساستها ، ولعل من المهام المنوطة ببرنامج "جماعات" في وجهة نظري (...)
مقال مقتطف من أوراق قديمة
صاحب الجسد المهدود ، والعصب المجهود ، المعلم الذي تقلص ظله في هذه البلاد سيبقى مع ما ناله من خطوب ، واختلف عليه من صروف ، الشخصية المحورية التي يدور في فلكها كل طالب ، فالقيم النبيلة التي تحلق فوق السحائب الجون والتي يقطر (...)
قضية الشكل والمضمون من القضايا التي دلق فيها المداد ، وشغلت الصحف بالمقالات ، وغمرت قاعة الدرس بالبحث والمحاضرات ، وهي من القضايا التي درج صيارفة الكلام، وأصحاب الأسنة والأقلام ، وذوي النهى والأحلام ، في مناقشتها في مدوناتهم التي حوت أطراف الفن ، (...)
الإسلام الملهم في دياجير الأخطاء أخبر قبيلة الأباء بالكيفية التى ينبغى أن ينتهجوها في تربية الأبناء حتى يحجزوا فلذات أكبادهم عن النار ويقيموهم على سبيل الأخيار ، فلقن الأباء أن يعززوا الدين في دواخل أولادهم ويؤصلوه في تركيب فطرتهم حتى ييأس الشيطان (...)
إن النفس البشرية تواقة بطبعها لمعرفة ما يكتنف العالم الآخر من غموض ، ذلك العالم الذي إذا كسبه المرء كسب جل ما يتطلع إليه ، وإذا خسره خسر ما لا عوض له فيه ، نعم إن الناس باختلاف مشاربهم وسحناتهم تغلغلت هذه المسألة في أصولهم وشغلت بالهم وتفكيرهم ، (...)
بسم الله الرحمن الرحيم
سرف المداد
د. الطيب النقر
لم يكتفي تلامذة الترابي ومحبيه بنشر تالده وإذاعته، بل أولوا اهتماماً بمشروعه الأخير الذي كان يذخره وينميه، وقد أحالت يد المنون بينه وبين إكمال هذه المنظومة التي كانت ستكون مصدراً خصباً للنفع والفائدة، (...)
لعل ذلك الكتاب الجزيل المباحث ، والجم الفوائد ، الذي ألفه عن علم وفصّله عن إدراك ، الدكتور النابه محمد غنيمي هلال الذي بسط فيه علم الأدب المقارن بسطاً وافياً وتوسع في بيانه توسعاً شاملاً ، قد أرسى الدعائم التي نهض بها ذلك الضرب من العلوم في عالمنا (...)
الأدب المقارن بتعريف بسيط "العلم الذي يحاول أن يتخطى الحدود القومية ليعرف ما عند الآخرين ، ما هو أصيل من آدابهم ، وما أخذوه عن غيرهم". وبتعريف أشمل هو "دراسة الصلات الأدبية ومواطن التلاقي بين الآداب العالمية في ماضيها وحاضرها ، ومعرفة ما تظهره هذه (...)