الأخطاء الطباعية في صحف اليوم كثيرة.. حتى كادت تكون سمة من سماة الصحف السيارة.. وبعضها لا يغيب صوابه عن فطنة القاريء كما يقولون.. وفي الحلقة السابقة من هذه المادة حدثت بعض الأخطاء التي رأيت أن أصوبها بإعادة الفقرات التي حدث فيها الخلل.. فمطلع(نشيد (...)
لعمرك ما الرزية فقد مالٍ
ولا ملك يموت ولا أمير
ولكن الرزية فقد خل
يموت بموته خلقٌ كثير
نعم إن الفقد هو فقد الإنسان الذي لا يقتصر فقده على أهله فقط، فكل أهل يفتقدون من رحل عنهم كبيراً أو صغيراً قوياً أو ضعيفاً غنياً أو فقيراً-ذا جاه أو سلطان أو من (...)
كثيراً ما نسمع قصصاً وحكايات حول الأرزاق أشبه ما تكون بالأساطير.. ومن ذلك ما كنت أسمعه من جدي- عليه الرحمة- وأنا طفل وهو يحكي للكبار.. وهذه القصص ما زالت مخزونة في ذاكرتي.. وكان يرمي من ورائها إلى أن الرزق مسطر ومكتوب ومحدود، ولكنه مع ذلك يعود ليذكر (...)
عندما كنا صغاراً في المرحلة الأولية «الأربع سنوات الأولى لمرحلة الأساس الحالية».. كانت بعض كتب المنهج أو ربما الكتب المصاحبة التي نقرأها تشمل بعض التمثيليات.. وأذكر في إحداها مشهد أحد اليهود وهو يرى حقيبة ملآي بالذهب.. فينقض عليها وهو يصيح: (...)
منذ أن كنت بالمرحلة الأولية(-الأساس حالياً- وأنا أجد في نفسي ميولاً للأناشيد والشعر القصصي الذي يرد في كتب المطالعة، «جاء الخريف وصبت الأمطار.. والناس طُرا للزراعة ساروا..» وحكاية الكلب مع الحمامة.. تشهد للجنسين بالكرامة» وغيرها.. وكنا في الفصل (...)
كثيراً ما تسمع أحاديث وأقوالاً وصفات عن إنسان لا تربطك به أية رابطة.. وربما لم تسمع حتى اسمه من قبل.. فيشدك ما سمعت من سيرته، وصفاته، وشهامته إليه، فتتمنى لو أنك تعرفت اليه عن قرب.. وأفضيت اليه ببعض ما تركه من أثر في نفسك ما عرفته عنه .. لم أتعرف (...)
عندما قدمت لأستاذي البروفيسور عز الدين الأمين.. ديواني الثاني «قطعة منك أنا».. راجع أستاذي الديوان واستدعاني لأسمع ملاحظاته التي سجلها بحرصٍ الأستاذ، على أن يكون مستوى إنتاج تلميذه مقبولاً إن لم يكن مشرفاً.. وكتبت في مقدمة الديوان «كلمة» قلت فيها: (...)
غَلا السِعرُ غُلُوَّاً وغلاءً أي زاد وارتفع.. وغلاء «جاوز الحد».. فهو غالٍ وغَلِيّ.. وغلا فلان في الأمر والدين تشدد فيه وجاوز الحد وأفرط فهو غالٍ.. والجمع «غُلاةٌ».. وأُغلى الشيء «بالفتح» وجده غالياً فتركه، وأغلى السعرَ «بالفتح» رفعه وجعله غالياً.. (...)
كثيراً ما كنت أسمع جدتي.. إذا أرادت المبالغة في كثرة الشيء تقول (كتير زي الهم في القَلُب).. بفتح القاف وضم اللام.. وأعجب كثيراً لهذا الوصف من إمرأة حظها من (العلم) تجارب الحياة.. وما يتعلم منها المرء.. وصدقت.. فكل إنسان قلبه مليء بالهم.. حتى قال (...)
دعاني حفيدي محمد ميرغني التوم إلى حفل تخرجه في جامعة السودان- هندسة الكترونيات- تخصص اتصالات.. وأصر أن أشهد الحفل خاصة وأن والده العميد .م. ميرغني التوم في مأمورية خارج العاصمة.. وذلك بصالة الريفيرا الأربعاء قبل الماضية.. وقد كان الحفل منظماً.. (...)
وكان في قسم شئون الموظفين بمكتب تعليم البحر الأحمر ببورتسودان.. الأخ إبراهيم الضوي وهو من أسرة معروفة في بربر.. ومن الطرائف أنني كنت يوماً معهم على الغداء.. وكنت في ذلك الوقت قد قررت التخلي عن التدخين.. فلجأت إلى أستعمال «التباكو» كمرحلة تخفيف، وكنت (...)
ذكرت في المقال السابق بعنوان (كُلٌ مُيسرٌ لما خُلقَ له) أنني عدت إلى وزارة التربية والتعليم بمحافظة البحر الأحمر.. بعد فشلي في العمل بالتجارة.. ذهبت إلى بورتسودان.. وقدمت نفسي إلى مكتب التعليم.. وكان على رأسه الأستاذ منصور حسن أمين يرحمه الله - (...)
سألني حفيدي الصغير.. (ياجدو أنت لو ما كنت معلم- كنت حتبقى شنو؟!) رددت عليه وبصدق.. كنت سأكون معلماً.. وقد كتبت قبلاً عن تجربتي مع العمل بالتدريس التي وجدت فيها نفسي.. وتمكنت من تنمية هواياتي الأخرى.. الأدبية، والصحفية والترجمة.. وفي العام 1967م تمت (...)
رحم الله أخانا الحاج محمد شبرين الذي لاقى ربه يوم الخميس الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي.. و(الحاج) هو اسمه وليس لقباً.. وأنا في فراش العزاء ومع المعزين سرحت بذهني وسبحت مع الرسالة التي قدمها الأخ الحاج عليه الرحمة لأهله في بربر.. بعض الناس يظنون (...)
عندما كنا صغاراً نعيش مع جدتنا وجدنا وأعمامنا في منزل واحد.. كنا نعيش في عالم حالم.. واهم.. (طاعم).. وكانت الأمور تفسر لنا ببساطة، تتقبلها بلا تفكير أو (ملاوتةََ) كما هو من أطفال اليوم.. كنا إذا فقد أحدنا شيئاً يخصه وأجتهد في البحث عنه.. ولم يجده.. (...)
رحم الله أخانا الحاج محمد شبرين رحمة واسعة.. و«الحاج» هذا اسمه وليس لقباً له.. وأنا في فراش العزاء مع المعزين سرحت بذهني.. وسبحت مع الرسالة التي قام بها الأخ الحاج نحو أهله ببربر.. بعض الناس يظنون أن «الحاج» هو صاحب أول مكتبة ثقافية في بربر لأن (...)
رن جرس هاتفي.. فتناولته بحركة تلقائية دون أن أنظر إلى اسم المتصل.. ورددت كالعادة «آلو.. ليست هلو».. فجاءني صوت المتحدث متلاحقاً يحمل كل معاني الفرحة والسعادة قائلاً: السلام عليكم يا أستاذ.. قلت: عليكم السلام ورحمة الله.. واصل وبنفس النبرة.. والله يا (...)
يطربني جداً الفنان ذو الصوت الدافيء عوض الكريم عبد الله وهو يردد «بريدو شديد..» ويتساءل «في زولن.. ما بريد العيد؟!».. لا أظن أن هناك في العالم الإسلامي من لا يحب العيد.. وأقصد العيدين الخاصين بنا نحن «المسلمين».. عيد الفطر وعيد الأضحية وأجمل ما في (...)
شاء الله أن يكون أول إنجاب لابني د. عبد المجيد وحرمه الدكتورة إيناس.. توأم «بنات».. وُلدتا ملتصقتين عند أعلى الرأس بحيث كان جسد كل واحدة على جهة والرأسان معاً بقمتيهما.. أسماهما أبواهما «رتاج.. ورتال».. تماسك الأبوان.. وصبرا حتى تمت الولادة بمستشفى (...)