: كانت تحس بأنها في غاية الإنهاك النفسي والجسدي.. عادت قبل قليل.. دخلت الى غرفتها.. خلعت عنها البستها الثقيلة.. ارتدت ثوباً بيتياً خفيفاً.. دلفت الى الحمام.. كان انثيال الماء الفاتر قد انعش جسدها هوناً.. ومع ذلك ظلت هامدة الفؤاد.. مشتتة الخاطر.. (...)
: ٭ كان الضجر الأسود ينفث دخان لفافته وهي تحترق...
والأشياء من حولي تؤول إلى نهاياتها..
اللفافة إلى رماد، والزمن إلى انسحاب، والحياة إلى انجراد... ومع ذلك فإن جوقة الأصدقاء والزملاء يعدون العدة للاحتفال بالموت(!) موت السنة الوشيك في الحادي والثلاثين (...)
٭ كما الغواية التي لا تقاوم.. وجدت القلم ينوس وسط أصابعي ويجهش بالرغبة لشهوة الكتابة.. سعياً لمقاربة كتابة مؤتلقة بالجدة والجرأة.. كتابة ذات خصيصة متمردة.. جانحة أن شئت.. خارجة عن أطر التوجهات (السكولاستية) أو قل المدرسية!!
تلك الكتابات ذات الأنساق (...)
لحتى متى تظل تكابر وتغالط...؟!! وكما ترى فهذا شيء لا يمكن دسدسته واخفاؤه عن الآخرين، فالامر امر زمن ليس إلا فعليك معالجته قبل الذيوع والاستفحال.. فمثل هذا السر يذيع نفسه بنفسه.. ومن ثم يتلقفه الناس، فيسري كما النار في الغباش..
ألا ترى تلك الضحكات (...)
بعد الفراق ما عدت تاني تهمنا
إيه الحصل تكتب جواب مضمونه إنت تذمنا
ما قلت في ساعة الوداع ما في أمل ح يلمنا
اخترت إنت طريق طويل سكتنا ما زي سكتك
لابس المظاهر والغرور في نص الطريق بنْزلك
عايشين على ريدك سنين في لحظة جيت بس خنتنا
من مبارك الفاضل إلى (...)
إنطلاقة قوية تلك التي شكلها السرد في المشهد الإبداعي الراهن .. وعلى المستويين السرديين .. مستوى الرواية ومستوى القصة القصيرة فان آفاق جديدة رحبة يرتادها هذا الضرب الإبداعي جعلته يحتل الساحة الإبداعية بعد ذلك التراجع الخجول لفن الشعر الباهر الذي اخذ (...)
تناول الكاتب في الحلقة الأولى رواية الفراغ العريض وهنا يواصل قراءة النص.
المحرر
ومن ثم فانه علينا أن ندرك أن سعة أفق الكاتبة ورؤيتها الثاقبة إتخذت من اسم حواء كاسم جنس أكثر منه اسم فرد فهي إن تحدثت عن حواء الوداعية ، فهي بالضرورة تستبطن جنس النساء (...)
* توطئة :-
ملكة الدار محمد / واحدة من رائدات ورواد السرد السوداني ..
وقد سجلت اسمها بأحرف بارزة في خارطة السرديات لما إمتلكته من جرأة باكرة .. وفرادة نادرة .. وما إتسمت به من وعي باليات الكتابة ، رغم شح المحصول المعرفي في تلك المرحلة من نهايات (...)
في الآونة الأخيرة برزت كتابات ذات أفق نظري لا تأخذ عملية الكتابة بمعزل عن بعض الفنيات التي تراها ضرورية لاستكمال الامتاع القرائي.. ولاشباع شهوة المتلقي بوجبة دسمة لا تغفل المشهيات.. او التوابل الحارقة.
كما انها لا تغفل النكهة التي تعطي للنص طعمه (...)
في الآونة الأخيرة برزت كتابات ذات أفق نظري لا تأخذ عملية الكتابة بمعزل عن بعض الفنيات التي تراها ضرورية لاستكمال الامتاع القرائي.. ولاشباع شهوة المتلقي بوجبة دسمة لا تغفل المشهيات.. او التوابل الحارقة.
كما انها لا تغفل النكهة التي تعطي للنص طعمه (...)
تنطلق القصة القصيرة - نحو آفاقها الرحبة في خطوات مجنونة - ذلك انها اكتشفت مدى افتتان القراء بهذا الجنس الابداعي الذي فرض حضوره على الساحة، حتى كاد يعصف بمقولة زمن الرواية... أنظر إلى المسابقات التي انطلقت كما النار في الهشيم لتحصل على أجمل ما انتج (...)
يقول الطيب صالح في مستهل كتابه «منسى: إنسان نادر على طريقته» الصادر عام 2004م - «في مثل هذا الوقت من العام الماضي توفي رجل لم يكن مهماً بموازين الدنيا، ولكنه كان مهماً في عرف ناس قليلين» وأنا أقول في مثل هذا الفصل توفى رجل ربما يكون اشبه ما يكون (...)
٭ فاتحة الدخول:
«ألا تعرفان بعضكما؟ هذا صديقي المهندس خليل.. وهذه حنان!».
«أهلاً!»
كانت يدها ناعمة.. دقيقة الأنامل.. للمستها وقع السحر في النفس.. نظر الى عينيها العميقتين.. ابصر فيهما تباشير دنيا مقبلة..
اهلاً ليس ثمة كلمة أجمل من هذه الكلمة! (...)
حدق في رقم التذكرة.. تأكد أن مقعده بجوار النافذة.. الجلوس جوار النافذة يوفر له فرصة التطلع عبرها الى السهل المنبسط، وإلى القرى حول الشريط المتاخم خاصة في هذا الفصل المطير، حيث الاخضرار على مد البصر.. ومع الاهتزاز الرتيب.. وأزيز التكييف الخفيف يصير (...)
وأخيراً.. أقلعت الطائرة.. بركابها المشغولين.. ولكن المضيفة لن تبتسم
والطالب لن يقرأ الرسالة..
والممثلة لن تقوم بالدور..
ورجل الأعمال لن يحضر الاجتماع..
والزوجة لن ترى زوجها
والمعلمة لن تصحح الدرس
والخريجة لن تستلم عملها الجديد
والمحامي لن (...)
ما تفتأ قروح وجروح الأنظمة الباطشة تعمل آلتها في أجساد البشر، والضغوطات تأخذ بالتلابيب، والحياة نفسها تبدو صعبة التكاليف ثقيلتها. وأمام آلام الأجساد المنهكة بسبب تعاظم الانتهاكات التي مورست ضد الانسان، أوشكت الروح أن تصدأ وتصبأ عن الماقبليات (...)
٭ يجتهد العديد من النقاد في اجتلاء شخصية مصطفى سعيد- ولا يأنفون من ايجاد ملامح لها في شخصية الأديب الراحل.
والشاهد أن الطيب صالح قد سفه هذه الآراء في مراتب عديدة.. بل إنه في إحدى المرات قال: إن كنتم تبحثون عني في كتاباتي فابحثوا فقد تجدونني في (...)
لا يكاد أن يصدق.. أخيرا أنه قد تخارج - وأنه الآن يمضي معافى.. وبكامل صحته.. لم يفقد من أعضائه عضواً.. ومن أشلائه شلواً، ها هو يفر بحياته التي كانت مهددة بين الفينة والاخرى.
كان الهواء يلفحه.. والعربة منطلقة عبر طريق وعر.. أرض جرداء كما الصحراء.. (...)
كان المنلوج اليومي يبدأ عندما تسقط الشمس في افقها الغربي.. وتبدأ العتمة حثيثاً لتأخذ مواقعها.. تضمحل الاشياء رويداً رويداً.. وتبهت المرآئي..وتنبهم المسالك. وإنْ هي إلاّ لحظات حتى يلقى الليل بعباءته الداكنة ليغطي الكون والكاذنات.. وتستيقظ النجوم (...)