· لمدرب الهلال الكوكي فلسفة واضحة عبّر عنها بوضوح في معظم حواراته الصحفية ...الرجل ليس حفيا بالانتصارات المحلية..لا ينظر البتة تحت قدميه ويرنو دوما بخططه صوب المستقبل. · لم يعد الناس بشئ..لم يقل لهم انه سيحرز مع فرقته كاس الابطال بل اعلن وبشكل قوي انه يطمح لتأسيس بنيات فريق للمستقبل وكاد ان يلقي ما يلقي من جراء هذه النظرة التى لم تكن تعجب الكثيرين بل وبات اقرب لان يموت حتف فكرته لكنه اثر ان يقاتل وحيدا بقناعته حتى النهاية. · وبعيدا عن نتيجة لقاء الهلال امس الاول وادائه الرائع امام فرقة النسور تبقى هناك جملة مكاسب غير منظورة حققها مدربه التونسي نبيل الكوكي من خلال مغامرته الجريئة التى خاضها بكل شجاعة فاصابت هدفها المنشود بكل دقة وعناية. · حالة الالتفاف والاصطفاف الجماهيري التى خلفها الاداء الرائع لفرقة شباب الكوكي امس الاول تبقى اولى مكاسب تلكم المغامرة اذ انها اشعلت حماسة الجماهير بشكل لا يصدق وشهدت تطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة عبارة تكاد تكون متشابهة الملامح بين العشاق فحواها انهم ومنذ سنوات طويلة افتقدوا الهلال الذي يلعب ويؤدي بهذا الشكل ملمحا ولعبا ونتيجة بل ومضى البعض منهم ليتحسر على عدم قيد الكثير من هؤلاء الشباب افريقيا وفي هذا اعتراف ببصمة واضحة وضعها الكوكي في فترة لم تتجاوز بعد الاربعة اشهر فما بالنا بعام مثلا؟ وكيف سيكون شكل الهلال اذا ما استمر بنفس المنوال بعد عامين! · كسب الكوكي دفعة معنوية جماهيرية كبيرة لفرقته قبل 96 ساعة فقط من لقاء التطواني الحاسم...ووحّد صفوف الجماهير بشكل لا يصدق خلف فريقه وزرع في نفوس لاعبيه الكبار دافعا قويا للانتصار! · هذه النقطة غير المنظورة تبقى في تقديري من اهم المكاسب التى جناها الكوكي عبر دهائه الذي دفع به للمغامرة امس الاول وسيجنى ثمرتها اكثر فاكثر عشية لقائه بالمغرب التطواني في التاسعة والربع من مساء بعد غد الجمعة. · نبيل لا يفكر البتة في التتويج بكاس الممتاز...الرجل يفكر وفق استراتيجية محددة في الوصول لهدف كبير ومؤثر آخر..هو يعلم تماما ان البطولات لا تتحقق بالتمني ..البطولات لديها قواعد واسس ومعايير محددة تفضي اذا ما اجتمعت كلها في فريق واحد للنهايات المطلوبة ..قواعد تقتضي ان تقاتل بلاعبين شباب مدعمين بالخبرة...لديهم الارادة الحقيقية لتقديم انفسهم وفعل شئ..لديهم الرغبة في الحصول على بريق النجومية ...تدربوا على خطط اللعب بشكل جيد وسليم ثم امتثلوا لخطط قائدهم ومضوا ليقاتلوا باسم الهلال في الادغال الافريقية والاحراش والمحصلة الطبيعية حينها لفريق بهذا التنظيم وهذه الروح كاس الابطال! · حديثي لا يلمح او يؤسس لفكرة ان الهلال لن يحصل على الكاس هذا العام في ظل افضلية وضعيته الفنية والتنظيمية وعلو كعبه على بقية فرق المجموعتين بالمشاركة في الوضعية مع مازيمبي وهذه الرؤية تسندها تصريحات الفرنسي باتريس كارتيرون مدرب الغربان القوية والتى قال فيها ان بطل افريقيا القادم سيكون من المجموعة الاولى ، غير ان حديثي يصب في خانة ان توقعاتنا يجب ان تكون مفتوحة على جميع الاحتمالات لان كرة القدم لا تعترف ب"كروت الضمان" التى يمكن منحها للجماهير ومن ثم الغرق في الاحلام. · شخصيا ادعم ومنذ تسلم الكوكي لمقاليد الامور الفنية رؤيته في تأسيس شباب المستقبل طوال ما ان واحدا من اهداف تنظيم عزة الهلال الحاكم للهلال الآن هو تمزيق فاتورة المحترفين وسودنة الفريق بحلول العام 2017م وهذا لن يتحقق الا بالشباب! · الذي يجب الانتباه له هو ان الكوكي سيحارب من قبل سماسرة الاقدام السحرية التى تتغذي من ثدي الهلال مرتين في كل عام بحلول موسم التسجيلات لتمنحه انصاف المواهب من المحترفين المعلولين ..هؤلاء قطعا لن يتركوا الكوكي ليعمل ويعد هؤلاء الشباب ويتركهم يشكون قلة الفئران في منازلهم جراء قلة المال المتحصل من الصفقات الدولارية ولان التجربة معرضة للاهتزاز تارة هنا وتارة هناك حتى تثبت الصورة فانهم قطعا سيستغلون اول مناسبة اهتزاز ليشهروا فوهات بنادقهم صوب صدر الكوكي ليودوا تجربته! · كسبنا النسور...ربحنا صوت الجمهور...فماذا تبقى غير ان نهزم التطوان بهذا المدرب الشاطر الفنان! · دمت منصورا يا هلال