في الأخبار أن الفندق الذي يقيم فيه حارس المريخ (سوداني) الجنسية عصام الحضري قد قام بطرده وبقية الأجانب بحجة عدم ايفاء مجلس إدارة النادي بالمستحقات المالية عن الفترة الماضية، وإن صحّ الأمر فإنّ (التقشف) في المريخ يكون قد وصل اللحم الحي، وبلغ درجة لا يمكن السكوت عليها، وهي درجة تتطلب من الهلال وبحكم الجوار أن يمد أياديه بيضاء لايواء الحضري وبقية المحترفين في البيت الأزرق الذي دشّنه المجلس الموسم الماضي ونجح به في تمزيق فاتورة الفنادق التي أرهقت كاهل الهلال في الفترة الماضية. الضائقة المالية التي يمر بها المريخ لم نكن نتخيل في يوم من الأيام أن تصل إلى هذه الدرجة التي لا تحتمل والتي سيكون لها أثرها السالب على الفريق وبالتالي سينعكس ذلك على مستواه في المنافسات الداخلية والخارجية وفي هذه الأخيرة تحديداً يصبح تدخل الهلال لإنقاذ مايمكن إنقاذه أمراً حتمياً حتى لايهدم المريخ بسبب حالة الفقر المدقع وشح الإمكانيات مابناه الهلال خلال السنوات المنصرمة والتي بلغت حداً جعل الأندية السودانية تشارك بأربعة فرق في بطولتي الاتحاد الإفريقي للأبطال والكونفدرالية، ومن هذا المنطلق يكون دعم الهلال للمريخ من باب واجبه التاريخي والريادي والقيادي لكرة القدم السودانية.
لقد عرف الهلال خلال السنوات الماضية فترات من الاعسار المالي وكان ذلك مثار سخرية وانتقاد المريخاب الذين ظنوا أنّهم سيكونون بمنجاة من مثل هذه الظروف، لكن لأنّ الأيام دول دارت الدائرة على المريخ ووصل الأمر إلى درجة عرضت محترفيه لفقدان المأوى، ولا ندري ماذا تخبيء الأيام لمريخ مابعد جمال الوالي الذي انتقل لاعبوه من مرحلة الرفاهية والعيش الرغد إلى مرحلة الاستجداء التي تؤكّد ماصرّح به رئيس النادي السابق محمد الياس محجوب حول عدم قدرة عصام الحاج وعبد الله حسن عيسى على إدارة النادي في الفترة المقبلة لأنّ الإدارة تتطلب أموالاً و(كاش) قادر على أن يحسم كل نقاش.
ضائقة المريخ المالية ستستمر طالما هناك من يريد أن يحكم النادي ويديره دون أن يدفع، وليت الأمر وقف على ذلك، بل أن من يريد أن يكون المتصرف في أمور النادي لا يتورع عن مهاجمة وانتقاد من يدفع، وإن تحدثت الأخبار عن صلح صوري تمّ بين الوالي وعصام الحاج خلال اليومين الماضيين فالثابت أن القلوب إذا تناثر ودها مثل الزجاجة كسرها لايشعب، ولعل (طرد) محترفي المريخ وعلى رأسهم عصام الحضري يؤكّد أن المياه لن تعود إلى مجاريها، وربما انتهز اللاعب الفرصة وغادر إلى مصر ليواصل من هناك اطلاق صواريخ انتقاداته اللاذعة والتي نعتقد أنها ستكون أشد فتكاً بالمجلس كيف لا والرجل في ذات هوجة سابقة لم يسلم منه حتى جمال الوالي الذي أعاده إلى الملاعب بعد أن ظن كل الظن أن لاتلاقيا.