محمد كامل سعيد ما أحلى "ضربات الجزاء"..! * لا أدري لماذا تذكرت فترة عملي بصحيفة (الصدى الليبية) ست الاسم، التي كانت تصدر من عاصمة الكرة العالمية "ريو دي جانيرو".. واسم تلك المدينة الساحرة، باللغة البرتغالية، يعني في اللغة العربية "ساحل الذهب والاموال"..! * كان الاستاذ الكبير "محمد بلراس علي"، رئيس التحرير، مؤمنا بامكانياتنا الصحافية، انا وزميلي السوري "علي خضور".. وبعد التوقيع على العقود، سافرت الى البرازيل من القاهرة، بينما حضر زميلي من سوريا.. ومارسنا العمل الاحترافي الصحافي بحق وحقيقة..! * وبسبب خصوصية الكرة، ايام حكم الرئيس معمر القذافي، كان رئيس التحرير هو الذي يقوم بالاشراف على صفحتي تغطية الدوري الليبي.. وما دون ذلك فاننا كنا نجد حرية الابداع الكاملة في العمل..! * كنت وزميلي السوري نتبادل الاشراف على تحرير الصفحات المخصصة للمناشط، بما قي ذلك كرة القدم العالمية، والدوريات المحلية في البلدان المختلفة.. وبداية من يوم الثلاثاء في كل اسبوع، يتم توزيع التكاليف على وزميلي من جانب الاستاذ بلراس..! * وفي صباح كل يوم، يحضر رئيس التحرير الى "لاب" الصحيفة، ويقوم بمتابعة الصفحات التي نقوم بتعليقها كبروفات، انا وزميلي السوري، على البورت.. سواء كانت مخصصة لسباق الدراجات، او دوري السلة الامريكي، وغيره من المناشط الاخرى..! * ولأن الصفحة الاولى لصحيفة "الصدى العالمية" ست الاسم كانت مخصصة فقط للمناشيتات، وأحدث لقطات البطولات العالمية، فقد كنا نتسابق على صياغة العناوين الجذابة، التي تلفت نظر القارئ، ويتم اعتمادها للنشر في الصفحة الاولى..! * للحقيقة، وعلى مدار اكثر من عامين، تعلمنا الكثير من فنون الصحافة، وكانت فرصة ذهبية لتوسيع مداركنا، بعد تجربة كانت بالجد ممتعة وعميقة واحترافية للحد البعيد، عرفنا خلالها معنى كلمة الاحتراف والتعامل بكل الاحترافية..! * زاملنا العديد من نجوم الكرة العالمية والبرازيلية على وجه الخصوص، حيث كان للراحل، قائد منتخب السامبا، "سقراط" زاوية اسبوعية، كنت اقوم شخصيا بصياغتها بعد ترجمتها حرفيا من البرتغالية الى العربية..! ********************** كنت أقوم بقراءة الترجمة الحرفية للزاوية، التي كان يكتبها "سقراط"، او "فالكاو"، او "تستاو" – وجميعهم كانو ولا زالو نجوما شهير ومعروفة في سماء الكرة البرازيلية – واشرع في تلخيص الفكرة، واكتبها نرة اخرى بحيث تكون متوافقة مع اللغة والتعابير العربية..! * لقد اكد لنا "بالراس علي" ان الصحافة عامة – خاصة الرياضية – واذا ما حاول احدهم فرض اي قيود او وصاية عليها، فانها ستخرج بلا شك عن اطارها المعروف، وتنحرف عن مسارها الصحيح المرسوم..! * احترافية "الصدى اللليببة"، التي كانت تصدر من "ريو دي جانيرو" تسببت في مضاعفت شعبيتها داخل ليبيا، وامتد انتشارها الى معظم انحاء الوطن العربي، باعتمادها على المهنية بعيدا عن التعصب في كل شئ، بدليل اننا وعندما نصل الى ليبيا، وبمجرد خروجنا من صالة مغادرة كبار الزوار، كنا نجد المئات من المعجبين والرياضيين وهم يلتفون حول سيارة الصحيفة في المطار.. بل ونتابع التفاعل الكبير اثناء سيرما في الشارع من المطار الى مقر الاقامة بطرابلس..! * انتهت فترة العمل الاحترافية تلك بطريقة غريبة، حيث تجاهل اصحاب الصحيفة بعض الضوابط الخاصة بالتصديق.. فصدرت عقوبات وغرامات مالية عليهم بسبب عدم التزام الادارة بتشغيل نسبة محددة من العمالة البرازيلية كعمال في تلك المؤسسة..! * عدنا الي السودان، وفهما وتعرفنا على اشياء لم نك نضعها في الحسبان، ولم نجد غير التسلط من جانب معظم الناشرين، الذين يشجع معظمهم سياسة "خدرني وتفنن"، في سبيل زيادة ارقام التوزيع..! * انه من المؤسف حقا والله ان جل الاعلام الرياضي في بلادي، خاصة الاحمر، هو الذي ساهم في ظهور الوضعية المتراجعة الحالية للدور المهم والحساس الذي يفترض ام تقوم به السلطة الرابعة..! * تلك الصورة البائسة، والوضع الباهت المتدني، هو الذي يساهم في سير الرياضة عموما وكرة القدم "الساحرة المستديرة" على وجه الخصوص، الى الوراء وبسرعة خيالية وبعيد، عن اي فكرة للتصحيح او الاصلاح..! * انه وللاسف هو الواقع المرير، الذي ظل يحاصر صحافتنا الرياضية، منذ اليوم الاول لولوج الارزقية الى بساط صاحبة الجلالة، حيث تسببوا بطريقتهم "المكافيلية" في افساد المهنة، بعد ما تفرغوا للتكسب منها، بجانب سعيهم لتأمين مصالحهم الخاصة فقط..! ******************** لا تزال قصة (سيدنا يوسف) تحاصر عقلي وتحديدا مشهد الكهنة الذين يعرف كل واحد منهم درجة الوهم التي يتعامل بها (كبيرهم اليخماو) رغم ذلك يصرون على التسبيح بحمده ليل نهار رغم علمهم بانه موهوم وهم يفعلون ذلك من باب الحرص على مصالحهم الخاصة وما اكثر مثل تلك النوعية في زماننا الحالي. *تخريمة اولى:* تسبب انقطاع التيار الكهربائي في عدم مشاهدتي للقاء الهلال وصن دازنز.. لذلك اكتفي بالتأكيد على ان جولة القاهرة ستحسم كل شئ.. بالمقابل نشير الى سقوط المريخ في مجموعات الابطال ونؤكد انه غادر غير ماسوف عليه.. وسيكون رفاق كرشوم على موعد مع لقاء اخير امام الزمالك للهروب من الحصول على لقب "طيش أو حصالة المجموعة"..! *تخريمة ثانية:* المريخ سجل في مناسبتين فقط خلال خمس مباريات بمرحلة المجموعات، واسحق لقب اضعف هجوم في القارة..! *تخريمة ثالثة:* اصرار ريكاردو على اداء الدروي الممتاز بدون لاعبي المنتخب انما هو اصرار على الاستفادة فرص اخرى لعرض بضاعة المضروبة..! *حاجة اخيرة:* الحقيقة ان المريخ اهدر فرصة ذهبية للتقدم الى الامام في ظل تواضع الزمالك والترجي وبلوزداد.. تلك الفرصة تاني "الا تشوفوها في الشاشة"..! *همسة:* اغرب حاجة ان جل المريخاب خرجوا مع فريقهم من المجموعات وهم يرددون بصوت واحد: "ما أحلى ضربات الجزاء"..!