* كل المجرمين الذين كنا نعرفهم بأسماءهم، ومروجي المخدرات، ومعتادي الإجرام ومترددي الحراسات والسجون إنضموا للدعم السريع ولبسوا (الكدمول) الآن ويتجولون في مناطق إنتشار المليشيا المتمردة ويقومون بتصفية حساباتهم مع رجال الشرطة والمجتمع، وهذا غير مفاجيء بالنسبة لي، فقد كنت واثقاً أن الدعم السريع بينما كان في رحم الحكومة والقوات المسلحة كان من أكبر موردي المخدرات، والسبب المباشر في دمار عدد كبير من الشباب اليافعين دون العشرين، وقد ذكرت ذلك في إحدى بوستاتي على هذه الصفحة بعد زيارة إلى واحدة من المحليات الغربية التي تعتبر بوابة عبور لقوافل السيارات المحملة بالبنقو من الردوم، ولعبت الصدفة دوراً في أن أكون بصحبة وكيل النيابة الأعلى في تلك المحلية وأشاركه السكن مع مدير مكافحة المخدرات والمدير التنفيذي هناك، فحكى لي عن سلسلة ضبطيات كلها عبارة عن سيارات دفع رباعي محملة بالحشيش، معظمها تسلم بتعليمات من جهات عليا في الدولة إلى جهة ما.. وبعدها تموت القضية إلى الأبد، مع أن هذه الجريمة توصل مرتكبها إلى مقصلة الإعدام او السياف في أي دولة محترمة وبسرعة وحسم (وجاهزية) أيضاً..! * تعليقاً على ما كتبته في هذا الصدد إتصل علي أحد المسؤولين في سجن مدينة كبيرة من مدن الولايات الغربية ليعضد ما تناولته، ويضيف حقيقة مرعبة وهي: أن كل ثمانية من عشرة تجار مخدرات تتم إدانتهم بكميات تجارية كبيرة وفترات سجن تراوح بين العشر سنوات إلى العشرين لا يقضون في سجونهم اكثر من شهر، حيث تصلهم خطابات من (جهات عليا) تفيد بأن المذكور فلان الفلاني الذي هو المدان بقانون مكافحة المخدرات يتبع للدعم السريع وبرتبة كذا.. والمطلوب منكم تسليمه لقيادته لإخضاعه لمحاكمة عسكرية.. وأكد ذات المسؤول أنه ما من أحد منهم خضع لأي محاكمة بعد أن يغادر السجن، بل يعود لنشاطه أكثر جرأة مما مضى بعد أن أصبح يتمتع بحماية رسمية من الدولة _وقتها_ وفي آخر ضبطية طاردت إدارة المكافحة مجموعة من السيارات المحملة بعد رصدها عابرة بمحلية الترتر في حدود ولاية جنوب كردفان مع ولاية الوحدة الجنوبية حتى ألقي القبض1 على مشارف مشروع سكر الجنيد.. وتأكد قائد القوة أن هذه السيارات تتبع للدعم السريع.. وبالفعل جاءتهم التعليمات (من أعلى) لأطلاق سراحهم. * من زاويتي كنت ومازلت على ثقة بأن الدعم السريع ومنسوبيه أسهموا بنصيب الاسد في انتشار المخدرات بأنواعها في العاصمة وبعض الولايات، وهذا هو التفسير المنطقي لإختفاء حاويات المخدرات بعد ضبطها والإعلان عنها.. والسبب الواضح لكثرة إنتشارها وسط الشباب وارتفاع أعداد المدمنين في حين أن الذين يعرضون على القضاء ويدانون ماهم إلا صغار المروجين فيما كان يختبيء المجرمين العتاة في كنف الدولة، لذلك أعتقد أنها واحدة من محاسن الحرب إن كانت لها محاسن بالفعل، وهي محاربة المخدرات واجتثاث اخطر مروجيها..!! * حدثني صديق مقرب، وينتمي لإحدى قبائل دارفور ويعمل في واحدة من القوات النظامية قائلاً: كل مدن دارفور وبالأخص جنوبها اجتاحتها المخدرات بكل أنواعها مع ندرة فرص المعالجة للمدمنين.. ليس الحشيش وارد الردوم فحسب، وإنما كل الحبوب والآيس وغيرها يعبر بعضها من الحدود الجنوبية إلى الداخل، ونبه الرجل إلى ضرورة مضاعفة الجهود حتى لا تدمر الشباب في تلك المدن بعد أن وصل الأمر مرحلة في غاية الخطورة، وأصبحت قصص ومآسي المخدرات لا تخفى على أحد في مجتمعات كانت حتى وقت قريب محافظة ومسالمة..