لا أحد على امتداد خارطة العالم العربي والمجتمع الدولي يمكنه أن ينسى تاريخ (23) يوليو.. الثورة المصرية التي أرست قواعد الحرية والعدالة الإجتماعية والسيادة في الشقيقة مصر.. لتكون فاتحة الثورات في العالم الثالث ضد الهيمنة والاستعمار قديمه وحديثه. ولذلك يحتفل بها جميع العرب ويوليها السودانيون اهتماماً خاصاً نظراً للعلاقة المتميزة بين الشعبين الشقيقين في وادي النيل جنوبه وشماله.. وفي احتفال هذا العام بذكرى ثورة يوليو الذي أقامته السفارة المصرية بالخرطوم الاسبوع الماضي اجتمع حشد من السودانيين على المستويات كافة الرسمية والشعبية وشرائح المجتمع المختلفة تعبيراً عن المحبة للأشقاء ووفاءً ليوليو وأهل مصر الى جانب عدد كبير من السفراء والدبلوماسيين العرب والاجانب وممثلي المنظمات الدولية بالخرطوم. وكان نجم الحفل السفير المصري محمد عبدالمنعم الشاذلي وأركان سفارته الذين وقفوا على خدمة ضيوفهم بكرم معهود في اشقائنا في شمال الوادي. وسجلت كلمة السفير محمد عبد المنعم الشاذلي رغم الوداعية فيها لانتهاء مهام عمله بالسودان قطعة ادبية رائعة مزجت بين التاريخ الماضي والمعاصر وبين المواقف الحاسمة تجاه القضايا القومية.. خاصة انه اشار الى فترة وجوده بالخرطوم التي امتدت لثلاث سنوات حيث قال: (شاركت فيها صمود دولة وشعب أمام ضغوط وتهديدات للحفاظ على وحدة التراب الوطني ووقفت خلالها على ثلاث معاهدات للسلام لحقن الدماء وتحقيق السلام والاستقرار