تشهد صناعة الخبز البلدي منذ فترة تدهوراً كبيراً ، إذ صغر حجم الرغيف بالإضافة إلى الشوائب الكثيرة العالقة به وتلك التي في أعماق الرغيف ... ويبدو واضحاً أن الجهات المختصة غير مهتمة بهذا الأمر ... أي بمراقبة إنتاج الخبز وتطابقه مع المواصفات الصحية وغيرها ... حتى العمال داخل الأفران حالهم يغني عن سؤالهم ... ملابس مهترئة ... ونجد العرق يتقطر من جباههم ، وغربلة الدقيق تتم بطريقة غير صحية وغير جيدة وبطرق متخلفة للغاية . صحيح أن هناك عددا من المخابز الحديثة تنتج رغيفاً صحياً وراقياً مثل التي تضع لافتات كتب عليها عيني على سيقا لإنتاج الخبز الصحي والفاخر والحلويات وخبز السكري ... وهذه المخابز لا تكفي حاجات المواطنين المتزايدة بشكل يومي ... أما بقية المخابز البلدية ونصف البلدية فكلها تنتج خبزاً فيه الكثير من المشاكل .... وهناك بعض المخابز التركية تنتج خبزاً جيداً لكنها قليلة للغاية . ولا أدري لماذا تهمل الجهات المختصة بولاية الخرطوم مراقبة هذه السلعة المهمة للمواطنين ... ولا تراقب صناعة الخبز من بداية خبز العجين إلى أن يدخل الفرن ويخرج ... لا تراقب العملية ولا حجم الخبز ... ومطابقته للمواصفات الصحية المعمول بها في كل مخابز العالم . وهذا الخبز الذي ينتج من سلسلة مخابز عيني على سيقا لم أره إلا في الجزائر وفرنسا ... من حيث جودة الدقيق وجودة الصناعة ... فلماذا لا تشكل أجهزة الولاية المختصة لجاناً لمراقبة وتفتيش هذه المخابز ومراقبة صناعة الرغيف وجودة الدقيق ... والعمال الذين يطعمون مئات الآلاف من المواطنين . أحياناً في الخبز البلدي نجد قطعة من الدبارة ... ومرة وجدنا (سفة تمباك) ... لأن بعض العاملين في المخابز يتعاطون التمباك أثناء العمل ، وهذا أمر في غاية الخطورة ... وعدم اهتمام الدولة والعاملين بتلك المخابز بصحة الناس . ونحن نطالب المحليات بمختلف مواقعها ... أن تكون فرق مراجعة وتفتيش للمخابز البلدية وتتأكد من نظافة وجودة صناعة الخبز البلدي الذي يحبه معظم أهل السودان ... هذا الخبز لن تجده نظيفاً إلا بافران حي العرب وهما فرنان فقط ، لذلك نطالب محلية أم درمان أن تسرع بتكوين فرق مراقبة وتفتيش ... وخصصت الحديث عن أم درمان لأنني من سكانها ... ولا يستحق أهل أم درمان هذا الاهمال من المحلية وغيرها . في الماضي وأيام مجد أفران آل حجوج كان الرغيف البلدي يتمتع بسمعة طيبة وبطعم رائع ونظافة تحسده عليها أفران كل دول المنطقة .... وللخبز البلدي مزايا كثيرة ... أهمها خلوه من المحسنات ومن البوتاسيوم وغيرها من المواد المجملة والتي تترك آثاراً خطيرة على صحة الإنسان . في الخرطوم كان مخبز سيحة للخبز البلدي الشمسي بالردة ... أجمل خبز يقدم للأسرة ... فلماذا لا نعيد أمجاد آل حجوج وآل سيحة مرة أخرى ... مكافأة للمواطن المغلوب ولأولئك الشرفاء الذين كانوا يطعمون الإنسان خبزاً فاخراً خالياً من المحسنات . والله الموفق وهو المستعان .