يتوزع حمدان،واثنان من رفقائه يفوقهم عمرا فى شوارع الخرطومالجنوبية ،يمتطون عربات كارو ثلاثة تسير فى رفقة بحثا عن الخردوات فى مقالب النفايات ومخلفات المتاجر بالأحياء،غير ذلك يطرقون الأبواب بحثا عن خردة على سبيل التخلص منها لعدم وجود عربات تكفى لنقل نفايات المنازل توفرها المحلية او عن طريق الشراء بمبلغ معقول،حماد يعرج على بائع الطعمية يوسف يتزود بقوت يومه هو واصدقاء المهنة المرهقة،اعمارهم لا تزيد عن العشرة ولكنهم اكتسبوا خبرة فى جمع الخردوات من حديد وبلاستيك وصار لهم متعاونون من ابناء الأحياء الجنوبية يقومون بجمعها وبيعها لهم بثمن زهيد خصوصا فى عطلات المدارس،حمدان ورفقته تركوا الدراسة ويرى انه يعول اسرته بعد ان منع والدته من بيع الشاي فى ركن الحي الذي يقطن به لاسباب يحتفظ بها،انغمس في العمل ككمساري فى حافلة حتى راجت له فكرة بيع الخردوات والتى افصح له بها احد أقرانه في الحي ،ترك العمل فى مركبة نقل ركاب يمنحه صاحبها 15 جنيها آخر اليوم ويوفر له وجباته،ولكنه تحول الى جمع الخردة ،يقوم ببيع البلاستيك لتاجر بالقرب من شريط السكة الحديد جنوبالخرطوم،كان سعر الكيلو ب 1700 ولكنه ارتفع الآن الى 2500 جنيه، اما خردة الحديد والنحاس فلم يود ان يخبرنا بسعرها لعله مرتفع جدا. فى الآونة الاخيرة جذبت تجارة الخردة العديد من العمالة الصغيرة،فغير حماد وفريق كفاحه هناك العشرات الذين يجوبون الطرقات يحملون جوالات على ظهرهم لجمع الخردة، ولكن حمدان استطاع فى فترة وجيزة ان يشترى له عربة كارو ويستأجر اثنتين نهارا لتعينه فى العمل الذى يأخذ جل يومه فيذهب آخر اليوم لبيع حصيلة ما جمع وسداد اجرة عربتي الكارو وتسليمهما يقول فى حياء ان هناك بعض الفتيات يعملن فى مجالهم ولكنهن قليلات العدد. عمالة الاطفال توسعت من نطاق الاسواق الى مناحى العمل فى مجالات جديدة غير بيع المياه والأكياس ونقل البضائع فى اسواق الخضار ب الدراقة وغسيل المركبات ،فالخردة اصبحت تجذب اعدادا كبيرة منهم لسرعة عائدها والتخلص من العمل مع آخرين قد يعرضهم لمضايقات جمة، لايتجاوز عدد الاطفال العاملين الذين اكملوا تعليمهم الاساسي 72 % بولاية الخرطوم وتشكل الظروف الاقتصادية سببا رئيسا فى اتجاههم للعمل المبكر،بالاضافة الى اسباب النزوح والمشاكل الاسرية التى تدفع بهم لذلك،حمدان حسب قوله يجنى ارباحا تصل الى المائة جنيه كمعدل دخل ثابت يوميا يقوم بالصرف على اخوته فى المنزل الذى يفكر فى تسوير حائطه الخارجى بالطوب قبل وقوع الخريف. فالعام الماضى تركتهم الامطار يطلون على الشارع الرئيس بلا جدران،فقد امتصتها المياه تماما بحسبانها من الجالوص،لايفكر فى العودة الى الدراسة ويرى ان الوقت سرقه لان يفعلها مجددا، ويعود يقرأ ويكتب من جديد،لم يبدأ مرافقوه الصغار رأيا فهم منهمكون فى البحث عن موقع جديد يكتنز ببقايا البلاستيك ومخلفات المشروبات الغازية ومياه الصحة،شد ما لفت نظرى ان حماد يفرغ ما تبقى من القوارير على الارض مهما يكن محتواها من عصير او بقايا مياه صالحة للشرب.