لم يكن في الرؤيا ما يمكن أن نطلق عليه تحديدا صريحا لهذا العام الذي فيه (يغاث الناس وفيه يعصرون. ….))…ولكن يوسف علم أن ((بعد العسر يسرا…..))…ننتظر اليسر يا رعاك الله فلازالت الأصوات والانفاس تتهدج حزنا علي دمع تساقط فوق خدود أمة ما فتئت تتدحرج يوما تلو آخر حتي خيل إلينا أن السبع العجاف فرغن من أكل السبع السمان ورقدن ((متخمات. ..ريانات ))… ((يقصعن الجرة…..))..والأخيرة هذه ((للناطقين بغير السودانية) تعني ((الاجترار. .))… ضجت الاسافير في ماضيات الأيام ب ((دميعات)) تساقطت من مآقي الحزن العربي …والدم العربي….والكرامة العربية حزنا علي (بيريز.. …))… من أين للأماكن القديمة أن تحي ذكرياتها المخبوءة في ثناياها وتلافيف الذاكرة بمجرد المرور عليها…ومن أين للأشخاص ….والذاكرة العربية هذه القدرة علي التآكل هكذا ….دونما جهد مبذول لرتق الفتق يا رعاك الله …. والناس في هذه الدنيا علي رتب… هذا يحط وذا يعلو فيرتفع. …. فاخلص الشكر فيما قد حبيت به… آثر الصبر كل سوف ينقطع…… إنه طاعون الانحطاط والتدحرج الذي يلقي بصاحبه من قمم الطموح الي سفوح العطن الآسنة. …. والذاكرة السودانية تسمي الطاعون البقري ((ابودميعات)) ….إذ يسيل أنف الحيوان المصاب وعيونه. …تدمع….فتدمي. …فتستحيل ((قيحا)) مع الأيام ……وذات الذاكرة يمكن أن تطلق اسما لثوب نسائي جديد تزدهي به الأسواق في بلادي لتسجيل أسطر السقوط الجديد للأمة التي ضحكت من ضعفها الأمم … وكلها يا رعاك الله آيات للحزن والأسى الذي يلفنا من قمة الرأس الي أخمص القدم ….وما هذه الأحداث إلا نقرات علي هذا الجسد الاجوف. ..و ((تشييع بيريز))و اخريات تمر وتعقبها أحداث وأحداث وهذه الأمة((في إطار ريدة الكلب ل (خانقو ) أو (خناقو) في رواية أخرى )) تتمثل قول المتنبي عند فراق ابي شجاع فاتك… الحزن يقلق والتجمل يردع. .. والدمع بينهما عصي طيع. .. يتنازعان دموع عين مسهد. .. هذا يجئ بها وهذا يرجع….. يا رعاك الله….. ليت الأيام تحي فينا بعض (التجمل )) الذي (يردع) دموع( الاستجداء ) تلك….. اللهم ردنا إليك ردا جميلا……