المخدرات.. من الفراعنة حتى محمد صلاح!    خطف الموزة .. شاهدها 6 ملايين متابع.. سعود وكريم بطلا اللقطة العفوية خلال مباراة كأس الأمير يكشفان التفاصيل المضحكة    بالصور.. معتز برشم يتوج بلقب تحدي الجاذبية للوثب العالي    لولوة الخاطر.. قطرية تكشف زيف شعارات الغرب حول حقوق المرأة    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    مدير شرطة ولاية القضارف يجتمع بالضباط الوافدين من الولايات المتاثرة بالحرب    محمد سامي ومي عمر وأمير كرارة وميرفت أمين في عزاء والدة كريم عبد العزيز    توجيه عاجل من"البرهان" لسلطة الطيران المدني    حركة المستقبل للإصلاح والتنمية: تصريح صحفي    جبريل إبراهيم: لا يمكن أن تحتل داري وتقول لي لا تحارب    برقو الرجل الصالح    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    لماذا لم يتدخل الVAR لحسم الهدف الجدلي لبايرن ميونخ؟    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. معلومات جديدة وتعليق كندي    توخيل: غدروا بالبايرن.. والحكم الكارثي اعتذر    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    مكي المغربي: أفهم يا إبن الجزيرة العاق!    الطالباب.. رباك سلام...القرية دفعت ثمن حادثة لم تكن طرفاً فيها..!    موريانيا خطوة مهمة في الطريق إلى المونديال،،    ضمن معسكره الاعدادي بالاسماعيلية..المريخ يكسب البلدية وفايد ودياً    ثنائية البديل خوسيلو تحرق بايرن ميونيخ وتعبر بريال مدريد لنهائي الأبطال    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل مصري حضره المئات.. شباب مصريون يرددون أغنية الفنان السوداني الراحل خوجلي عثمان والجمهور السوداني يشيد: (كلنا نتفق انكم غنيتوها بطريقة حلوة)    شاهد بالفيديو.. القيادية في الحرية والتغيير حنان حسن: (حصلت لي حاجات سمحة..أولاد قابلوني في أحد شوارع القاهرة وصوروني من وراء.. وانا قلت ليهم تعالوا صوروني من قدام عشان تحسوا بالانجاز)    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحليل سياسي وإستراتيجي لتحديات الصراع في المرحلة ما بعد إسقاط النظام
نشر في سودانيل يوم 20 - 03 - 2019

دور القوى السياسية والتحالفات المتناقضة آيديولوجياً .. بقلم الإستاذ/ صديق منصور الناير
من الواضح أختي القارئة و أخي القارئ الحصيفين أن ما كنا نخشاه ونرفضه بشدة هي تك الوجوه الكالحة والهرمة والصور القبيحة السياسة السودانية ومن يقودونها من الطائفية وراديكاليي الإسلام السياسي منذ خروج الإنجليز .. ما كنا نخشاه قد بدأ يتشكل في خفاء مخيف وبإنتهازية صارخة لسرقة جهود الثورة التلقائية للشباب مما ينذر بمستقبل قاتم قد يزداد على أثرها وتيرة الصراع السالب على السلطة في الخرطوم .... لذلك كان لا بد لنا من العمل على درء المخاطر قبل وقوعها من خلال التوعية المبكرة وتنبية المهتمين بالأمور السياسية وشئون الحكم في السودان لتفادية حتى لا يتكرر ما حدث لثورة أكتوبر التي قامت بصورة تلقائية ضد الظلم والإستبداد لتتسابق الإنتهازية الطائفية والشيوعيين في صراعهم المحتدم لخطف ثمار تلك الثورة والمعروف أن الشيوعيون كانوا يقودون تحاف الهيئات كقيادات على رؤس تلك الهيئات ( نقابات وإتحادات وجمعيات خيرية ) بجانب وجودهم كتنظيم أو حزب ضمن الأحزاب السياسية .. ونسبة لمبادراتهم مع أحداث ثورة أكتوبر وتفاعلهم في عمليات التعبئة الجماهيرية وتحريك القواعد المهيئة آنذاك تمكنوا من سيطرة على برنامج الفترة الإنتقالية وحكومتها بنسبة أكثر من 50% طالبت قيادات حزب الأمة التي كانت ضمن تحالف الجبهة الوطنية المتحدة إجراء الإصلاحات اللازمة لتعديل تلك الحكومة إلا أنهم فشلوا لذلك إضطروا لإستدعاء قواعدهم من الاقاليم للتظاهر والضغط على حكومة سرالختم الخليفة مما إضطره لحل حكومة الفترة الإنتقالية وتكوين حكومة أخرى إستناداً على ثقل الأحزاب ... فاز حزب الأمة في الإنتخابات بعد المطالبات والإلحاح لتعجيلها .. وما حصل في أبريل 85 ليس الا تكملة لما قاموا به في اكتوبر 64 بل لا يقل خطورة منه حيث كان للطائفية الدينية والإسلاميين القدح المعلى في سرقة الثورة بعد أنطلاقتها وذلك لأنهم كانوا الأكثر تنظيماً عن غيرهم بعد أن كبحوا جماح الشيوعية ( في إنقلاب هاشم العطا ) فقد تم وصفهم بالكفر والإلحاد ليصبحوا نقطة شاذة في المجتمع السوداني الروحاني في تربيته .. الشيوعيون رغم قوة تفاعلهم ضمن الحراك آنذاك إلا أنهم خرجوا من المولد من دون حمص ..ولكنهم تمكنوا لمن خلق تحالفات قوية ليطيحوا بزعيم الجبهة الإسلامية وأمينها العام الدكتور الترابي في دائرة الصحافة وكان ذلك إنجازاً كبيرا لهم .. فالصراع الخفي الذي يحدث الآن بين الطائفية والجبهة الإسلامية المأزومة في ذاتها بجانب الشيوعيين والإشتراكيين من الطرف الآخر لا شك سيعيد البلاد إلى نقطة الصفر ومربع الإقتتال التي بسببها وبسببهم إنقسم البلاد إلى دولتين مأزومتين حتى الآن .. وللتعامل مع تحديات هذه المرحلة الحرجة من تاريخ هذه الثورة هناك عدة أسئلة تفرض نفسها أهمها ما يلي :- من هم المهنيون الذين ينظمون تلك التظاهرات ؟ ومتى ظهر هؤلاء في الساحة ليتبنوا تنظيم الثورة وتظاهراتها ؟ ومن الذي يقف وراءهم ؟ والقسم الثاني من الأسئلة تتمحور حول قوى نداء السودان مكوناتها وقياداتها وما هي العلاقة التي جمعت تلك تحالفات المتناقضة؟
لا شك أيها القارئ النبية أن الأزمات المتلاحقة التي يمر بها السودان جاءت كنتاج طبيعي لسلوك حكام ما بعد الإستقلال وإصرارهم لهضم حقوق الشعب والمعارضة بنوعيها وقمع الثوار وتظاهراتهم بإستخدام كل أنواع الأسلحة الفتاكة للقضاء عليها مع العلم بأن الأموال التي تستخدم لشراء كل أنواع الاسلحة تأتي من قوت الشعب التي يفترض توجيهها للتنمية البشرية ورفاهيتها قبل غيرها .. وبطول الزمن وإستمرار الحروب الداخلية التي إستنزفت بل قضت حتى على ما يسمى بالمخزون الإستراتيجي مما أدى وبدرجة كبيرة الى الإنهيار الإقتصادي والإجتماعي .. بأسباب تغول الإسلاميون على كل مفاصل السلطة وسلوكهم المخل حتى بالقيم وآداب وسماحة الدين الإسلامي .. إختلت موازين الدولة وإنهارت العلاقة التي تربط الحكام بالمحكومين أو العكس بعد أن زاد العراك بين المواطنين في صفوف الخبز، الوقود والبنوك لإنعدام السيولة ووقف الحال تماماً .. طلاب المدارس يريدون الذهاب إلى مدارسهم ... الأسر تفشل في توفير مصاريف المواصلات ووجبة الفطور .. ووسائل الترحيل غير موجودة بل حتى لقمة العيش أصبحت معدومة .. ورغم عزة النفس التي عرف بها الشعب السوداني .. الصبر وقوة الإرادة .. كل هذه الصفات لم تفيد أمام الوضع الكارثي التي يواجهه في هذه المرحلة الحرجة .. لذلك كان لا بد من الخروج عن طاعة اولياء الأمر في الحكم .. هذه الشرارة قامت بها الشباب خاصة الطلاب من الجامعات والمدارس الثانوية حتى الأساسية بجانب الأعداد الكبيرة من الخريجين مع إزدياد نسبة البطالة والعطالة التي وصلت إلى أعلى معدلاتها .. قابل ذلك الثراء الحرام للطبقة الحاكمة وأنصارها من الإسلاميين من خلال التلاعب بأموال الشعب وإزدياد الفساد الذي دمر المؤسسات المصرفية في ظل غياب المحاسبة والمسائلة .. فكيف لا إذا كان أسرة البشير نفسه غارقة في الفساد إلى أخمس قدميها ..
لقد كانت البداية لهذه الثورة في سبتمبر 2013 في أيام 25-26-27 عندما تم رفع الدعم من السلع الأساسية خاصة الوقود وبعض المواد التموينية وحينها قتل وبدم بارد أكثر من 210 مواطن أعزل .. أما الجرحى فقد بلغ أعدادهم ما يفوق التوقعات هاج العالم حينها ولكن لم يكن هناك من يتبنى هذه الشرارة رغم عنفوانها هكذا سارت الأمور إلى أن جاءت الشرارة الحقيقة بعد صفوف الخبز والوقود والصرافات .. فبإنعدام السيولة والدقيق وأنهيار البنوك وصل الأمر إلى لقمة العيش بعدها لم يبقى إلا الخروج والبحث عن البديل لإصلاح الحال من المحال لقد كان الشرارة الحقيقة في 19 ديسمبر 2018 بدأت الثورة هذه المرة تلقائية من الشباب التي هتفت سلمية سلمية ضد الحرامية .. حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب .. وثورة ثورة حتى النصر .. تسقط بس إلخ .. وإستمرت تلقائية الثورة عدة أيام دون سند من أي تنظيم أو حزب سياسيي إلى أن إنتهز المهنيون فرصة هذا الفراغ ربما في الأيام الأخيرة من ديسمبر نفسها وظهروا بالبوستات والشعارات المؤيدة لثورة الشباب والتنظيم المجدول للوقفات الإحتجاجية والمسيرات الهادرة تجاوب معها كل قطاعات الشعب السوداني في وحدة وجدانية عبرت في واقعها عن ثورتي أكتوبر وأبريل .. إذن من هم المهنيون ومن الذي يقف من وراءهم؟
هذه الخلفية السياسية للمهنيين يعيدني بالذاكر إلى جبهة الهيئات التي ظهرت في ثورة أكتوبر 1964م وقد كانت عبارة عن تحالف للجمعيات والنقابات والإتحاداث المهنية التي هيمن عليها الشيوعيون والتنظيمات ذات التوجهات الإشتراكية .. وأستطاعوا بهذا التحالف السيطرة على حكومة سرالختم الخليفة الإولى قبل الحل والتعديل .. هذه المرة أيضا ظهر اليساريون بإسم المهنيون وفي أعتقادنا تغيير الإسم لا يغير في الأمر شيئ طالما كان البعد الفكري لخلفيتهم واحدة، لأنهم ظهروا هذه المرة أكثر تنظيما وتجاوباً مع تطور الثورة وأحداثها ورغم التطور الفكري لدي المجتمع السوداني إلا أننا نجد أن الكثيرين لم يستوعبوا مفاهيم الديمقراطية والتعددية الحزبية فالشيوعيون موجودون في السودان ولهم تاريخ طويل في الحراك السياسي .. الشيوعيون موجودون في كل العالم الإتحاد السوفيتي سابقا والآن روسيا كواحدة من الدول العظمي التي تناطح الغرب بكل قوة وثقة فلماذا يرفض المجتمع السوداني وجودهم ودورهم السياسي طالما رأس الدولة يهرع وهو يتخلع خوفاً مستنجداَ ببوتن رئيس روسيا الشيوعية طالباً منه الحماية من الغرب والهيمنة الأمريكية ... فطالما إرتضينا بالديقراطية يجب ممارستها على أصولها المتمثل في تعددية الكيانات السياسية المشاركة في الإنتخابات .
ولكي يتضح الرؤية رأينا ضرورة إلقاء الضوء على بعض المكونات للتحالفات التي تتجدد من حين إلى الآخر خاصة في الفترة الأخيرة وخلفياتها السياسية حتى نتمكن من الوقوف على طبيعة التحديات الماثلة والخروج بأقل الخسائر لمصلحة الشعب السوداني .. وذلك من خلال خلق إليات الإستقرار السياسي والدستوري والأمني الذي يحول دون الإنزلاق إلى هاوية وأتون حروب دول ما يسمى بالربيع العربي .. فالوضع الحالي للسودان قابل لكل الإحتمالات خاصة إذا فقد الإسلاميين كل أوراق اللعبة السياسية .... إذن ما هي الأحزاب والتحالفات الفاعلة في ما يدور من حراك حالياً ؟
أولاً تحالف قوى الإجماع الوطني :- هذا التحالف تم تكوينها من آيدولوجيات مختلفة وربما متناضقة لأنها ضمت الأحزاب اليمينية واليسارية والقوميون والإشتراكيون بتوجهاتهم المختلفة وأهم مبادراتهم هي وثقة البديل الديمقراطي الذي ظاهره إيجابي ولكن في باطنه لا يختلف عن توجهات الإشتراكيين وأهم أحزابها الحزب الشيوعي والبعث العربي الإشتراكي والناصريين.
ثانياً قوى نداء السودان وهو الآخر تجمع أكبر لأحزاب متناقضة أيدولوجياً جمعتها المصالح بهدف الإطاحة بنظام الجبهة الإسلامية بعدها يتربص كل مجموعة للإطاحة بالآخر وأهم أحزابها( الأمة ويمثل الطائفية الإسلامية التقليدية ) و( المؤتمر السوداني من أحزاب اليسار الإشتراكي في برنامجه ) و (الحركة الشعبية شمال /جناح عقار من الأحزاب العلمانية بتوجات أشتراكية ) و ( حركة العدل والمساواة اليمينية المسلحة) و (حركة تحرير السودان مناوي اليسارية المسلحة) و (الإتحادي التوم هجو من إحزاب اليمين ).
ثالثاً تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير هذا التحالف جمع تناقض التحالفين السابقين والواقع هو أن المصائب تجمع المصابين ولكن نجد مقاومة كبيرة من المهنيين الذين يرفضون الذوبان في أناء تماسيح لصوص الثورات.. رغم أن المهنيين أنفسم يخادعون عامة الشعب السوداني بثوريتهم الزائفة بإخفاء حقيقة خلفيتهم الإشتراكية الشيوعية.
رابعاً الحركة الشعبية شمال /قيادة الحلو إشتراكي بتوجعات علمانية مسلحة قواعدها كبيرة لكنها تعطلت كثرا من تحقيق أهدافها لسوء القيادة والإدارة ولكنها وقفت بعيدة من تلك التحالفات ربما لأنها لا تخدم كنه الحقيقة لأهدافها المعلنة
رابعاً المؤتمر الوطني وأحزاب الفكة وهو تجمع كبير لأحزاب التوالي بعضها متطرفة تستخدم الدين كوسيلة لحكم البلاد نجحت في بداياتها في إستغفال أعداد كبيرة من المسلمين والمتأسلمين بشعاراتهم الكثيرة إلا أنها ظهرت على حقيقتها بعد أن تسبب في فصل ذاك الجزء الغالى من السودان عقب الحروبات الطاحنة بإسم الإسلام والجهاد في سبيل الله .. كما تسبب في الإنهيار السياسي والإقتصادي والإجتماعي لذلك ثار الشعب السوداني لأسقاط نظام حكمه .. أذن ماذا بعد إسقاط وتفكيك هذا النظام؟ وماذا نتوقع من بقايا هذا النظام وفلوله؟
خامساً هناك أحزاب ومجموعات إخرى نأت بنفسها من هذه الهرجلة رافضا مبدأ التفاوض مع حكومة البشير ونظامه أهمها حركة تحرير السودان جناح عبدالواحد محمد نور بخلفيته الإشاركية والذي ينادي بتطبيق النظام العلماني في الحكم .
سادساً الحزب الإتحادي الديقراطي بقيادة محمد عثمان المرغني هو الآخر من الأحزاب الطائفية التقليدية التي طالبت بإتحاد السودان مع مصر تحت التاج المصري في دولة وادي النيل الكبرى بدلا من الإستقلال .. ورغم حياديته إلا أن الإزدواجية في تعامله مع النظام لا يخالف كثيراً من حزب الأمة ..
الملاحظ هنا هو أن أحزاب اليسار من الشيوعيين والإشتراكيين .. الناصريودين والعلمانيودين هم من يسيطرون على الحراك الميداني حاليا وفي بالهم إزاحة الإسلاميين بمختلف مذاهبهم وخلفياتهم الدينية من السلطة .. لقد أصبح السودان بجهل الغالبية العظمى لقواعد اللعبة السياسية مسرحاً للصراعات الآيدولوجية لذلك يتطلب الإمر توضيح بعض الخفايا التي يمكن مساعدتنا في القراءة الصحيحة للصراع في المشهد السياسي القادم وتحدياته..وعليه رأينا تعريف بعض المصطلحات التي وردت في خلفية الإحزاب والحركات المذكورة أعلاها بإختصار شديد لأن ذلك سيساعد كثيراً في الوقوف على حجم المخاطر والتحديات لمواجهتها وتداركها قبل وقوع الفأس في الرأس ... مثل الشيوعية ، الإشتراكية، العلمانية والرأسمالية بغض النظر عن الإسلاميين لأن تجربة الثلاثين سنة من الفشل كانت كافية لمعرفة حقيقتهم.
1- الشيوعية communism مشتق من كلمة لا تينية communis وهو مصطلح لمجموعة من الأفكار في التنظيم السياسي المجتمعي مبنية على الملكية المشتركة لوسائل الإنتاج في الإقتصاد وتؤدي حسب منظريها إلى إنهاء الطبقية الإجتماعية ولتغيير يؤدي إلى إنهاء الحاجة إلى المال ومنظومة الدولة وجاء في الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة بانها مذهب فكري يقوم على الإحاد .. ينكرون وجود الخالق وتقول بأن المادة هي أساس كل شيئ ويفسروا تاريخ البشرية بالصراع بين البرجوازية والبروليتاريا ( صراع بين الأغنياء والفقراء) .. يحاربون الاديان ويعتبرونها وسيلة لتخدير الشعوب تخدم الرأسمالية والأمبريالية والإستغلال وتعرف أيضاً بأنها مذهب فكري يسعى لتقديم المادة على كل شيئ في الحياة، ظهرت مع الثورة البلشيفية في 1917ووضع أسسها المفكر كارل ماركس مع صديقة أنجلز بالإضافة للينين وستالين هذا المذهب يرفض التقيد بالقواعد الدينية والإجتماعية التي تنظم المجتمع .. وهم الأكثر تطرفاً عن الآخرين في مذاهب المتطابقة معها في الفكر والرأي ..يقابله في التطرف تنظيم القاعدة والدواعش في الإسلام السياسيى ... وإنهيار المعسكر الشرقي أمام المعسكر الغربي دليل على فشل مشروعها ولكن يبقى الفكر موجوداً وفاعلاً في الحياة السياسية العالمية خاصة في الصين التي تخلت عن التطرف وإتجت لمصالحها مع الغرب الرأسمالى العلماني.
2- الإشتراكية نظام سياسي إجتماعي ينادي بالشراكة بين الأفراد في المجتمع الواحد في كافة المجالات ... وتعرف أيضاً بأنها تقوم على توزيع الملكية العامة بين الافراد الذين يعيشون ضمن الدولة الواحدة من خلال العمل على إلغاء الملكية المطلقة لوسائل الإنتاج .. وقد ظهرت للمحافظة على حقوق الطبقات العمالية في المجتمعات وتعمل للتخلص من سيطرة أصحاب رؤوس الاموال وإستبدالها بمجموعة من القواعد التي تضمن المحافظة على حقوق الفقراء من العمال .. كما تعمل لوقف العمل بالقواعد والمبادئ الإجتماعية وإستبدالها بكل شيئ لتحقيق المساواة بين الأفراد في المجتمع . ومن أهم أسسها عدم الإعتراف بحافز الربح بمعنى أن الهدف هو إشباع الحاجات العامة وليس الربح بالإضافة للملكية العامة لوسائل الإنتاج بحيث يتم إشراك جميع أفراد الشعب في ملكية وسائل الإنتاج.
3- العلمانية أو اللادينية أو الدنيوية وتعني فصل الدين عن الحياة وفي ذلك يقولون العلمانيون دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله . ولا دين في السياسية ولا سياسية في الدين وتختلف مبادئ العلمانية بإختلاف أنواعها فقد يعني عدم قيام الدولة بإجبار أحد على إعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية .. نشأت العلمانية كنتاج بين الصراع الديني والدنيوي نتيجة لطغيان الكنيسة وبابواتها وسيطرتها على حياة رعاياها ودخولها في الصراع مع العلماء في عصر الإقطاع .. وقد كتب الفيلسوف الإنجليزي جون لوك في ذلك ( من أجل الوصول إلى دين صحيح ينبغي على الدولة أن تتسامح مع جميع أشكال الإعتفاد الديني والفكري والإجتماعي ويجب أن تنشغل بالإدراة العلمية فقط لا أن تنهك نفسها في خرق هذا الإعتقاد ومنع ذالك التصرف بحيث يجب أن تكون الدولة منفصلة عن الكنسه وأن لا تتدخل أي منهما في شئون الآخر.. تعريف آخر جاء في تصريحات الرئيس الثالث لأمريكا توماس جفرسون الذي قال بأن الإكراء في مسائل الدين والسلوك الإجتماعي خطيئة وإستبداد وقال بأن الحقيقة ستسود إذا ما سمح للناس بالإحتفاظ بآراءهم وحرية تصرفاتهم جاء ذلك بعد إستخدامة لحق النقض عام 1786 ضد إعتماد ولاية فرجينيا للكنيسة الإنجلكانية كدين رسمي وقد أصبح الامر مكفولاً بقوة الدستور في عام 1789م حين فصل الدين عن الدولة رسمياً فيما دعا إعلان الحقوق .
يفسر عدد من النقاد والمفكرين ذلك بأن الأمم الحديثة لا تبني هويتها على خيارات الطائفية أو تفضيل الشريحة الغالبة من رعاياها سواء في التشريع أو المناصب القيادية .. لأن هذا يؤدي إلى تضعضع بنيانها القومي من ناحية وتحولها إلى دولة تتخلف عن ركب التقدم نتيجة لقولبة الفكر بقالب الدين أو الإخلاق أو التقاليد.. فالعلمانية تهتم بالحياة وتسعى لتطوير البشرية ورفاهيتها في هذه الحياة ويمكن القول بأن العلمانية ليست آيديولوجية أو عقيدة بقدر ما هي طريقة للحكم ترفض وضع الدين أو سواه كمرجع رئيسي للحياة السياسية والقانونية إذن فهي تهتم بالأمور الحياتية للبشر بدلا من الآخروية والمادية الملموسة بدلا من الروحية والغيبية .
4- الرأسمالية :-
تعتيبر الرأسمالية من أحد الأنظمة الإقتصادية وترتكز في مبادئها على الفلسفة السياسية والإجتماعية التي تقوم على تنمية الملكية الفردية والمحافظة عليها أنطلاقاً من مبدأ الحرية وأهمية إستقلال قدرات الفرد في تنمية ثروته والمحافظة عليها ويكون دور الحكومة في هذا النظام رقابي فقط وتقوم الرأسمالية على فكرة حرية الأسعار وفقاً لمتطلبات العرض والطلب والإعتماد على قانون السعر المنخفض بهدف ترويج البضائع ووفرتها مما يساعد على المنافسة وزيادة الحركة التجارية في الأسواق.ومن أشهر دعاة الرأسمالية ركاردو روبرت وفرانسوا ليزنيجون ومالتوس جون.
بهذه الخلفية المختصر يمكن للقارئ الكريم أن يشارك من منطلق الوعي والفهم حتى لايخطئ التقدير في قراءة تحديات المرحلة القادمة، وذلك بعمل دراسة مقارنة للتيارات السياسية والفكرية التي تتسابق الآن في الحصول على قصب السبق على الأخريات في أحدات الثورة والتظاهرات التي تدور الآن ضد الإسلاميين الذين أساءوا بل شوهو الصورة الحقيقة للدين .. ثلاثون سنة من الفساد والتخريب بإسم الدين ولا زالوا يتربصون لا ندري لماذا بعد هذا الفشل الذريع؟ .. ثلاثون سنة بثلاثة إنقلابات من رأس دولة الفساد الرئيس البشير الأول في 89 عندما قلبوا الطاولة على الديمقراطية والثاني مع مذكرة العشرة التي نزعت سلطات العراب الترابي الأمين العام للجبهة الإسلامية ومنحتها للبشير الرئيس، تخلصوا من عرابهم الترابي في صراع الإسلاميين فيما بينهم ليصبح البشير إمبراطوراً ودكتاتوراً مسلطاً حتى على الإسلاميين أنفسهم ..الإنقلاب الإخير عندما أعلن حالة الطوارئ تخلى فية عن جلد الحزب والتنظيم ليتخلص من أقرب معاونية وأمين سرة بكري حسن صالح كما تخلص من قبل من علي عثمان ونافع على نافع ومن قبلهم الترابي.
لقد أصبحت الخيارات أكثر تعقيداً من إي وقت مضى والمستقبل أصبح قاتما لظهور نفس الوجوه الهرمة الكالحة والفاشلة في الساحة السياسية السودانية وثوراتها ضد الظلم فما هو الحل والمخرج من مأزق الإنتهازية الطائفية واليسارية التي تمرست لخطف الأضواء من الثوار الحقيقيين ..السودان أصبح الآن في مفترق الطرق ويحتاج لقيادة جديدة بوجوه جديده وصادقة لإنتشاله من الإنهيار والوقوع في فخ دواعش الإسلام في السودان وكتائبها التي تتربص .. الحركات المسلحة أيضاً تراقب وتتربص رغم إستسلام بعضها لإنخراطها في تحالفات مع قوى سياسية بخلفيات عروبية إسلامية بالية لا يرجى منها والبعض الآخر بقيت تتفرج على ما يحدث من إنقسامات وتحالفات.. لقد تم تسييس كل المؤسسات النظامية الجيش ، الشرطة والأجهزة الأمنية ، هذه المؤسسات لا يعتمد عليها في التغيير الا إذا حصلت صراعات فيما بينها حال تضارب المصالح او حدوث معجزة وتحولات خطيرة لتنحاز بعضها إلى جانب الشعب الثائر .... ولكن الثورات السلمية لابد من إستمرارها حتى تنهار مؤسسات الفساد التي بناها البشير وعصابته وعلى الحركات المسلحة مراجعة حساباتها لترتيب أوضاعها الداخلية وتنظيم قواعدها وإلا فهي الأخرى تحتاج لثورات داخلية لإصلاح ما تم تخريبها خاصة في الحركة الشعبية التي إنقسمت على نفسها بعد أن فشلت القيادات التي كلفت لأدارة مرحلة ما بعد إنفصال الجنوب .
إلى الأمام والكفاح الثوري مستمر والنصر أكيد بإذن الله
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.