كان مَشرُوع الأسد بن الأَجرَب، ومن خلفه الأسد المهزول، واللبؤة الضَّالة، هو: - إعادة صياغة حيوان الغابة، ضمن منظومة متكاملة من الأفكار، والرؤى، التي لا تمت بصلة لا لتراث الغابة الثر، ولا لوجدان حيوانها السليم. وكانت أداتها الرئيسية لتلك الصياغة هي البطش، والإذلال، وشراء الذمم، ترهيباً ترغيباً، وأعملت سيف التمكين على رقاب خلق الله في الغابة، وأستلت وفقاً له، ومن بعده خناجر الفصل للصالح العام، وسيطرت على موارد الرزق، جميعها، في سوق الله أكبر. ونتج عن ذلك ميلادُ جيشٍ من العطالى، وفاقدي الفرص الطبيعيّة في الحياة، والعمل. واستشرت وسط هذه الجيوش من العطالى، والمرافيد أمراضُ الفاقة والفقر، وشاع وسطها الإحباط، وهاجر المقتدرون، أو إغتربوا، أما البقية فقد وقعوا ضحايا، وصاروا عرضةً للإمراض الإجتماعية المختلفة. وعرفت غابتنا أنواعاً عجيبة من المخدرات، وراجت تجارتها على نطاقٍ كان أوسع من أن يتصوره العارفون، وبات من المعلوم تورط العرين، وتلوث إيدي اللبؤة، بهذه التجارة القذرة: - إستيراداً، وترويجاً، وتغطيةً، بما يجعلها تُمارس، على عينك يا تاجر، فوق القانون، وتحت أنظار كلاب، وذئاب، وضباع العرين الوالِغة. وصار الأملُ في الإجيال التي نشأت في زمن اللبؤة، وتحت نير سلطة العرين، وكلابه، يخفت، ويخفت، خصوصاً وما إرتبط بذلك الجيل من قشور العولمة، ومظاهر الإنصرافيّة، واللامبالاة. وظنَّ أهل الغابةِ أن الأمسَ قد ضاع منَّا، وإن شعبَ الغابة قد تخاذل وإندثر، ومضى وليسَ له أثر، وإن الأجيال المُغيبة، التي فتحت عينيها على عهد اللبؤة، ولم تحظ بالمعرفة، ولم تجد القدوة، تلك الأجيال لن تستطع أن تفعل شيئاً ذا قيمة، أو تجبر خاطر شعب السعد المكسور، فهي جاهلةٌ، ومفقرةٌ، ومستهلكة. ولكن، ها قد جاءَهُم الخبر، وأبتدر شبابُ الغابة، من أعمار تقل عن الثلاثين، وهوعمر العرين، ابتدروا ثورة منتصف ديسمبر 2018م الشامخة. وصاغُوا ملامحَها، وخاضُوا ملاحمَها، حتى ردّدت الغابة، بعزمٍ وإفتخار، مقولةَ ذلك الجدي المغوار: - بعد دا، نمشي نْنُوم، ما دام ديل وِلادنا! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.