* سأظل أكررالحديث عن ضرورة التعامل مع الآخر بعقلية السياسى الحصيف الذى يرى أبعد من أرنبة أنفه، لا بعقلية المراهق الذى يعتقد أنه يفهم أفضل من أى شخص آخر وبامكانه أن يفعل كل شئ برغم عيوبه ونقائصه الكثيرة والكبيرة !! * لا يمكن للمؤتمر الوطنى وحلفائه أن يرغموا الناس على خوض الانتخابات بشروطهم وقيودهم الكثيرة التى تقيد الممارسة الديمقراطية وتضعها تحت رحمة الحكومة والحزب الحاكم لدرجة أن قيام ندوة او تجمع يحتاج الى عشرات الموافقات والتصديقات وفى أغلب الاحيان يجابه الطلب بالرفض، ولدرجة أن الحكومة تعتقل وزراءها وأصحاب الحصانات وتزج بهم فى الحراسات، بل وتضرب بعضهم مثل الاستاذ ياسر عرمان، فى انتهاك كبير وواضح للدستور والقوانين والاعراف الدستورية والسياسية، إلا إذا كانت الحكومة قد قررت أن تتحول من حكومة الى جماعة ارهابية ..!! * قد يكون مفهوما أن الشرطة واجهزة الامن الاخرى تعمل تحت ضغط عصبى شديد فى مثل هذه المواقف بالاضافة الى أنها تتلقى أوامرها من جهات سياسية عليا ولا يكون لديها خيار آخر سوى التنفيذ، ولكن لا يمكن أن يصل الأمر الى درجة اعتقال وزير الدولة بوازرة الداخلية الذى تأتمر الشرطة بأمره ولم يفعل شيئا سوى محاولة ممارسة حقوقه الدستورية !! ماذا سيكون موقف هذا الوزير بعد حادثة ( 7 ديسمبر) أمام مرؤوسيه، ومن سيطيع أوامره وتعليماته؟! * قبل بضعة ايام زجت شرطة مدينة الأبيض بضابط ورقيب شرطة مرور فى الحراسة بدون ذنب غير اعتراض عربة الوالى التى ارتكبت خطأ مروريا كبيرا بالقيادة عكس اتجاه الحركة، وكان الحق معهما .. بينما تفعل شرطة الخرطوم العكس وتزج بوزيرها فى الحراسة بدون أن تأبه بمنصبه لمشاركته فى فعل يتمتع بحماية الدستور، فهل ذلك مما يعجب أحدا حتى المؤتمر الوطنى نفسه؟! * وفى الوقت نفسه لا يمكن لبعض أطراف تحالف جوبا أن تعتقد أن اسقاط الحكومة يمكن أن يحدث بنفس السهولة التى حدثت فى اكتوبر وأبريل فتدعو المواطنين الى الخروج الى الشارع بدون التدبر فى العواقب الجسيمة التى يمكن ان تترتب عن ذلك .. !! * الديمقراطية مشوار طويل ورحلة نضال مستمرة لها أدوات كثيرة ومؤثرة وليست موكب يوم واحد أو أسبوعين غير مضمون العواقب ويمكن جدا ان يقود الى عكس ما يظن صاحبه .. كما أنها ليست حلالا للبعض وحراما على الاخرين !! * المؤتمر الوطنى والتحالف الوطنى كلاهما فى حاجة ماسة الى مراجعة حساباته .. وإلا فعلى السودان السلام !! www.alsudani.sd [email protected] جريدة السودانى، 10 ديسمبر، 2009