عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. اتي اجتماع قوي نداء السودان في العاصمة الاثيوبية وسط اجواء عاصفة داخل قوي المعارضة السودانية .. حيث جسد انعدام الثقة والضبابية السمة الرئيسة للجو السياسي العام .حيث لمسنا عدم ثقة الاطراف في بعضها ومن جانب اخر بدا واضحا عدم ثقة بعض الاطراف في انفسهم ( في مدي الالتزام بما تطرحه هذي القوي )الا انه من الواضح تماما ان الاجتماع قد نجح بدرجة معقولة ، ، وسيترك اثارا في الفترة القادمة علي مستوي اطروحات المعارضة ، وفرز تحالفاتها علي اسس جديدة ، وصعود قضية الازمة السودانية علي السطح الدولي مجددا كازمة انسانية عاجلة. لقد اتي اجتماع قوي نداء السودان الاخير في تداعيات مليودرامية تشابة دراما القضية السودانية حيث ان الوسيط الأفريقي ( امبيكي) كان قد دعا حزب الامة منفردا للحوار حول خارطة الطريق الافريقية التي رفض نداء السودان التوقيع عليها لنواقص كثيرة فيها .. اخطر الصادق المهدي الحلفاء واجتمع مع امبيكي وعرض عليه تعديل اساسي في خارطة الطريق ،وتم تحويل الملف الي نداء السودان مجددا.. بعدها دعت هيئة الحوار الأوربي قوي نداء السودان لإجتماع في اديس ابابا الا ان مشاكل التمويل قد أدت الي تأجيل الاجتماع والغاءه .. ثم بادر المبعوث الامريكي لدفع العملية وإعطاء رسالة واضحة ان الولاياتالمتحدة تريد منكم جميعا انهاء الاشكال حول خارطة الطريق . فقامت الخارجية الامريكية بتمويل الاجتماع. وقد حدثت بلبلة في تسليم الدعوات وارسال التذاكر للمشاركين . حيث تجاوزت الخارجية الامريكية عدد من القادة ، تم احتوائها بمزيد من المشاورات وهذه البلبة تسبب فيها ضعف سكرتارية النداء بحيث لم تعطي المسئول عن تقديم الدعوات الاسماء كاملة كي يتم التعامل مع نداء السودان كجسم واحد له برنامج واحد . هذي التداعيات اثارت الشكوك وفتحت الباب علي مصراعيه لتبادل الاتهامات بين المعارضين لان هناك من الواضح ضغوط دولية للدفع بالتوقيع علي خارطة الطريق والعمل بها وينجلي ذلك في تحويل الملف للمبعوث الامريكي ومضمون رسالته الواضحة العارية من اي دبلوماسية حيث طلب لقاءات منفردة بجميع القوي كل علي حدة وحثهم علي التوقيع . وعامل الضغط الاخر اتي من بعض القوي الاقليمية ومن اكثر الاشكالات التي تمظهرت في ذلك الضغط عرقلة وتأخير اجراءات تاشيرة الدخول لاثيوبيا لقادة الحركات المسلحة في رسالة واضحة فحواها إبداء مدي التزامكم بالارادة الدولية والإقليمية والتقرب من الانظمة .مع محاولة رفع العصا والجزرة وبدا ذلك واضحا في الحشود الضخمة من الجنجويد في النيل الازرق . وضغط المبعوث الامريكي علي النظام بإعلان وقف النار من جانب الحكومة.. وسط هذه الأجواء كان جميع المراقبين والمتابعين في حالة قلق ان ينكسر قادة نداء السودان امام الضغوط الرهيبة التي أشرنا اليها ويتم التوقيع علي خارطة الطريق بشكلها الحالي . الذي ينتج النظام بوجه جديد . ويطول عمره . الا ان البيان الختامي اتي بكل ما نسف توقعات المتشككين والمندسين من اذيال النظام الذين تم ابتعاثهم الي اديس ابابا للاصطياد في الماء العكر وتعزيز عدم الثقة واحداث اختراق في جسد نداء السودان يكون بمثابة البؤرة التي سينتشر منها السرطان.. بحيث امن الاجتماع وأعطي المجتمع الدولي رسالته الواضحة ان شروط الحل السياسي واضحة ومحددة منذ اجتماع باريس . وان خارطة الطريق لم تحتوي علي اي منها . وعلي الوسيط تضمين ملحق لهذة الشروط ومن ثم سيتم النقاش حولها .. بل مضي نداء السودان قدما في تطوير هيكلته استعدادا للانتفاضة وهي الخيار الاخر الذي هو جوهر نداء السودان .. اذن بعد هدوء العاصفة علينا ان نؤكد بعض المعطيات الجديدة علي الساحة ، والتي اصبحت واقعا جديدا وهي ان القوي السياسية التي كانت ترفض الاجتماع وتشكك في منطلقات الاجتماع قد خسرت الرهان تماما فبقيام الاجتماع التي سعت لعرقلته اصبح نداء السودان( الوعاء الذي بضم اكبر فصائل المعارضة وأكثرها تنظيما ) هو البديل المعترف به من الشارع السوداني ومن المجتمع الدولي والاقليمي ويتبقي لمعارضي نداء السودان اما الانضمام للتحالف او العزلة. خاصة بعد توسيع الشقة داخل قوي الاجماع بين الامة وحزب الموتمر وبقية فصائل قوي الاجماع . أكدت مجريات الاحداث ان الولاياتالمتحدة قد حزمت امرها بفرض حل سياسي في البلاد . بشكل عاجل بوجه نظر أمريكية تماما كما حدث في نيفاشا. القاري للاحداث يدرك ان النظام أضحي في اضعف حالاته وان الانقسامات داخله في تزايد . وبعضهم يبحث عن حلول فردية تجنبه عدالة القضاء.. ان عهد الشارع السوداني مع نداء السودان (الميثاق )الموقع في باريس فان ساروا في دربه فان الارادة الشعبية معهم وان حادوا او ألقوا بالمنديل .. فانهم خسروا جماهيرهم .وهذا النظام في حالة موت سريري ينتظر دابة الارض لتنخر عصاة الاعلان. هناك ازمة انسانية وحقوقية في البلاد ومعاناة ومسغبةً تفوق حد الوصف .. علينا الاحساس بمعاناة الضحايا والعمل علي تخفيف الضغوط عليهم والعمل معهم من اجل حياة امنة علينا العمل بجدية من اجل إيقاف القتل اليومي والاغتصابات والجوع والمعاناة إيقاف هذه الضغوط بالانتفاضة او الحل السياسي لا يعني اطلاقا ضياع العدالة وحقوق هؤلاء الضحايا وافلات الجناة من القسط . بدون تحقيق العدالة لا نستطيع بناء الوطن من جديد ولا نستطيع رتق النسيج الاجتماعي .. وانخراط الضحايا في عملية البناء الوطني المرتقب . والتي تتطلب ايمان عالي بقيم الانتماء الناتجة من الشعور بالعدالة والمساواة ..