وددت لو أن برنامج زيارة الرئيس المصري محمد مرسي اشتمل علي لقاءات مفتوحة في منابر ما ومواقع مختلفة تجمع في حديث التنوير والتواصل مكونات الثورة المصرية بعدد من السودانيين وفق تمثيل مواقعهم وتكويناتهم الثقافية والفكرية ذلك ان من شأن اللقاء تقديم تصورات في الإجمال للإطار الكلي للعلاقة بين السودان ومصر وفق مفاهيم ومطلوبات جديدة تجاوز حالة العلوق في المنشأ العاطفي الذي ظل هو المسيطر علي آليات وطرق الأنشطة المعرفة للعلاقة بين شطري وادي النيل. كثير من الشخصيات والرموز العالمية والإقليمية تأتي للخرطوم وتعود وتحصر نفسها في الشق الرسمي المحاط عادة بدقة مواقيت الإجراءات المراسيمية فيكون الحديث مختصراً ومقتصراً علي اكلشيهات ثوابت منطوق الأخبار في مثل هذه السياقات وقد كنت أقول ان السودان ضيع مثلاً ابان أزمة دارفور سانحة ان تلقتي نخبة في الهيئات الشعبية والأحزاب ونخب الوعي مثل دوائر الصحافة والأكاديميين بعشرات القادة ومناديب الحكومات والذين من عجب أنهم في بلدانهم كانوا يتلقون بالنشطاء المعارضين في الأزمة السودانية ويعقدون معهم حوار العصف الذهني فكان ان تشكلت صورة غير دقيقة لمجمل الأزمة وصارت تلك المعلومات المنقوصة والشائهة هي المرجع الذي تستقي منه بعض الدوائر إفاداتها ومواقفها ربما وقد أعجبت جداً من قبل بمنشط علي هامش زيارة رئيس الوزراء التركي – لا اذكر هل كان كذلك أم لا – من قبل للخرطوم وتقديمه محاضرة بهية بقاعة الصداقة بالخرطوم ولفت نظري ان الضيف الكبير علق علي حجم الحضور الذي كان يمكن ان يستوعبه ملعب لكرة القدم وهو احتفاء مبهر زاد منه حجم الأسئلة والمدخلات التي قدمت لاردوغان الذي ارتفعت روحه المعنوية من حجم التجارب بتحدث بعزم كبير وروح وثابة. مصر الثورة الحالية مشهد فكري، وتشكيل ملون للسياسية مخاض ثوري عريض يلون فضاء القطر المصير الشقيق، وقد تداخلت الرايات وتشابكت الأيدي واختلطت التيارات والشعارات ومصر هي الأصل ومنبع النهر السياسي في الوطن العربي، هي بلد المنبع والمصب في آن واحد وعلي كثرة الرد فيما يجري هناك إلا أنه لم تتوفر مواجهة بالتقي ومنافحة تشرح حقيقة ما يجري في ظل آلة إعلامية تقدم صورة مرعبة لواقع الأمر هناك وقد تكون صادقة أو تكون مغرضة وصحيح ان كل هذه المسائل شأن مصري داخلي لكن ثمة امتدادات تحتاج لشروحات خاصة فيما يلي وضع – بالنسبة للسودانيين – السودان في خارطة الاهتمامات شمالاً. وكل هذا وغيره أمل وأرجو ان يتسع برنامج الرئيس المصري لجلسة حوارية ومنبراً مفتوحاً للتداول والنقاش وقد درج كل المسئولين السودانيين الحكوميين والحزبيين حين يحطون في قاهرة المعز علي الالتقاء بنخب من السياسيين والصحافيين هناك وليت هذا التقليد يعكس ونري منبراً للنقاش حول الهموم المشتركة بشفافية عالية ورمح تنشد التطوير فسلامة مصر وتقدمها بالاستقرار والتنمية من صالح السودان والسودانيين والعكس ينطبق في الجانب الأخر من المقارنة. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 4/4/2013م