ما زالت (الحركة الشعبية – قطاع الشمال) عالقة في مربع مؤامرة (التقسيم) و(الترسيم).. ترسيم (حدود) جديدة لمناطق أخري، ثم (تسخينها) لتلحق بالجنوب (القديم)!! ورقة (الحركة) التفاوضية التي سلمها رئيس وفدها "ياسر عرمان" لرئيس وفد الحكومة بروفيسور "إبراهيم غندور"، تؤكد ذلك، ولا تبشر بأي خير. وبدلاً من أن يكشف لنا الزملاء – مناديب الصحف الموجودين بأديس أبابا حالياً – تفاصيل ورقة (الحركة) المكتوبة بأحبار وأوراق خبراء (نيفاشا).. الخواجات أصحاب العيون (الخضراء)، فإنهم ظنوا يسودون الصفحات بمشاهد وصور "عرمان" و"غندور"، وهذا يغادر الغرفة، وذلك يصعد (الأسانسير).. مع مجموعة من الصور التذكارية مع السادة المبعوثين (الأجانب). طالبت (الحركة) المتمردة في جنوب كردفان، في ورقتها التفاوضية، بفترة انتقالية وترتيبات أمنية، وقسمة في السلطة المركزية والثروة القومية، مراعاة التنوع الثقافي والإثني والديني، وتحدثت عن الاعتراف ب(اللغات) المختلفة.. نعم (اللغات). في (نيفاشا) ظل الراحل "جون قرنق" يصر علي ضرورة إقرار أن تكون (اللغة الإنجليزية) أساسية في مكاتبات ومخاطبات الدولة، خاصة في جنوب السودان)، خلال السنوات الستة الانتقالية. وانفصل (جنوب السودان) وأصبح دولة مستقلة ذات سيادة وعلم وعضوية في الأممالمتحدة، وما يزال تلفزيون جنوب السودان حتي اليوم يقدم أخباره وبرامجه منطوقة ومكتوبة علي الشريط ب(عربي جوبا) عربي المستعمرين.. لغة (الاستعلاء) و(المندكورو).. و(الجلابة).. والإبادة الجماعية. لغة (الدينكا) غير مناسبة لمخاطبة (النوير)، ولغة (النوير) غير مفهومة للزاندي والباريا وبقية المجموعات (الاستوائية).. فلم يجدوا وسيلة لمخاطبة مشتركة تستوعبها كل القبائل (الجنوبية) غير (عربي جوبا). لكنها المزايدات والادعاءات والبحث عن (جحور) الخلافات. والآن، وبعد (9) سنوات طويلة علي توقيع وإعلان بروتكولات (نيفاشا).. الكارثية، ولا يمل "ياسر عرمان" ومستشاروه (الأمريكيون) و(النرويجيون) و(البريطانيون).. النصارى منهم واليهود، من إعادة رسم ذات (المطبات) بالمسطرة، وتكرار سيناريو (التركيز) علي (التباينات) القائدة ل(التشظيات)، وليس (التنوعات) المؤدية ل(الوحدة) في إطارها الكبير الذي تتجانس داخله تفاصيل وسمات (الألوان المختلفة بفرشاة (واحدة). نقلا عن صحيفة المجهر السياسي 16/2/2014م