إن مريم التي نعني هي الطبيبة مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الأمة القومي الذي يرأسه والدها، أما النفط الذي نعنيه فهو الاحتياطي النفطي لدولة السودان، والمصدر الذي يخص الطبيبة مريم وترفض الإفصاح عنه، هو مصدر الدراسة النفطية التي أعلنت مريم بموجبها أن السودان هو ثالث دولة أفريقية من حيث الاحتياطات النفطية أي أنه يأتي بعد ليبيا ونيجيريا، فهل يصح حديث مريم، وهل عدم الإفصاح عن مصدر الدراسة مرده حماية المصدر على طريقة حق الصحفي في حماية المصادر الصحفية؟ أم أن ثمة حرجاً في الحديث عن المصدر؟ لن نكذب الدكتورة مريم في أن ما ذكرته هو عين ما يتمتع به السودان من احتياطات نفطية، لكن نشكك في ان يكون مصدرها الذي لا تستطيع ذكره قد أطلعها على كل الحقيقية، فالسودان أكبر من أن يكون الثالث في الاحتياطات النفطية، وهذا ليس جدلاً من أجل الجدل، وإنما حديث له حيثياته، ولن نحجب المصادر التي تتحرج منها مريم والتي لم تعلمها من قبل، فالسودان يمثل الاحتياطي النفطي الثاني للولايات المتحدة بعد المملكة العربية السعودية، ولن نفصح عن المصدر، فقد بذلت الولاياتالمتحدة في العقد الماضي جهوداً كبيرة للسيطرة على الاحتياطات النفطية السعودية وعدم التمدد في رفع الإنتاج لتضمن للأجيال القادمة من اليانكيين الجدد نصيباً وافراً من النفط الأحفوري الذي يضمن لهم استمرار ماكينتهم الصناعية والياتهم التي تمثل روافع نهضة أمريكا وتفوقها العالمي، وعندما فشلت تلك الجهود وأحكم الصحفيون الأمريكيون الحصار على وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة حول ما هو المخرج أو البديل، فكانت إجابتها القادمة من المصدر الذي لا يفصح عن نتائج دراساته وأبحاثه، كانت (لدينا البديل، إنه السودان). فاذا كان السودان يمثل ذلك البديل للولايات المتحدة في الاحتياطات النفطية التي تكفي الماكينة الأمريكية لعقود طويلة عندما ينضب أو يقل النفط في بقية دول العالم، فذلك يعني أن احتياطاته كبيرة أكبر بكثير مما أشارت إليه الدكتورة مريم الصادق، أما المصادر التي لا تشير إليها، وقد ذكرت أن وزيرة الخارجية الأمريكية قد أفصحت في وقت الضيق و (الزنقة) الصحفية لها بأنها فشلت، أفصحت عن شيء من نتائج أبحاث ودراسات عميقة أجرتها وكالات ومعاهد وهيئات تتبع للمخابرات الأمريكية (سي آي أية) أو تتعاون معه، وتعمل على تحليل مكونات طبقات الأرض عبر العديد من الطرق منها الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية، وتلك الدراسات أكدت أن السودان يتمتع بكل أنواع المعادن الإستراتيجية إلى جانب النفط والغاز ما يجعله هدفاً ومكمناً للنزاع الاستراتيجي. حاشية: عندما نتحدث عن أن ثروات السودان الباطنة والظاهرة وموقعه الجغرافي هي سبب استهدافه الخارجي، وأن الحروب والخلافات؟ التي حزب مريم جزء منها – هي من قبل الإدارة بالصراع، حيث يجعلنا الآخر نتصارع حتى لا نوظف ثرواتنا لصالح مستقبلنا ورفاهيتنا فنهدر دماءنا على ظاهر أرضنا لنحفظ لهم الثروات في باطنها ليتمتعوا بها في المستقبل. فإذا وعت الدكتورة مريم لذلك، فليكن جزءاً من وعي استراتيجي شامل لمصلحة الاستقرار ورفض التدخلات الأجنبية ما يقال منها وما لا يقال. نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية 2014/9/29م