بالأمس أجمع أعضاء آلية (7+7) للحوار على تمديد فترة الحوار الوطني التي كان محدداً لها ثلاثة أشهر.. القرار جاء على خلفيات حدوث تطور في مسار التفاوض مع الرافضين للحوار، بما يبشر أن هناك قوى اقتنعت باللحاق بالحوار الوطني كخيار أفضل، ومعروف أن الهدف منه هو حل كل مشكلات البلاد، سياسية كانت أم اقتصادية علاوة على الاتفاق في كيف يحكم السودان، وبالتأكيد كل هذه الأمور تحتاج حتماً لقدر كبير من الإجماع، سيما أن المطالب واختلاف وجهات النظر هي ما قاد البعض إلى حمل السلاح وآخرين لاختيار المعرضة السلمية، لذلك فإن حل مشكلة هؤلاء جميعاً تكمن في هذا الحوار الوطني الذي دعا له رئيس الجمهورية وليس في التفاوض في أديس أو الدوحة حول توزيع المناصب وإعادة تشكيل الحكومة وغيرها من التدابير، لأن التجربة أثبتت كيف أن هؤلاء جاءوا عبر السلام وما أن أمضوا فترة في خدمة السلطة خرجوا مرة أخرى للمعارضة المسلحة أو السياسية والأمثلة كثيرة في ذلك. حسناً فعلت الآلية وهي توقف قطار الحوار لتلحق بهم قوى إضافية كانت تتحفظ على المبدأ، وفي ذلك أمل أن لا تخذل هذه القوى المتوقع انضمامها للحوار، سواء أكانت حركات مسلحة أو معارضة، هؤلاء الذين يجتمعون في قاعة الصداقة بغية إخراج البلاد من نفق الخلافات والحرب المستعرة وتردي الأوضاع الاقتصادية وغيرها من المشكلات التي يتبنونها هم كمطالب، دعوا هذه المطالب تجد حظها من النقاش والحوار فحتماً ستكون النهاية الاتفاق حولها وهذه هي الغاية المهمة. حتى الآن لا نعرف من هم القادمون الجدد للحوار، لكننا نتمنى لهم النجاح في مهمة الحوار وأن يكون دعماً حقيقياً له. مسألة ثانية.. تبدو جولة التفاوض بشأن سد النهضة هذه المرة أفضل من سابقتها، فأول أمس اجتمعت اللجنة السداسية التي ضمت وزراء الاجتماعات يوم أمس، وهذا هو مربط الفرس وأفضل ما في هذه الجولة أن وزراء مصر وإثيوبيا أثروا أن يجتمعوا برئيس الجمهورية المشير "البشير" أمس وتلقى بعض النصائح، وقد لقوا ما أرادوا، الرئيس وجه بالاهتداء ببعض ما تم الاتفاق عليه من قبل خلال اجتماع الرؤساء الثلاثة بضرورة التوصل إلى اتفاق يحفظ لكل حقه.. أتمنى أن نسمع اليوم أخباراً سارة قبل مغادرة ضيوفنا البلاد..والله المستعان نقلاً عن صحيفة المجهر السياسي 29/12/2015م