في الوقت الذي تطل فيه على بلادنا الذكرى الحادية والخمسين لثورة إكتوبر المجيدة ويتنسم شعبنا عبق البطولات والتضحيات التى سطرها خلال مسيرته الخالدة في مقاومة الدكتاتوريات والتسلط وحكم الفرد ، ويستلهم من هذه المسيرة روح الصمود والتضحية والفداء، يواصل النظام الدكتاتوري البغيض تزوير الإرادة الشعبية وفرض الوصاية عبر إعلانه عن إنطلاق حوار لاتتوفر له أبسط مقومات الحوار الهادف والجاد الذي يمكن أن يفضي الى حلول شاملة لأزمة البلاد المستحكمة وتمثل مسرحية الحوار التي تواصل عروضها بقاعة الصداقة فصلا جديدا من أعمال النظام في إفساد الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية ومواصلة العمل في إنفاذ ما يسمى بالمشروع الحضاري الفاشل الذي يهدف الى طمس معالم الدولة القومية وإحلال دولة الجماعة مكانها ، كما يواصل النظام تأجيج الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق دون تقديم أي حلول مقنعة تسفر عن وضع نهاية لهذه الحرب المأساوية المدمرة والبالغة التكلفة البشرية والاقتصادية والسياسية. لقد ظل تجمع الدبلوماسيين السودانيين يرصد بقلق بالغ أعمال القمع والتنكيل اللاإنسانية التي ظل نظام الانقاذ يواجه بها كل عمل مدني مشروع يهدف الى إستعادة أوضاع البلاد للشرعية والإستقرار والسلام وتماسك النسيج الاجتماعي للوطن. و إذ يشيد بجهود المجتمع الدولي عبر الاممالمتحدة لوقف هذه الاعمال القمعية وتأمين الرقابة والحماية لأصحاب الحق المشروع ومن هذا المنطلق يعلن التجمع الوطني للدبلوماسيين السودانيين عن تأييده للحوارالذي دعت اليه الالية الافريقية رفيعة المستوى و اصدرة مجلس السلم و الامن الافريقي قراره رقم 539 و الزم الاطراف بعقد مؤتمرتحضيري للحوار بمقر الإتحاد الافريقي بترتيبات يتفق عليها بين الحكومة و كل ألوان الطيف السياسي المدني وغير المدني أملا في الوصول لحل شامل وعادل لأزمة الحكم التي باتت تهدد وجود الوطن كما يعبر عن إرتياحه للتأييد الذي وجدته هذه الدعوة من الأممالمتحدة والجامعة العربية والإتحاد الأوربي والدول الصديقة المحبة للسلام في السودان. تمر ذكرى إكتوبر المجيدة في ظل حكم الإنقاذ الدكتاتوري وسياسة خارجية للبلاد جلبت لشعبنا العزلة والعقوبات والحصار والحرمان من العون التنموي والإنساني وكل المنافع والمزايا التي ينتفع بها أشقاؤنا في الدول النامية . أما إدارة هذه السياسة فقد قامت على منهج التمكين وإنكار قومية ومهنية السلك الدبلوماسي وتأسيس الخدمة الدبلوماسية على أسس الكفاءة والأهلية وحق التساوي في المواطنة الأصيل للاختيار لشغل وظائف الخدمة المدنية. تأسيسا لما اوردنا يرى تجمع الدبلوماسيين السودانيين ما يلي:- 1-تعاني بلادنا في الوقت الراهن من أزمة حكم مستفحلة تهدد وجود الوطن ووحدته وسلامته وأستقراره ورفاهية شعبه. 2-المنهج العسكري والأمني والإقصائي السائد لا يمكن أن يوفر حلا لهذه الأزمة بل يزيد من إستفحالها وتعقيدها. 3- ان الحوار الشامل الذي دعا له الإتحاد الأفريقي وأيدته الأسرة الدولية هو المخرج الملائم للخروج من الأزمة الراهنه. 4-ان الدولة المدنية الديمقراطية التي تكفل حقوق المواطنة المتساوية وتعترف بالتعددية التي تميز أهل السودان تمثل صِمَام الأمان للحفاظ على وحدة البلاد وتأمين الاستقرار والسلام لشعبه. 5- ان السياسة الخارجية التى تعمل على خدمة المصالح القومية للوطن وتقوم على التوازن والتوافق والنأي عن سياسات المحاور و لوصل البلاد بمحيطها الإقليمي والدولي وحسن الجوار وأحترام خيارات الشعوب تشكل السبيل الملائم لخروج البلاد من العزلة التي وضعها فيه هذا النظام الدكتاتوري المتسلط ووصل البلاد بأشقائها وأصدقائها من الشعوب المحبة للسلام. وينتهز التجمع الوطني للدبلوماسيين السودانيين هذه المناسبه ليجدد للشعب السوداني الأبي عهده وإيمانه بحق الشعب الأصيل في الحرية و الديمقراطية والكرامة و العدالة والعيش الكريم وتأمين التواصل مع الاشقاء في الإقليم والأسرة الدولية و كل الشعوب المحبة للسلام كما يجدد عهده وعزمه العمل الهادف والجاد مع أشقائه في الإتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني للعمل المشترك وصولا لتحقيق أهداف شعبنا وغاياته و تطلعاته المشروعة. عاش السودان حرا كريما والمجد والخلود لشهداء الوطن الابرار التجمع الوطني للدبلوماسيين السودانيين الخرطوم 21 إكتوبر 2015.