الناس والحياة أمل هباني أخيرا... أبو ذر يرى نور الحرية حدث مثل حزمة ضوء في درب حرية الصحافة المظلم؛ وهو خروج الزميل أبي ذر الأمين من محبسه بعد سجن دام أكثر من عامين بسبب (كلمات) كتبها في صحيفة (رأي الشعب) فأصابت في مقتل وإن لم تقتل... وخروج أبي ذر من المعتقل الذي أكمل فيه عقوبته وزاد انتصار للصحافة الحرة والأقلام الصلبة، التي ما توانت ولا تقاعست عن أداء دور مهني وإنساني منحاز للإنسان وحقه في الحرية والحياة والكريمة وكل القيم الفاضلة التي لا تستقيم الصحافة إلا بها، أمثال قلم الأستاذ فيصل محمد صالح الذي أوصل الرسالة لوزير العدل عبر هذه الصحيفة، فتحرك الوزير ووزارته وكانت النتيجة خروج أبي ذر المحبوس ظلما وبدون وجه حق بعد أن أكمل حكمه بالسجن وتفاجأ الجميع بأن الشاكي أصدر قرارا بمنعه من الخروج. .. وحرية أبي ذر انتصار لقيم الزوجية وما تعنيه فعلا من مشاركة ومقاسمة للأوقات الصعبة واللحظات العصيبة، و(شيل الهم) والذي مثلته السيدة منى زوجة أبي ذر، وجسدته بصورة تستحق أن تروى مسلسلا في حلقات، فهي التي لم تتعب ولم تفتر من طرق كل الأبواب الحقوقية والعدلية والإعلامية بحثا عن حق ضيع وعن عدالة بترت في محاكمة زوجها.... وأبو ذر الزوج والأب يستحق كل ذلك، فقد كنت أدعوه (نصير المرأة) عندما تزاملنا في صحيفة (أجراس الحرية) من تعامله اللطيف والراقي مع كل النساء ومواقفه الجميلة في حق أسرته، فالذي لا يعرفه الكثيرون أن سجن أبي ذر قد "لخبط" حياة الأسرة، لأن زوجته منى كانت تعمل في بعثة الأممالمتحدة خارج الخرطوم بينما يقوم هو على رعاية الأطفال في الخرطوم، وقد اضطرت منى بعد اعتقاله إلى تحويل عملها في الخرطوم... وخروج أبي ذر نصر لكثير من المحامين الذين وهبوا أنفسهم ووقتهم لقضايا حقوق الإنسان والحريات في السودان... وهم كثر أسماء لامعة، وشباب في بداية الطريق يلهثون من محكمة إلى محكمة ومن نيابة إلى نيابة دفاعا عن صحفي أو كاتب، وقد تخلو جيوبهم من حق المواصلات والفطور أحيانا، لكن إيمانهم برسالتهم أرسخ وأقوى من كل الصعاب. وخروج أبي ذر نصر لشبكة الصحفيين السودانيين ودعمها المتواصل لحرية التعبير وحقوق الصحفيين، في حين يقف اتحادهم مواقف مخذية وجبانة من قضية أبي ذر وجعفر السبكي وجعفر خضر الصحفي الذي يحاكم في القضارف لكتابته عن قضية فساد في موقع إلكتروني وغيرهم من الصحفيين... وهذه مناسبة لأن يستمر الطرق والمطالبة بالحقوق مع التضييق والمصادرة والمحاكم فما ضاع حق وراءه مطالب، إذا كان المطالب... لا يكل ولا يمل.. نشر بتاريخ 24-08-2011