مدخل: يا نديمي دعك من عثرات قولٍ واترع الكأس تناجي الكون مثلي لا تظنَنَي أُبيد العمر لهواً إذ انا جسم به البركان يغلي..!! دعك من عثرات قولٍ : رغم بعض الأراء و التصريحات الهوجاء والتي تصدر(أحياناً) عن فنانين في (مقتبل العمر الفني ) عن رأيهم في السبب وراء عدم إستساغة أو وصول اللحن السوداني إلى آذان (المستمع العربي) ، إلا أنه وحتى الآن لم نجد مخرجاً من ذلك (الزقاق)، إذا فهي مجرد نظريات ولنتناول تلك النظريات الثلاثة كلٍ على حدا: السلم الخماسي: فإن البعض يعزي السبب الى (النغمات الناقصة) كما يحلو (للمزياكاتية) تسميتها، أو (السلم الخماسي) والذي إرتكز عليه الملحنين في معظم الأغاني السودانية التي رسمت الروعة في وجدان المستمع السوداني ، حتى أخذت أجمل وأعظم الاشعار الغنائية (نوتتها )من ذلك الرقم الفردي من (السلم الموسيقي). وأرد أنا على تلك الأراء من وجهة نظر (مستمع جيد فقط) : الموسيقى الصينية والموسيقى الهندية طالعين معانا في( نفس السلم الخماسي) بس الفرق (أن الموسيقى الصينية والموسيقى الهندية صعدت على ذلك السلم لتصبح موسيقى عالمية..!!) فلا أجد لخماسية السلم مبرراً كافياً لعدم الانتشار . الإعلام: أما الرأي الآخر أو كعادة البعض والذين تصدر عنهم تلك الاراء الغير مسئولة والتي تعلق إخفاقها في الوصول الى العالمية على شماعة الإعلام..!! هؤلاء لن يجدوا عندي غير رد مقتضب وهو أنه عندما تغنى الوطن العربي لسيد خليفة وشرحبيل أحمد (لم يكن هنالك فضائيات..!!) الفرق الموسيقية السودانية : أو تأتي اراء أخرى لتلقي باللائمة على (جوطة الآلات الموسيقية في الفرق المؤدية ) إذ أن بعض (صغار الفنانين) وجهوا إتهاماً صريحاً لمن سبقوهم بأنهم السبب في عدم إنتشار الاغنية السودانية وبلوغها للعالمية بسبب ( الفرق الموسيقية العشوائية) التي تصاحب في العزف (فنانين زمان..!!)، ففي إحدى اللقاءات مع محمد فيصل (الجزار) وهو فنان وملحن شاب قال أن الموسيقى السودانية (مجرد جوطة الآت) وهي غير منظمة (ولايوجد بالسودان ملحنين بالمعنى الحقيقي..!!) ،هذا ماقاله ذلك (الجزار) حرفياً ليس لنا ان نتدخل في رأيه الشخصي فهو مجرد رأي من فنان شاب لم (يتشبع) بعد بالحان العملاق وردي الذي يطوع الالحان لتعكس أنَات الشاعر ويسرج (اللزمات) لتلتقي والروعة في أزمان (جايه وأزمان لسة) ولا سيمفونيات الباشكاتب (أبو اللمين) والتي تتبلور من جمل موسيقية تعجز حتى الآلات لولا إقتدار من يمسكون بزمامها بإخراج حروفها الموسيقية صحيحةً مكتملة النضج والأنوثة وتُزَف على (زورق من الالحان). ولكن لنا أن نؤدي ماعلينا ونخبر الجزار بأن هنالك ملحنين بالمعنى الحقيقي الذي تقصده وهم (ينسجون حرائر الالحان) و يحيطون بنا من كافة الجوانب ينثرون الجمال الذي يتسرب الينا عبيراً يدجج الحانهم هنا وهناك حتى انها تخفف وتهون علينا هموم ومشاغل الدنيا الاخرى ، أما عن (جوطة وعشوائية الفرق الموسيقية) فهم (أي الموسيقيين وأصحاب الفرق الموسيقية والعازفين) هم فقط من لهم حق الرد عليك ،وإن كنت ترى ذلك يا(جزار) فمن حقنا أن نطالبك أنت ومن ينادي بهذا الرأي بأن قدموا اللحن السوداني المتدثر بعباءة المحلية الى العالم وجبةً تفتح شهيتهم على الحاننا ، فأنتم من نعول عليهم ليقوموا بالتغيير ويسهموا بالحانهم في فتح فضاءات أوسع لتجد الاغاني السودانية بها مكانةً ونعيد الى (المامبو السوداني) بهجته (المسلوبة قسراَ) ومنسوبةً الى (التراث)، ونعيد ل(الليل الهادي) جماله المغتصب ولا نحتار في إنو (نودع كيف ونفارق كيف)..وتبقى أعمالنا خالدة في (متاحف الغير) ، كونوا أكثر إبداعاً (ولتتركوا ماكان لمن كانوا..) وخذوها مسئولية على عاتق أيٍ منكم وتذكروا جيداً وأنتم تصيغون( لحناً ركيكاً مبتذلاً) أنه سوف يحتسب خصماً عليكم ، وحققوا لنا أمنية طال إنتظارها (أغنية سودانية عربيه عالمية). في حقهم: فرقة (سودانيز باند) و(فرقة هاي بيرد) ، شباب يعرفون جيداً مايريدون..وهم على ذلك النهج سائرون وإن صاحبتهم بعض العثرات ولكن معهم ومع غيرهم ممن يطمحون للعالمية سوف يأتي ذلك اليوم الذي نشاهد على جميع الفضائيات أغنيات سودانية تحمل اللهجة والثقافة مضموناً واللحن المستساغ قالباً ،عندها فقط سوف: (نجر نفس طوييييل ونبتسم وماحانغير القناة)..!! ترى هل...سوف يأتي ذلك اليوم..؟! مخرج: سوف يأتي باسم الثغر يلوح بالاماني طي عينيه بريق..وغموض..و معاني يحمل الروح اليَّ.. يزرع العطف نديّا يسكب الاهات همساً في ثنايا اذنيا وبها احيا وانسى ما ضناني لا..لا تسلني ..طي عينيه بريق..وغموض..ومعاني..!