سألني كثير من الناس لماذا لم أكتب عن موضوع «الصراع الدائر داخل أروقة وزارة العمل».. وذلك دفعني للتأمل، فآثرت أن أكتب بعد أن تهدأ العاصفة قليلاً، فأنا من الذين يفضلون أن يكون الحكم في آخر الجلسة. - فإن التعجل في إصدار الأحكام.. و«لفح » المعلومات ونسج القصص والروايات قبل سماع الأطراف، أمر أرفضه كلياً ربما بحكم دراستي وعملي القانوني الذي يحتم عليّ النظر بمنظار العدالة.. «فالمتهم مهما بلغ جرمه بريء حتى تثبت إدانته». ولن ادلو بدولي إلا بمقدار خطوط عريضة استقيتها من كل «القصة الطويلة».. إننا شعب والحمد لله غيور على عرضه وبناته.. شعب لا نرضى الامتهان.. وليست نساؤنا بضاعة مزجاة. فهذا الأمر كان يمر مرور الكرام في أي دولة أخرى، لكنه السودان بأصالته وأخلاقه وتلك أول العبر..!! كثير من الناس ينساق خلف «حدوده» المرسومة حين يتقن كيف يتخلى عن كبح جماح نفسه.. الانتصار ليس هو الحاق أكبر هزيمة بالخصم.. الانتصار الحقيقي هو الوقفة الصادقة مع الذات..على من نلقي اللائمة؟.. سؤال لا يجيب عليه ب«على أنفسنا» إلا العظماء..!! ليس عيباً أن يكون مدير المكتب التنفيذي للوزيرة «إشراقة هو أخوها»- على الأقل هو محرم يسافر معها.. ينظم شؤونها- فهي في النهاية «إمرأة» تحتاج من يحميها!! المثل السوداني القائل «إذا وقع التور تكتر سكاكينو» 100% لا شك في ذلك.. ولكن أقول.. «آتاك على قنوط منك غوث يمن به اللطيف المستجيب»!! مشكلتنا أننا دائماً نستنكر الوقوع في الأخطاء، مع أننا بشر ومشكلتنا الأكبر أننا لا نعترف بالخطأ حتى ولو كان أظهر من الشمس، والمصيبة أننا لا نعرف حتى كيف نصحح الخطأ..!!ماذا نقول؟ كيف؟ متى؟ أين؟ فقه لا يعرف أصوله كثير من المتحدثين..! تصريحات نارية.. اتهامات متبادلة.. على صفحات الصحف.. وعلى القنوات الفضائية.. اندياح بلا حدود.. والناس يراقبون لا تفوتهم ولا كلمة واحدة تجرم الآخرين!! هناك صفحات لا ينبغي أن «نقلبها» بل يجب تمزيقها..ترى أي ريح تملأ شراع هذه «الوزارة» المبحرة في اللا مدى.. وأية جهة يقصدها هذا الملاح..!!نقترح إنشاء لجنة تحكيم محايدة.. من قانونيين وأصحاب رأي، ووضع الأمر برمته على طاولة البحث والنقاش، ومثل هذا وذاك الاعتذار الرسمي للشعب السوداني والاعتراف بالخطأ!! * زاوية أخيرة.. قل للذي بصروف الدهر عيرنا.. هل عاند الدهر إلا من له خطرُ..!!