زحمة يا دنيا زحمة!! زحمة يا دنيا رحمة!! أمس الأول غنت مركبات الخرطوم وشوارعها هذه الأغنية ولكنها لم ترقص على طريقة الفيلم المصري الشهير.!! لقد عانت الخرطوم من زحمة مرور «عبثية» والسبب قطار.. وهو قطعاً ليس القطار الذي قال عنه محمد عوض الكريم القرشي .. القطار المر وفيهو مر حبيبي وبالعلي ما سرّ..! صحف الخرطوم الصادرة أمس أغفلت كلها ذكر «الجاني» الحقيقي في هذه الجريمة المرورية الكبرى!! قالت الصحف إن قطاراً بشارع الغابة تعطل وهو السبب وراء هذا الزحام الذي حول الخرطوم والصائمين للحياة في جحيم استمر لأكثر من أربع ساعات وأكثر، وهذه ليست المرة الأولى التي فعلها هذا القطار القادم من الغابة؟ أو القطار الخارج من الشجرة أو القادم من الكلاكلات أو الكدور . القضة في مجملها لا تخرج عن (النظرية) التي استخدمها دائماً في تحليلي لمجمل الظواهر والقضايا التي نطرحها في هذه الزاوية هي نظرية «قمة جبل الجليد» - فقمة هذا الجبل صغيرة ولكن قاعدته كبيرة ومتسعة وياما تحت «السواهي دواهي».. وسأرجع قليلاً للوراء وأتذكر جملة هامة قالها لنا د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم عندما كنا في بيته قبل يومين ونحن نتحدث في صالون (آخر لحظة) عن تجربة البصات د. عبد الرحمن تحدث عن محاكمة الصحافة المستمر للخرطوم والتي تحمل فوق طاقتها!! وبها كل هذه الملايين التي هجرت ولاياتها وقراها وجاءت للعاصمة والتي مهما تحدثنا عن امكانياتها فأنها ستظل مواردها محدودة ولا تستطيع الايفاء بكل هذه الالتزامات!! إذن يمكن قراءة (زحمة الخميس) من خلال هذا الطرح!! فلماذا في كل مرة تتعطل القطارات داخل الخرطوم بهذه الشكل والعنوان «المسيء» للسكة حديد!! ولماذا هذا البطء وهذه السلحفائية في «الإصلاح» و«السحب» هذا جانب.. والجانب الآخر ما هي مخارج وطوارئ الخرطوم اذا حدثت كما يقول الناس (كبسيبة) كبيرة «جوة» الخرطوم - أنا شاهدت الكثير من «الزنقات» في ازمان مختلفة منذ ضربة المرتزقة وانا «صغير» وحتى أحداث الاثنين الأسود وانا «كبير» ودائماً يصعب على الناس التأمل في الخروج..! الخرطوم يا سادة يا كرام تحتاج لتخطيط أوسع ولمراجعات عديدة في نظام الشوارع والكباري - وهذا الجهد المبذول كبير ومقدر ولكن تحت الجبل سواهي ودواهي!! أنا اتوقع حدوث كوارث ومصائب ذات يوم في الخرطوم وربما تبقى تاريخاً يحكى اذا اغفلنا حكاية المخارج وكيفية فك الاختناقات. في أوربا في أي مطعم أو دكان أو شارع تجد اشارة صغيرة على الجدران معها «رسمة» تشير لرجل يطلق ساقيه للريح والسهم يقول (Emergency Exit) مخرج طواريء - الخرطوم في حاجة لهذه الاشارات والرموز أو إرجعوا لإقتراحي القديم فتشوا عن عاصمة بديلة لهذه الزحمة التي أخشى أن يكون تحتها ذات يوم وميض نار..!