كثير من الآباء ... يغفلون مطالب الطفولة ... فيرون فى طفلهم شخصاً كبيراً قبل الأوان ... أو يُلقون عليه من المسئوليات مالا يتفق مع سنه ... مثل هؤلاء الآباء ... يسيئون قطعاً الى نفس الصغير ... ويحرمونه من سعادة الطفولة ... ومن فرص النمو التدريجى والإنتقال من مرحلة الى اُخرى ... انتقالاً سليماً سوياً ... ولكل سن رغبات ومطالب ... كما لغيرها من السنين من رغبات ومطالب ... وأن الطفل منذ ولادته ينتقل من مرحلة الى اُخرى ... لكل منها خصائصها ومميزاتها التى ينبغى أن تُفهم جيداً ... وأن نتعامل مع أطفالنا فى ضوء هذا الفهم وهذه المعرفة ... كما أن هنالك من تُسيطر عليها فكرة واحدة ... وهى أن ترى فى إبنها صورة وبديلاً لزوجها الذى فقدته ... وهى تنزعج عندما تراه لا زال متمسكا بألعاب الصغار ورغباتهم ... وهذا يحدث أيضا بالنسبة للاُم التى ليست على وفاق مع زوجها ... ومن ثم فإنها تريد أن ترى فى إبنها رجلاً اخر ... يعوضها عن هذا الرجل الذى ليست على وفاق معه ... وهى بالتالى تُريد أن تستشعر لدى هذا الإبن بإعتباره رجلاً ... أحاسيس الأمن والإطمئنان ... التى كان من المفروض على زوجها أن يمدها بها ... وكذلك الحال بالنسبة للأب الذى فقد زوجته بصورة أو اُخرى ... فهو قد ينزع إلى جعل إبنته راعية لباقى إخوتها ومدبرة لشئون البيت ... مع ماتقتضيه هذه المهام من بلوغ سن معينة ... لا زال بين إبنته وبينها سنوات وسنوات .