(كلو) إلا التجاعيد والكنكشة! يظل الوصول إلى مرحلة الكبر يمثل دوداوة مزعجة لكل ابن آدم تخطى عمر الأربعين رغم تفلسف البعض بقولهم لا يقلقني هذا الشيء فلكل عمر جماله. مهما تحاول الزوغان من كبر السن سيأتي يوم، و(يسكك الكبر ويكجرك) في ركن ما، مثلما فعل بالممثلة المصرية الجميلة (ليلى طاهر)، أو المطربة صباح مثلاً. ويأتي الكبر (يتسحَّب) على أطراف أصابعه مفاجئًا لك في شكل تجعيدة هنا، أو خط هناك، وإذا كنت كثير الضحك بسبب ومن غير سبب، فسوف تكبس التجاعيد الدقيقة عينيك وحول فمك، كذلك إذا كنت جادًا، سترتسم تقطيبة وسط حاجبيك لن تنطرح أبدًا، وأعرف رجالاً من المرجلة والحزم الشديد يقف شعر حواجبهم صوفة صوفة وتأبى التمليس «تاني كان شنو داك». ونحن في السودان، بسبب حرارة الجو، والغبار، وسوء التغذية المزمن، والفلس المزمن برضو، وعدم ممارسة الرياضة، يبدو البعض منا أكبر من عمره الحقيقي بكثير (شقاوة بس)، وإذا أضفت لهذه الشقاوة عدم زيارة الطبيب الدورية، والقلق والتوتر، والأكل كيفما اتفق فستجد أننا فى السودان نعجِّز بسرعة. ألم تلحظ أننا لأسباب وراثية وبيئية واقتصادية نعاني، غالبيتنا، من ضعف البنية وكعبرة في الأعضاء، كل الشعوب من حولنا «عُرَاض ومتناسقو الهيئة، إلا نحنا يا كافي البلا». أول مشكلة تصادف من يسعون سعيًا حثيثًا نحو الكبر، (الشيب)، وتعالجه النساء بسهولة شديدة، الحناء أو الصبغة، ويبدو الأمر عاديًا وماشي حاله، ومؤخرًا بدأ الرجال يزاحمون النساء في استعمالها، وهذا يثير سخط الزوجات، خاصة مع موضة (التدبيل) الجات مؤخرًا دي!. أها هناك تهدل العنق، وهو يدل بشدة على أن ساعة الكبر الحقيقي قد دقَّت.. عديل كدا.. رن.. رن، ويمكن للنساء معالجتها بالحجاب، أما الرجال فيعالجها بعضهم بلفّ شال حول العنق في (حركة في شكل وردة). نجي للصلعة، والحمد لله أنها خاصة بالرجال، الصلعة دي، البعض يتقبَّلها عادي، والبعض يجاهد في إخفائها، فيبدأ في جر شعرات الجنبات وتمليسها في المنتصف، محاولاً جهجهتها، والبعض يرتدي كابًا، أو عمامة أو باروكة رسمي وشعبي، ولا نامت أعين الجبناء.. بقي أن نقول إن الكبر سبيل الأولين والآخرين، وعلينا أن نتصالح معه.