كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لقريش بالهداية وكان كلما آذوه أو سلطوا عليه سفهاءهم حصبوه وشتموه وضربوه بالحجارة.. كان يدعو لقوله ولا يدعو عليهم.. كان يقول «اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون». ونحن اليوم نقول تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم في حالنا وحال الإنقاذ.. ومن ما نضمره لها.. وما تكنّه لنا.. وما نتمناه لها وما تتمناه لنا.. نقول: اللهم أهد أهل الإنقاذ فإنهم لا يفهمون ليت أهل الإنقاذ يفهمون الذي نتمناه ونرجوه لهم؟ ولو أنهم فهموا لأراحوا واستراحوا إن حالنا معهم مثل حال الذي قال أريد حياته ويريد موتي أو كمثل الذي قال وإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلف جداً فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا ولا أحمل الحقد القديم عليهمو وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا والعجب العجاب أن رئيس القوم في حالتنا هذي هو الذي يحمل الحقدا لأن القائل في هذه الأبيات هو رئيس القوم والمستشهد بها هنا رجل من عامة الخلق أو من «الرجرجة والدهماء كما يحلو لبعض أهل الإغراب والمبالغات أن يقولوا ولو إن الإنقاذ فهمت.. لكانت عبرت.. ولكنا قد عبرنا. ولكان السودان قد عبر.. بل لكان المشروع الحضاري عبر.. ولما أصبح مصطلح «المشروع الحضاري» مما يُتندر به على الإنقاذ.. وعلى أهل الإنقاذ.. وعلينا نحن.. قبل أهل الإنقاذ الذين هم ليسوا بأهلها. فكل شيء اليوم في سودان الإنقاذ في غير مكانه.. ولا داعي للاسترسال. 2/ رجل في وزارة الإعلام.. يعني من قلة النسوان!! أصبحنا عندما يحين موعد تشكيل وزاري.. أو عندما يخلو منصب وزاري نضع أيدينا على قلوبنا.. ويضعن أيديهن على قلوبهن.. نخشى أن تعين الإنقاذ «أنثى» في المنصب ويخشين أن تعين الإنقاذ ذكراً في ذات المنصب وقليلاً.. قليلاً.. وعلى منهج حكاية «موت الضمير» التي قرأناها في «الأولية» بدأت مخاوفنا تتلاشى لأن الإنقاذ أكثرت من ولاية الحريم حتى أصبح أمراً مألوفاً.. ولأن كثرة النسوان في المناصب جعلت ضغطنا مرتفعًًا على الدوام.. وقريباً جداً إذا استمر الحال على ما هو عليه فلسوف نسمع الوزيرة رشا.. والوزيرة مشتهى.. والوزيرة ناهد.. الأخ الوزير غازي الصادق.. كان الله في عونك.. 3/ من الأسكلا وحلا الذي يمر بميدان الأسكلا اليوم في موقعه غرب جامع أم درمان الكبير ويرى الحال المزرية التي آل إليها أمره.. يبكي من الأسى والأسف.. فالقبح البيئي هو أظهر ما يلفت انتباهك.. لا يوجد في المنظر الذي نراه أي قدر من الذوق.. ولا من الجمال.. ولا من رهافة الحس.. ويكفيك من قبحه ما ظهر منه.. وإياك أن تسأل عن ما خفي منه.. فهناك عدد من الأكشاك.. ستة وسابعها جنوبها ربي أعلم بالطريقة التي صدقت بها لأصحابها.. ولكن الذين يرون طريقة المعاملة «الرسمية» و«الحنية» و«اللطف» و«الدغمسة» التي يظهرها مع أصحابها الجباة غلاظ الأكباد الذين لا يألفون ولا يؤلفون.. إذاً لعلمت أن وراء الأكمة ما وراءها. لقد ظل عدد من أصحاب البكاسي يستخدمون هذا الميدان من السبعينيات من القرن الماضي.. والآن حشروا في مكان ضيق.. ويتحملون سياط المعتمدية وسياط الجباة على بطونهم.. لماذا؟ والإجابة بسيطة.. وأين يجلد من ليس له ظهر. أرجو أن يسجل المعتمد زيارة لميدان الأسكلا وينظر الحالة التي هو فيها.. وأن يحمل في حقيبته علاجين.. علاج لحال الميدان.. وعلاج «للطمام» الذي حتماً سيصيبه عندما يرى الميدان. 4/ تالتن أنا لن أشرح هذا العنوان.. ولن أحكي قصته ولا كيف نُحت.. ولا كيف أصبح جزءاً من الأدب ومنظومة القيم السودانية.. كل الذي أستطيع أن أوضحه هو أن الكلمة مكونة من خمسة أحرف تاء ثم ألف ثم لام ثم تاء ثم نون. فمن فهمها فقد اختصر على نفسه الطريق ومن لم يفهمها فعليه بسؤال السيدة والدته ويا ليت أن يسأل جدته لأمه أو لأبيه إن كانت على قيد الحياة.. وليسأل الله لها طول العمر.. فقطعاً سيجد عندها الخبر اليقين!! وإن لم يجد إجابة شافية عند «أمهات» و«حبوبات» البندر فعليه أن يشد الرحال إلى أمهات وحبوبات الأقاليم وأنا أرشح له منطقتي عطبرةوالدامر.. ولأنني أنا شخصياً من الدامر والأخ علي أتبرا من عطبرة.. وهذه استفدتها من اسمه بعد أن ولغ في دمي على صفحات آخر لحظة.. وقال فيّ كلامًا لا يستحق الرد أو حتى التعليق.. ويكفيه رداً أن يكون الكلام منسوبًا إليه.. ولقد كتبت هذا الكلام لأن حكاية تالتن هذه أصبحت ثقافة إنقاذية أدخلتها الإنقاذ في النظام الأساسي للمؤتمر وحذا حذوها آخرون.. وأخشى أن يتمادى بنا الحال حتى نصل إلى آخر هذه العبارة الذي أخفيته عمداً شفقة وخوفاً أن يتأذى به القراء.. أيها المتالتون.. ألا هل بلغت وحذرت!! اللهم فاشهد.