منطقة الماطوري تمثل المنطقة الواقعة في أقصى الجنوب الغربي لولاية الجزيرة التي بالطبع تعتمد في معاشها على الزراعة التي باتت استثمار الأغنياء بعد الارتفاع الكبير في كلفة مدخلات الإنتاج المهمة، إضافة إلى ذلك التدهور المريع الذي أصاب مشروع الجزيرة بصفة عامة الذي ألقى بظلاله وآثاره العميقة على حياة أولئك الناس الذين تعد الزراعة كسبهم الوحيد وتدهور وانخفاض مستوى المعيشة بدرجات غير متصورة وفي المقابل اتسعت المسؤوليات للأسرة مضيفة عبئاً لم يدع هامشاً من ذلك الدخل الضئيل الذي تم توظيفه سلفاً لتغطية احتياجات لا حصر لها استطاعوا ترشيد الجنيه وأكسبوه قوة قد لا تتوفر للدولار نفسه غير أن الاحتياجات المتزايدة والمتفشية هزمت عزيمة وتصميم الأهل في قرية الزيادية تحديداً بسبب انكماش مواردهم واتساع نطاق احتياجاتهم المعيشية، فالدخل الشحيح جداً لم يعد ترشيده ممكناً يشمل الضروريات ناهيك عن أمور اجتماعية كانت في السابق تجمعهم وتوثق رباطهم الاجتماعي بفضل تفانيهم في المشاركة والمساهمة في الأفراح والأتراح فالمناسبات هناك لا لون لها ولا طعم لأن الفقر ملأ الأركان وليس بوسع المرء في هذه القرية ذات التاريخ العريق إلا الحسرة عند التقاعس عن رفع كربة ألمّت بقريب أو مناسبة فرح لعزيز دور الأهل والأحباب فيها ضروري ومنتظر، فالحال هنالك بلغ درجة لا يطيق هؤلاء البسطاء تغييره.. ما دعاني إلى عرض حال هؤلاء الناس على هذا النحو الصريح هو تهالك كل المرافق الصحية والتعليمية بالقرية التي بها مدرسة أساس للبنين مكتظة وفوق ذلك ليس بها أدنى أسباب التحصيل، فالتلاميذ يجلسون على الأرض ولن نزيد عرض الحالة اختشاءً وخوفاً من هروب المعنيين بسبب اتساع الفتق.. عموماً المرافق التعليمية لا علاقة لها بالمسألة التعليمية من أساسية البنات إلى الثانوية المشتركة فهي الأخرى لا تتوفر فيها الأسباب الكفيلة بنجاح أبناء تلك المنطقة على الرغم من ذكائهم الفطري، فالثانوية هذه تخدم مجموعة من القرى كل ما يفعله أهل قرية الزيادية هو إيواؤهم للطلاب من خارج قرية الزيادية.. نحن لا نبالغ في عرض المشكلات والاحتياجات بل ننقل القدر اليسير من الحقيقة والواقع في هذه القرية التي تحطمت مجاديف أهلها فالخشية كل الخشية من الواقع المرير والذي هو وبلا شك مقدمة لنتائج الغد فالحال يدعو للشفقة ولا يمكن بحال تحقير دور الحكومة لكنها لا تستطيع الوفاء بكل الاحتياجات وتقديم خدمة شاملة.. ما حفزني على هذه الصراحة متعابعتي لنشاط شركة زين الاجتماعي ليس في شهر رمضان فحسب بل لم يخلُ مرفق إلا وتجد أثر لمساهمة زين واضطلاعها بدور أعظم على مستوى الخدمات في أرجاء عديدة من السودان الواسع، وكذلك نشاطها الكثيف في شهر رمضان حيث شمل كل فئات المجتمع، فهذه المؤسسة لم تدخر جهداً ولا وسعاً في سبيل إعانة الناس وترقية الخدمات وتمكين المجتمع من صنع أسباب الحياة العامة وتوفير المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة انطلاقًا من هذا النشاط العام والمركز تتوق قرية الزيادية للفوز بسهم من هذا السخاء المبذول والمتواصل بعد أن أمسك الفقر بتلابيب أهلها ولا معين لهم.. نحن ندعو شركة زين ليكون لها السبق ولتكون حاضرة في كرنفال حل مشكلاتنا مجتمعة لأن ما تقوم به ليس خافياً على أحد بل كبير وشامل كأنها لا تعمل للربح وأنا أوجه النداء لسعادة الفريق الفاتح عروة شخصياً في ضوء تصاعد نشاط الشركة الاجتماعي ودورها المباشر في التغيير، فالنجاحات المنظورة تجسد مساهمات الشركة وما أريد تبيانه هو الاحتياج الكبير غير أننا نطمع في القليل على مستوى المرافق التعليمية فقط نحن لا نمدح جهود الشركة بل نشكر القائمين بأمرها وعلى رأسهم الفريق الفاتح عروة على الدور الكبير الذي تضطلع به الشركة في خدمة المجتمع، فنحن ننظر لدور شركة زين في حل بعض من مشكلات القرية طالما بات تقديم الخدمات التزامًا جليل الشأن لدى إدارة الشركة ومالكيها. كل ما هناك أننا نعلم تماماً أن شركة زين تنشط في المساعدة بلا توقف منذ ما يزيد على عقد من الزمان وأصبحت لها بصمة مميزة في التنمية الاجتماعية التي طالت مختلف المرافق الخدمية في طول السودان وعرضه ونرى أن لنا الحق في الحصول على مساعدات زين لنستعين بها في سباقات المستقبل ولا نرى في الوقت نفسه حرجاً في وقوف هذه الشركة العملاقة معنا لتحقيق أمانينا ونقول لسعادة الفريق الفاتح عروة الزيادية تنتظر أياديكم.