الأبيِّض: علي الصادق البصير مفاصل حساسة ودقيقة وقفت عليها هيئة وقيادة الشرطة بولاية شمال كردفان، وتلمّست خلالها عدداً من المحاور والهموم الأمنية، وإن كانت الزيارة التي ترأس وفدها الفريق أول هاشم عثمان الحسين، مدير عام الشرطة قد جاءت في ظاهرها للمشاركة في افتتاحات بعض المنشآت الشرطية إلا أنها كانت ذات دلالات لا تبعد كثيراً عن الوضع الراهن خاصة فيما يتعلّق بالسيطرة على عمليات تسلل وتهريب للسلاح والمخدرات وعبور بعض عناصر التمرُّد بالولاية، إضافة لتعزيز القوات الشرطية الخاصة بتأمين مواقع التعدين الأهلي سيما وأن شركات أجنبية ولجت هذا النشاط. وبالنظر لواقع الولاية وموقعها الجغرافي فإن دائرة التحديات قد توسعت، الأمر الذي يقود لفك شفرة الاهتمام بالولاية، فالزيارة شملت افتتاح عدد من المنشآت الشرطية ضمنها مجمع استهلاكي به كل المواد التموينية وبه مخبز لتغطية حاجات الأفراد بعد دعمها، بل يعمل بنظام التسليف في حالة عدم توفر مال كافٍ لدى الأفراد وشملت الزيارة مستشفى الشرطة التي باتت مكتملة الاختصاصات الطبية المطلوبة. طوارئ وبلاغات إنسانية وقفت الشرطة عند قوات الطوارئ والتدخل السريع والنجدة حيث تم استعراض للقوة والفنون القتالية فتحوّلت الساحة إلى مسرح يعجُّ ويضجُّ بالمعنويات العالية وعلى الجانب الغربي توجد غرفة السيطرة والتحكُّم وبالاطلاع على دفتر أحوالها، فقد ظلت الغرفة تتلقى على مدار الساعة عدداً من البلاغات الإنسانية وأخبرنا مسؤول بالغرفة أنه بالإمكان تلقي«20» مكالمة والتعامل معها في لحظة واحدة. في السجل المدني بالمبنى المجاور وقفت الشرطة على أعمال السجل المدني حيث يوجد حوالى «250» مواطناً بالمركز يطلبون استخراج الرقم الوطني، لم نجد أحداً منهم يقف في صف أو متكدّساً حول جماعة، فالجميع جلوس على الكراسي يتابعون إجراءاتهم من خلال شاشات رقمية تنظم عمليات سير الإجراءات، وحدثنا الضابط المشرف على المركز أن طاقتهم تستخرج يومياً في حدود«500 600» رقم وطني. أبو طيرة.. فكّاك الحيرة «قشو قش.. أمسحو مسح.. جيبو حي.. أكلو ني» هو شعار قوات الاحتياطي المركزي الذي تم به استقبال مدير الشرطة وقادتها عندما حلوا بالقطاع «21».. الحماس كان مسيطراً على اللقاء، فلم يطلبوا حوافز ولا بدلات بل كانوا يصرخون: «قصدير قصدير.. يا مدير» «دايرن حديد لجوه» ويقصدون مزيداً من التسليح والزخيرة والعتاد لدحر فلول التمرد وملاحقتهم ومسحهم مسحاً، فرد عليهم مدير عام الشرطة بقوله: كلوا جاهز وما في أي مشكلة، وأضاف أن الاحتياطي المركزي أكسب الشرطة سمعة طيبة، وقال «أبو طيرة هي العصا الغليظة التي نضرب بها» ونحن راضون عن أدائها فقد أدت واجباتها على أكمل وجه ونريدها أن تحافظ على هذه الوضعية. مقبرة الغزاة والي شمال كردفان، معتصم زاكي الدين، تحدث في لقاء حاشد وقال إن هذه الافتتاحات تمثل دعماً وتأهيلاً لقوات الشرطة في سكنهم ومعاشهم، وقال: إن الشرطة أدّت أداءً ممتازاً وقامت بأدوار مهمة وشهدت تطورًا في مجال المعينات والتدريب والتأهيل، وأضاف: موقعنا الوسط يحتم علينا حفظ البلاد في جوانب كثيرة، وهناك مهددات أخرى كتجارة السلاح والمخدرات، كما أن التمرد في غرب السودان لا يجد منفذاً للتسلل إلا عبر ولايتنا، والعام الماضي «50%» من ضبطيات المخدرات كانت في شمال كردفان، مما دعانا لتكريم كل قوات المكافحة. وأكد في كلمته قائلاً: «أي حادث نهب في التعدين الأهلي تم القبض على الجناة، وحدودنا آمنة وشرطتنا تؤدي واجباتها على أفضل وجه ولا يوجد بيننا نظامي متمرد وستظل الأبيض مقبرة للغزاة». القضاء على المهددات اللواء كمال الدين موسى الزين، مدير شرطة الولاية قال في حديث خاص ل«الإنتباهة» إن الموقف الأمني في شمال كردفان هادئ ومستقر، وذلك للجهود المشتركة والخطط التي تقام من فترة لأخرى وتستهدف القضاء على بعض المهددات الأمنية التي تظهر من حين لآخر، مشيراً إلى اجتماع لجنة الأمن بالولاية الذي شرفه مدير عام قوات الشرطة وبحضور الوالي وأعضاء لجنة الأمن والذي تناول التنوير لما تقوم به اللجنة والمهددات على الساحة والإجراءات وما تقوم به الأجهزة من تعاون لتأمين الولاية من أي مهدد. وفيما يتعلق بتأمين العمال في التعدين الأهلي قال: الإجراءات الحالية في تقديرنا معقولة، وأن المساحة التي يتم عليها التنقيب مع دخول شركات أجنبية في عمليات التعدين يتطلب عدداً كبيراً من القوة، خاصة وأن السيد الرئيس قد صادق على قيام قوة خاصة لحماية مناطق التعدين ونسعى مع المركز لتأمين هذه المواقع مع قوات الاحتياطي المركزي والأمن والمخابرات والقوة الحالية تقوم بدورها على أفضل وجه. وختم حديثه بأن ولاية شمال كردفان بموقعها الإستراتيجي جعلها منطقة عبور للمخدرات المختلفة وقرب موقعها لولايات دارفور جعلها قبلة لتجار المخدرات الذين يستغلون البعد المكاني للتوغل لوسط السودان ووسط الخرطوم حيث الأسواق الكبيرة للمخدرات ولما لدينا من إمكانات ومصادر وعيون متقدة استطعنا أن نلقي القبض على كثير من هذه العصابات خلال هذا العام بلغت أكثر من «11» طناً إضافة لعدد كبير من الأسلحة والعربات.