دعا الأستاذ عبدالقادر محمد زين الأمين العام للحركة الإسلامية وعضو المجلس التشريعي لولاية الخرطوم، إلى أعطاء المجلس عطلة يوم بغرض الصلاة والابتهال لشعب غزة الذي يواجه العدوان الإسرائيلي الغاشم، ولا شك أن هذه الدعوة بدت مدهشة حتى لأعضاء البرلمان ، ذلك لأن الدعوة والابتهال لله لا تحتاج إلى عطلة وتفرغ وهجر العمل، ولا شك أن مسؤولية الدعاء لأهل غزة هي مسؤولية شخصية لمن أرادها في جنح الليل أو ساجد في كل صلاوته فرضاً أو نافلة، كما أن أهلها المظلومون هم أدعى بمشيئة الله للاستجابة المباشرة وإن كان دعاء الغير أيضاً مطلوب وقابل للاستجابة متى ما صدقت النوايا وخلص العمل وتحلل الداعي من الحرام، المهم الآن أن يحرص المجلس التشريعي على أداء الأمانة الموكلة له من قبل رعية الخرطوم، فما زالت العديد من أطراف العاصمة تعاني من شح المياه وهناك مناطق لا توجد فيها شبكات للمياه النقية، كما أن الطفح في الصرف الصحي يهاجم قلب العاصمة بمياهه الآسنة ومياه الأمطار تغطي جل الطرق في الولاية وأطرافها والمطبات والحفر لم تستثن حتى شوارع العاصمة وأسواقها، كما أن عدداً من مدارسها تعاني نقصاًً في المعينات وبعض التلاميذ في الأطراف يعانون من النقص في الإجلاس بل بعضها بلا سقف، كما وثقت «الإنتباهة» في إحدى قرى ضواحي ولاية الخرطوم. وفي أحد الأعوام اصطفت مجموعة من أصحاب السيارات الفارهة حيث هبطوا منها تسبقهم عطورهم الفواحة الرائعة يرتدون أفخر الثياب لأداء صلاة الاستخارة من أجل نزول الغيث، فيما انطلقت موابيلاتهم الفخمة ترن في أثناء الصلاة وحين شاهدهم حاج الطيب قال «هوي يا ناس علي الطلاق بالشايفو ده ما أظنكم تجيبو غير الكتاحة»، لكن الطريف أن في مصر في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك حذرت وزارة الأوقاف هناك أئمة المساجد في مختلف المدن والقرى المصرية بعدم الدعاء ضد المسؤولين وقيادات الحزب الوطني الحاكم والوزراء أو القيادات الأمنية. وتوعدت الوزارة بما أسمته بالعواقب الوخيمة في حال ما لم يمتثل الأئمة والخطباء لتلك التعليمات. وكانت بعض الأجهزة المسؤولة هناك قد كشفت عبر تقارير صادرة عن مندوبين لها، أن بعض الخطباء دأبوا خلال الفترة الأخيرة في أن يجأروا لله عز وجل بالدعاء على المسؤولين بدون تسميتهم بسبب الارتفاع الشديد في الأسعار وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لمستوى غير مسبوق. واللافت أن خطيب أحد المساجد في حي الدويقة الذي شهد مأساة سقوط كتل صخرية فوق رؤوس العديد من الأهالي، قام الخطيب بالدعاء على المسؤولين الظالمين ثم أردف يقول«اللهم أهلك اللي بالي بالك» بحسب ما ذكرته إحدى الدوريات الإعلامية. وفي ذات السياق أوردت العديد من التقارير أن العديد من أئمة المساجد الأهلية أصبحوا يضربون بالتعليمات الصادرة إليهم عرض الحائط، حيث يكثفون الدعاء على المسؤولين والوزراء فوق المنابر يوم الجمعة وفي صلاة التراويح. وقال مصدر مسؤول في وزارة الأوقاف، بحسب جريدة «القدس العربي» ، بأن حالة من الاستنفار تشهدها الوزارة خلال شهر رمضان، بهدف مراقبة المساجد من أجل الحيلولة دون استثمار صلاة التراويح من قبل المواطنين الغاضبين على نظام الحكم من أجل الدعاء على الوزراء وكبار القيادات. وأعرب نفس المسؤول عن أن هناك مخاوف من أن تعود المساجد للعب دور سياسي نتيجة للغضب المتزايد في صدور المواطنين، بسبب ازدياد موجات الفساد وارتفاع الأسعار وانتشار البطالة بين الخريجين والعنوسة بين الفتيات. وكانت الأجهزة الأمنية قد لعبت دوراً كبيراً على مدار العقدين الماضيين من أجل تحييد المساجد بعيداً عن الكلام في السياسة، وحظر أي نشاط خارج عن أداء الصلوات مع إصدار الأوامر بغلقها بين الصلوات المختلفة وعدم السماح للغرباء بالخطابة بين المصلين. لكن يبدو أن دعاء الأئمة والدعاة أو ربما تأمين المصلين قد استجاب له الله عندما أطيح بحكم الرئيس حسني مبارك. أخيراً يا ناس المجلس التشريعي كدي كربو عملكم وخلوا حكاية عطلة الدعاء دي وإلا فإن طرفة حاج الطيب محمداكم.