(1 ( في خضم عتمة الإخفاقات السياسية والاقتصادية حققت وزارة الخارجية نجاحاً مقدراً.. (الإنجاز) أعلن عنه وزير الخارجية "علي كرتي" بلهجة ملؤها الثقة الكاملة بقوله: (نستطيع أن نجزم الآن أن مجلس السلم والأمن الإفريقي لن يؤيد القرار السابق ضد السودان أو يحيله لمجلس الأمن الدولي).. إن صدق "كرتي" وربنا سهّل فإن ذلك سيعدّ من أعظم الإنجازات في زمن الإخفاقات.. لم يأت (الإنجاز) هكذا بدون إعمال حكمة (مع كل حركة بركة)، فقد أفصح الوزير عن تحركات مكثفة قادتها لجنة من رئاسة الجمهورية ووزارته أجرت خلالها اتصالات ولقاءات مباشرة مع رؤساء الدول الأفارقة لإقناعهم بالموقف القانوني للسودان حول أبيي، وكشف عن استعانتهم بمركز استشاري بريطاني لتوضيح عدم قانونية فرض قرار من المجلس لتحديد حدود السودان وتحريك أراضيه إلى دولة أخرى.. زيارات نائب رئيس الجمهورية "الحاج آدم" إلى دول غرب وشرق ووسط أفريقيا، نقلت بدون شك رؤية السودان حول قضية أبيي.. (المعركة) الدبلوماسية أحد الميادين التي يمكن للخرطوم أن تتفوق فيها على جوبا، سيما وأن للدبلوماسية باعاً طويلاً وخبرات متراكمة.. (عقرب) ما يسمى بالآلية الإفريقية رفيعة المستوى، ما زالت متربصة ويجب التحسب للدغتها القادمة.. لعل "سوزان رايس" المندوبة الأمريكية لدى مجلس الأمن أكثر حزناً من جوبا على (فشل) خطتها القاضية بأن يتبنى مجلس السلم والأمن الأفريقي مقترح "ثابو أمبيكي" رئيس الآلية سيئة الذكر.. تبني مجلس السلم الأفريقي المقترح ومن ثمّ اتخاذ قرار بشأنه، كان سيمهد الطريق أمام مجلس الأمن الدولي ليصدر قراراً بإهداء أبيي لدولة الجنوب معززاً بالفصل السابع.. يجب علينا بكل صدق أن نحيي مثابرة الوزير "كرتي" وسعيه الحثيث و(نضرب له تعظيم سلام). (2 ( بحسبة بسيطة، نجد أن متوسط تكلفة عضو (رحلة الأحلام) بلغت وفقاً للمعلومات التي بعثت بها الأمانة العامة لحكومة ولاية الخرطوم، هي حوالي (33) مليون جنيه بالقديم، أي حاصل قسمة المبلغ الكلي المعترف به وهو (296) مليون جنيه على (9) أفراد.. و(رحلة الأحلام) كما ذكرنا وأكدته الولاية، كانت قد توجهت إلى البرازيل في أقاصي الدنيا بغرض (متابعة اتفاقات مشتركة) من جانب، ومن جانب آخر بغرض أن يرد وزير الشباب والرياضة بالولاية زيارة فريق كرة القدم التابع لمقاطعة برازيليا، ويبدو أنه هدف سامٍ يتطلب كل هذا الإنفاق!! المعلومات التي أوردناها من قبل بلغ فيها متوسط تكلفة عضو الوفد حوالي (38) مليوناً (يعني ما فرقت خمسة ملايين)، وإن فرضنا جدلاً خطأ معلوماتنا، فإن التساؤل عن التقشف يظل قائماً.. هل صرف الولاية على موظف مبلغ (33) مليون جنيه لرحلة كتلك التي من مبرراتها رد زيارة فريق كرة قدم، يتناسب مع سياسة التقشف؟!.. كذلك كنا نأمل أن يشمل الرد الإجابة عن تساؤلاتنا بخصوص نفق (ود البشير) بأمبدة حيث الصراع والجدل يحتدم بشأن الاختصاصات بين وزارة البنى التحتية ووحدة تنفيذ المشروعات الإستراتيجية، فضلاً عن (القيل والقال) بشأن منطلقات كل طرف!! (3 ( البروفيسور "بدر أحمد إبراهيم" أمين أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني والناطق الرسمي باسمه تحول إلى خبير قانوني لا يشق له غبار حين قال: (إن "الصادق المهدي" قال معلومات تمثل مستنداً وجزءاً من إدانة ل"صلاح قوش").. لا أعتقد أن من اختصاص الزميل "بدر الدين" تحديد المستندات التي يمكن أن تدين شخصاً بشكل قانوني.. شخصياً أكن للرجل احتراماً وافراً وأعتقد أن أداءه وتصريحاته كانت موزونة وعقلانية ومحسوبة بدقة، ولم يكن من الذين استعجلوا الحديث عن المحاولة (التخريبية) التي طالبتنا الحكومة بتسميتها (انقلابية).. لماذا لا يترك أمر هذه المحاولة للقضاء ليبت فيها ويأخذ مجراه؟ لا أعتقد أن القضاء في حاجة إلى خبراء قانونيين. • آخر الكلام: الحب مثل الكراهية وليس نقيضها.. إنه درجة من درجات الاهتمام بالآخر، ولكن عدم الاكتراث هو نقيض الحب حقاً.