حديث المدينة الجيش الأمريكي .. وين ؟؟ عثمان ميرغني شاهدت في الفضائيات صور المتظاهرين الأمريكان في نيويورك.. وهم ينزلون للشوارع ويهتفون ويواجهون الشرطة ويرفعون الأعلام.. المتظاهرون الأمريكان يحاولون تقليدنا نحن العرب بعدما أعجبهم ربيعنا العربي ومظاهرتنا من لدن غضبة البوعزيزي في تونس.. مروراً بموقعة الجمل في ميدان التحرير بالقاهرة .. إلى ثورة ليبيا ثم اليمن وأخيراً سوريا.. غلبتني الدهشة والحيرة وأنا أتفرج على هذه المظاهرات.. أين الجيش الأمريكي والدبابات؟ أين \"البلطجية\" الأمريكان.. أين \"البلاطجة\".. أين \"الشبيحة\" الأمريكان؟ أين (أحد الغضب).. و(أحد الرحيل).. مثل (جمعة الغضب والرحيل)..!! المتطاهرون الأمريكان يتجولون في الشوارع يحملون لافتاتتهم يهتفون.. ويلعنون.. وكأنهم في رحلة سياحة..أو يزفون عريساً في ليلة فرحه.. أليس في أمريكا \"شبيحة\" و\"بلاطجة\".. أين الدبابات الأمريكية؟ لماذا إذا نزل للشارع عشرة رجال فقط.. في شرقنا العربي.. نزلت في مواجهتهم عشرات السيارات المدرعة وآلاف الجنود المدججين بمختلف أنواع الأسلحة.. ثم تحرك الدبابات وتدك المدن والقرى وتطارد الشعب (زنقة.. زنقة).. بينما في العالم الغربي (غ وليس ع) تتظاهر شعوبهم بكل حرية وتهتف حتى تنشق حناجرها.. دون أن تجرح لهم الشرطة خاطراً.. سأكشف لكم السبب..!! السبب هو أن تلك الشعوب ليس لها أية غبينة مع حكامها.. فهم يعلمون أن الحاكم خادم.. جاء بأمر الشعب ليخدمه.. وأن الحاكم هو الذي يخاف من شعبه.. ويدق قلبه هلعاً وهو يراقب مؤسسات استطلاع الرأي وهي تحصي تضاريس شعبيته.. وأكثر من ذلك..! تلك الشعوب.. موقنة تماماً أن الحاكم هو مجرد موظف عام عابر.. لا يلتصق بالكرسي ولو كان عبقري زمانه.. أجله معلوم محدود.. من أول يوم يدخل القصر الأبيض يسلمه مدير المراسم تاريخ خروجه باليوم والدقيقة من القصر.. لذلك لا تثور تلك الشعوب على نظامها الحاكم أو تطالب باقتلاعه من جذوره.. ولا تهتف (الشعب يريد إسقاط النظام).. كل الذي تفعله أنها تغضب وتثور ضد قضية بعينها.. وتطالب بالإصلاح.. ولهذا لا يتوتر قادة الشرطة ولا الأمن والجيش.. ولا تخرج الدبابات..!! لكن في شرقنا العربي.. الحاكم هو \"البطل\" والشعب هو \"الخائن\".. العلاقة بينهما أبد الدهر لعبة \"عسكر وحرامية\".. فإذا خرجت الشعوب إلى الشارع يستل الحاكم سيفه من غمده. فيخرج الجيش من ثكناته.. وتبدأ الحرب.. وتنقل الفضائيات مشاهد الدبابات بين البيوت وفي الأسواق وأمام المساجد تحرس صلاة الجمعة.. خوفاً من (جمعة الرحيل).. في شرقنا العربي.. لماذا لا نكون مثل تلك البلاد.. لا نخاف من الحكومة.. ولا ترهبنا الحكومة..!! التيار