ادريس [email protected] الحراك الذى ينتظم العالم العربى والمطالبه بالديمقراطيه والحريه والعداله التى تنتظم معظم الدول العربيه كان لها الأثر الكبير فى تغيير السياسه الأمريكيه تجاه العالم العربى والشرق الأوسط والسودان ليس باستثناء أو بمعزل عن مايحدث فى هذه الدول وما يسمى بالربيع العربى. ففى خطابها أمام المعهد الوطنى الديمقراطى والتى ألقته وزيرة الخارجيه الأمريكيه هيلارى كلنتون تضمن عدة رسائل تعتبر اجمالا ما سوف تنتهجها الاداره الامريكي فى سياستها الخارجيه. الرساله الأولى تضمنت تقديم الاصلاح على الاستقرار لأن الاصلاح هو الطريق المؤدى الى الاستقرارلتسقط بذلك ورقه مهمه فى أيدى الحكام وهى فزاعة الاستقرار. والرساله الثانيه أنها نوهت الى عدم ممانعة الولاياتالمتحده من بروز دور الاسلام السياسىطالما أنها احترمت قواعد اللعبه الديمقراطيه وأتت عبر صناديق الاقتراع وراعت حقوق المرأه والأقليات فى مجتمعاتها. والرساله الثالثه وهى الرساله التى تهمنا وهو حديثها عن الأذرع العسكريه للأحزاب والتنظيمات السياسيه وتشديدها وتحذيرها لمثل هذه الأذرع بأنها اذا أرادت أن يكون لها مستقبل فى قواعد اللعبه الديمقراطيه وجب عليها أن تتخلى عن العمل المسلح وتتبنى الطرق السلميه والوسائل المدنيه والتى هى الطريق الأمثل لايجاد ديمقراطيات راسخه. ودعوة كلنتون هذه جاءت متسقه مع مارشح من أخبار عن الموقف الأمريكى الذى انتقد تحالف كاودا ...كما أدانته الأممالمتحده والتى دائما ماتتبنى الموقف الأمريكى وتتماهى معه. واذا نظرنا الى كل هذه التغيرات فى السياسه الأمريكيه والتى كان للربيع العربى الفضل الكبير فيها. فاننا أمام واقع يجب أن نتعامل معه خاصه أن تحالف الجبهه الثوريه كان يعول كثيرا على الموقف الأمريكى والذى بالتأكيد له تأثير كبير على مجريات الأحداث وقد برز ذلك فى الزيارات والاجتماعات والاهتمام الكبير الذى أولاه قيادات كاودا لشرح وجهة نظرهم للاداره الأمريكيه. وقد ذهبت الاداره الأمريكيه لأبعد من ذلك وأرسلت رسائل واضحه الى جوبا بعدم التدخل فى شؤون السودان الشمالى بدعم تحالف كاودا. ونظرا لكل هذه المعطيات وجب على هذا التحالف أن يرسل رسائل تطمئن الداخل وخاصه أن هناك توجس وريبه من قبل قطاعات كبيره عن ماهية هذا التحالف وأهدافه...وخاصه أنه يتبنى الخيار العسكرى والذى هو غير مرحب به وأثبت فشله فى معظم الصراعات السياسيه..ومثال ذلك حركة يوليو 1976والتى تم اجهاضها بوقوف البعض ضدها والكثيرين فى الحياد وعدم دعمها.. بالرغم من أنهم وبعد أقل من تسع سنوات قاموا بانتفاضه ولكنها كانت شعبيه وسلميه فى دلاله واضحه نعم أنهم يكرهون النظام القائم ولكن وسيلتهم ليس السلاح . نتمنى أن يعى تحالف كاودا الدرس وأن لا يطيلوا ليل الانقاذ...فاذا هم أرادوا التغيير وبأسرع مايكون عليهم تبنى الثوره السلميه والتى بالتأكيد سيشاركهم فيها الجميع.