[email protected] من المفاهيم التي شاع استخدامها في السنوات الأخيرة خاصة في بلاد العم سام ما يعرف لدى خبراء الاستراتيجيات والتخطيط العسكري بالضربة الاستباقية أو الضربة الوقائية ، وهي بكل بساطة تعتمد على تحليل النوايا العدوانية المحتملة للعدو ومن ثم تقوم بنقل الحرب الى ميدانه بتوجيه ضربة استباقية خاطفة تؤدي الى تدمير كل مخططاته العدوانية تجاهك . طبقا لهذه الاستراتيجية فان مفهوم الضربة الوقائية لا يقتصر على المجال العسكري وحده بل يتعداه الى كل المجالات التي تحتمل وجود منافسين يسعون الى التفوق عليك مستقبلا وفي هذه الحالة يجب عليك أن تسارع لأحتواء كل هؤلاء ومنعهم من التقدم عليك بكل الوسائل الممكنة والسبل المتاحة . في اعتقادي أن الأنتصار الساحق الذي حققه أبطال الهلال في ديار جعل يوم الخامس من أغسطس الجاري يدخل ضمن منظومة الضربة الاستباقية والتي كان لابد منها ليس من أجل الهلال فقط وانما من أجل اعادة تقويم المنافسة ووضعها في مسارها الصحيح حتى تحقق الغرض الذي انشأت من اجله وتحقق كذلك الحد الأدنى المطلوب من المنافسة الشريفة والسباق النزيه من أجل خطف بطاقتي التأهل لدوري الأربعة ، أقول هذا الكلام بناء على ما رشح في معظم كتابات وتصريحات أصحاب الأعلام الحالم فور الأعلان عن قرعة مجموعتي الكونفدرالية وحتى قبل انطلاق مباراة الهلال والأهلي شندي بدقائق حيث تم تحديد نتائج مباريات الجموعة واعلان الفرق الصاعدة وبثقة لا محدودة تكشف هول المؤامرة التي كانت تحاك ضد الهلال ليس في الخفاء فحسب وانما تعداه الأمر الى العلن ، فكانت شندي هي الميدان الذي يتم فيه اعاقة الهلال بكل الوسائل مثلما حدث في الموسم السابق من منافسة الدوري الممتاز ، فأصبحت بطاقة متصدر المجموعة من نصيب المريخ وثاني البطاقات لفريق الأهلي شندي مع بعض المنافسة بين الهلال وانتر كلوب على تذيل ترتيب المجموعة ، كتب أحدهم على صفحات الصدى مباراة الهلال في الجيب الخلفي ، نحن نقول ان من حق اي شخص أن يحلم كيفما بدا له ومن حقنا أيضا ان نجهض أحلام اليقظة كيفما كانت ، كما اننا لن نسمح بأن تصبح بعض الفرق مقاتلين بالوكالة من أجل المريخ ، كان يكفينا ما تقوم به اندية النيل وجزيرة الفيل في المواسم السابقة من العمل على تعطيل الهلال بكل الوسائل الشرعية وغير الشرعية ليس من اجل مصلحتها ولكن من اجل طرف ثالث حتى جاء لنا فريق الاهلي بعد اتفاق العديلين ( العوض أخوان ) والذي تم بموجبه تحويل كلتشي وفيصل موسى للمريخ واستقدام ريكاردو لتدريب المريخ كما جاء على لسان السيد صلاح ادريس في مقال سابق . انا لا ألقي بالحديث جزافا ولكن يكفي المرء أن يتدبر تصريح السيد سكرتير نادي الاهلي شندي قبل المباراة بأن موقعة دار جعل ستبقي الهلال في صفره الدولي وكأننا أمام مقال لمزمل أبوالقاسم على صفحات الصدى وليس لتصريح لعضو مجلس ادارة نادي . الآن وقد تم وأد المخطط في مهده قبل أن يبدأ وأصبح لزاما على فريق الأهلي أن يلعب بشرف كي يكون أو لا يكون ، لأن الهلال قد أنتزع أهم ثلاث نقاط من رصيده وفي عقر داره ولم يبق لهم الا القتال خاصة في المباريات المتبقة و التي ستلعب على أرضهم اذا أرادوا ان يضربوا موعدا مع المجد ، فدعنا نجلس ونرى هل ستقاتل شندي كما عودتنا ان تصارع الهلال على الدوام أم يظل فريق الأهلي شندي يلعب دور أرنب السباق !!! ألم أقل لك بأن الهلال قد أعاد وضع المنافسة في مسارها الصحيح ؟؟